عادل العامل يتوجب على راكبي الدراجات من المراسلين أو سعاة البريد أن يتعاملوا مع قدرٍ كبير من المخاطر. فهناك أبواب السيارات التي تُفتَح فجأةً، و الشاحنات التي تستدير يميناً من دون إشارة، والدوارات ذات الاتجاه الواحد، و غيرها.
rnأو، كما هي الحال في فيلم ( سباق استثنائي Premium Rush )، يمكن أن يتدخل شرطي قذر في طريق ما ينبغي أن يكون عملاً مراسلياً مستقيماً، يتولى إيصال مظروف من مورننغسايد هايتس إلى الحي الصيني، كما جاء في هذا العرض النقدي لستيفاني ميري.rnتلك هي مقدمة فيلم الحركة المسلي و الصاخب الذي يمثّل فيه جوزيف غوردون ــ ليفيت دور ويلي، خريج مدرسة القانون بكولومبيا الأميركية الذي اختار عملاً كهذا. فهو يمضي عبر منهاتن يومياً على دراجته. و يعتمر في الأقل خوذةً، تكون بيده في مناسبات كثيرة، بما في ذلك المشهد الذي يبدأ به الفيلم حيث يطير ويلي في الهواء وسط هشيم الزجاج الأمامية بعد شقلبة فوق سيارة أجرة. و من هناك، يعود الفيلم مباشرةً بجمهور المشاهدين إلى الكيفية التي صار بها الرجل الشاب في هذا الموقف. rnلقد كان يوماً عسيراً آنذاك، على اعتبار أن ويلي قد تشاجر مع صديقته، فينيسا ( و تقوم بدورها دانيا راميريز )، و هي أيضاً مراسلة بريد. لكن قد يحصل هناك ما هو أسوأ ، بعد أن يكلفه رئيسه في العمل بمهمة إيصال حزمة في كولومبيا. و هو أمر يتطلب الاندفاع بسرعة، فليس لديه سوى 90 دقيقة ليطير على دراجته عبر برودوَي و يسلّمها إلى امرأة تدعى الأخت تشين في الحي الصيني.rnو تقف في طريق ويلي جملة من الأمور. أحدها ضابط شرطة حاد الطبع، بوبي موندَي، راح يتفحص المظروف الذي في حقيبة ويلي. و الآخر شرطي دراجات، لا تعجبه تصرفات ويلي في قيادة الدراجة المتّسمة بالمجازفة. إضافةً إلى تحديات أخرى.rnإنه فيلم نزهة تسلية بالدراجات مع شخصيات مرسومة جيداً، و يبدو غوردون ــ ليفيت هنا، و كما هي الحال على الدوام، جديراً بالاعتماد عليه في الدور الرئيس. أما الكاتب المخرج ديفيد كويب، فله طريقته في جعل جمهور المشاهدين ينغمرون في الحدث، فهو يجعل الكاميرا بارتفاع مقوَد الدراجة بينما يتموج ويلي عبر حركة المرور. كما أنه يُظهر بذكاء عمليات تفكير ويلي عندما يتطلب الأمر منه اختيار ممر له ذي مقاومة أقل. فالخط الأبيض يبيّن إنه إذا راح يميناً، فإنه يمكن أن يضرب عربة الطفل تلك، لكن الذهاب يساراً سيعني التعرض لضربةٍ من شاحنة؛ فالمضي قُدُماً إذن.rnو في نفس تلك النزعة، يعطي المخرج الفيلم إحساساً قوياً بالزمان و المكان. فالساعة تتحرك سريعاً في فترات منتظمة لتذكّر المشاهدين بأن الدقائق تتناقص. كما تقرّب الكاميرا أحياناً الرؤية لتقدم مشهداً من الأقمار الصناعية و تبيّن أين في نيو يورك يجري الحدث و كم على ويلي أن يقطع من مسافة ليصل إلى وجهته.rn
"سباق استثنائي" .. مهمّات على الدراجة وسط مخاطر السير
نشر في: 5 سبتمبر, 2012: 06:35 م