TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم " الراقص الظل "..أعلى من صوت القنابل

فيلم " الراقص الظل "..أعلى من صوت القنابل

نشر في: 5 سبتمبر, 2012: 06:36 م

ترجمة: عباس المفرجييذكّرنا فيلم الإثارة هذا، الذي يدور حول مؤامرة مظلمة في التسعينات في بلفاست، بحوار بين ايفور كلير وغي كروتشباك، في فيلم ايفلين واه " ضباط وسادة ". ايفور يسأل غي ماذا يفعل لو واجه تحديا إلى مبارزة. يجيب غي: ((اضحك،)) لكن ايفور يرد عليه بجد: ((قبل مئة وخمسين عاما، كنا سنقاتل لو واجهنا تحديا. الآن، كنا سنضحك. لا بد انه هناك زمن كان يبدو فيه هذا سؤالا مربكا.)) في السبعينات، أي رجل في الآي آر أي
rn [الجيش الجمهوري الايرلندي] كان يعرف أن من واجبه أن يهاجم البريطانيين بأي وسيلة عنف ممكنة، لكن في 2012، مع مارتن ماكغينيس وهو يصافح الملكة صارت الفكرة مضحكة. في 1993، زمن بيان الداوننغ ستريت واتفاقية الجمعة العظيمة، وجد المقاتلون الجمهوريون أنفسهم أمام (( السؤال المربك )) لايفوري كلير.rnهذه الفترة المتقلبة هي مسرح أحداث فيلم جديد للمخرج جيمس مارش، المعروف حديثا بفلميه الوثائقيين " رجل على سلك " و" مشروع نيم ". كتب توم برادلي، الصحفي السياسي في تلفزيون الأخبار المستقل، سيناريو الفيلم، نقلا عن رواية له بنفس العنوان.rnاندريا رايسبورو، تؤدي دور كوليت ماكفيه، شابة من بلفاست، نراها في البداية تركب المترو في لندن. يخلق مارش جوا من القلق والتوتر بمشاهد طويلة، متصلة ولقطات كلوز- آب على وجهها الشاحب، الخلو من العبير. تحمل كوليت حقيبة، ويتيح مارش للمشاهد أن يتساءل إن كان في نيتها زرع قنبلة، أو أن هذا عرض وهمي، أو شيء آخر تماما. تنتهي رحلتها في المترو على نحو دراماتيكي، وغير متوقع، إذ يدخل المشهد ضابط مخابرات بريطاني يدعى ماك ، يلعب دوره كليف اوين. يعقد ماك وكوليت اتفاقا سريا، يمهد الأساس للدراما التي تلي ذلك.rnيوضح لنا الفيلم من البداية ان كوليت هي من عائلة قوية، وفي الحقيقة، جمهورية شهيرة الى حد ما في وست بلفاست، لكنه يوحي في لقطات متتابعة مكثفة كالحة، بأن إخلاصها للقضية واستعدادها لخدمتها كناشطة مشوبان بالذنب، الشك وكره الذات. في بلفاست، لها ابن صغير ترعاه، رغم أن واجبات الرعاية تقع على عاتق والدتها، ربة البيت المتسلطة ( برايد برينان ). لكوليت اخوين، جيري وكونر – أداء رائع من ايدن غيلين ودومنهال غليسون – وهما عضوان ناشطان في الآي آر أي. كونر يعتبر نفسه وصيا على أخته، لكن جيري أكثر بعدا، ايدولوجي بارد ، وغاضب تماما من زعمائه لاستعدادهم للتفاوض في السر مع البريطانيين. هذا التفاوض، مع أزمة الثقة المرافقة له، هو نوع من إيقاع متوازٍ مع التفاهم بين ماك وكوليت.rnالآن، على كوليت أن تشرح نتيجة مهمتها في لندن للزعيم الكالح الوجه كفن (ديفيد ويلمور)، رجل معروف بالتأثير النفسي والتلاعب بمشاعر الناشطين محل استجوابه. في بلفاست، يشتبه القادة الجمهوريون بكوليت، وفي لندن، يأتي دور ماك ليصبح مشتبها به من قبل رؤسائه وبينهم كيت فليتشر ( جيليان اندرسون ).rnفيلم مارش هادئ، رزين، كئيب. الشدّ فيه رقيق – ربما أكثر رقة مما ينبغي أن يكون. أسلوبه الدرامي يذكّرنا بفيلم جيم شيريدان " باسم الأب " ( أنتج في العام الحاسم، 1993 )، رغم أن الصفقة بين ماك وكوليت، التي صُوِّرت بلقطة جانبية لوجهي المحاورين، ربما كانت مستوحاة من مشهد حواري أكثر توسّعا بين القس وبوبي ساند في فيلم ستيف ماككوين " هنغر " ( 2008 ). الفيلم بلا شك يعامل الجمهوريين على نحو أكثر تبجيلا من، مثلا، فيلم جون مايكل ماغدوناغ " الحارس " ( 2011 )، الكوميديا السوداء التي تتبنى رؤية أكثر تدميرية.rnأنجز مارش وبرادلي الفيلم بنجاح، وعلى وجه الخصوص في مشهد ’’ جنازة الآي آر أي ‘‘، الذي يؤدي فيه الجمهوريون تحية بطريقة عسكرية على نحو متحدي تحت سمع وبصر الجنود البريطانيين. لا يخلو الفيلم من لحظات أقل إقناعا. لسبب ما، ترتدي كوليت معطفا بلون احمر صارخ، يجعلها تبدو شبيهة براقصة ستريبتيز على وشك تأدية وصلتها. والفصل الأخير، حيث يتم الكشف عن المؤامرة الغامضة، لا يترك حقا أثرا شديدا كما كنا نأمل.rnأداء رايسبورو هو بلا ريب رائع، ذكي ومتعدد البراعة: إنها جيدة في الإيحاء بأفكار وعواطف تظهر على السطح ببطء وبشكل تدريجي. والفيلم جيد جدا بعرضه التعاسة المحضة للزمن. في واحد من بارات الجمهوريين، ثمة يافطة معلقة تقول: (( الغناء ممنوع ))، لا شيء يمكن أن يعرض جو الخوف والكآبة الوطنية أكثر من ذلك.rnعن /صحيفة الغارديانrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram