TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: زمن المالكي وفرسان محافظة بغداد..

كتابة على الحيطان: زمن المالكي وفرسان محافظة بغداد..

نشر في: 7 سبتمبر, 2012: 07:08 م

 عامر القيسيما حدث الأسبوع الماضي من صولة همجية على النوادي الاجتماعية في بغداد يعطي صورة لا تقبل اللبس والتأول عن صورة عراق الحاضر والمستقبل،وهي صورة "سنفخر" بها على مر الأجيال عندما يكتب التأريخ "العراق في زمن المالكي وفرسان محافظة بغداد"،
سيكتبها التأريخ بأحرف من نور وذهب كتابة تعبر عن مستوى التحضر الذي وصلنا إليه امتدادا لتحضّر المرحلة الصدامية التي أسسها والتي سدّ السيد المالكي وبطانته فجواتها لتبدو الصورة كاملة واضحة مميزة تحت شعار "الذي يتركه الحرامي يأخذه فتاح الفال"!!فرسان الفضيلة،الجدد منهم والقدامى، يتعكزون على فضيلة لا يمتلكونها بفعل النهب الكارثي للمال العام ليتجاوزوا على حقوق الناس تحت يافطة تطبيق القانون بطريقة فاقت ما كان يقوم به صدام المقبور لتطبيق القوانين التي كان يضعها ويشطبها بجرة قلم،كما كان يقول،وينفذها بمزاجية كان لها على الأقل بعض الخطوط الحمر كالتجاوز على اتحاد الأدباء الى أن فرسان اليوم وربائب الدكتاتورية الصدامية شجعانا بما فيه الكفاية على تجاوز تلك الخطوط للحط من كل قيمة إنسانية للإنسان!!ألا يحق لنا أن نسأل هاتين الحكومتين، الاتحادية والمحلية في بغداد، إن كانت القوات الأمنية، جيش أو شرطة أو خاصة للمالكي لا فرق، قد أدت في سلوكها عملا وطنيا من الطراز الرفيع، وإنهما، حكومة المالكي والحاج كامل الزيدي، قد استنفدتا كل أماكن البحث عن الإرهابيين ليبحثوا عنهم  بين أدباء البلاد وفنانيها وبين صفوف "الأقليات " من مسيح وآيزيديين وصابئة وتحطيم صورة الكاردينال دلي باعتباره النسخة المسيحية لأسامة بن لادن أو حارث الضاري؟!!أخيرا اكتشف المالكي ان الإرهاب والإرهابيين والسرّاق ونهابي المال العام هم من يرتاد النوادي الاجتماعية الأهلية تجنبا للمفخخات والكواتم ونسيانا لهموم الحكومة التي لا تريد ان تحل أزمة لأنها لا تعرف كيف تحل الأزمات بوجود جيش من الأميين في مواقع قيادتها الذين ينتقيهم المالكي بعناية فائقة!! كما ينتقي أفراد قواته الخاصة جدا التي لا تميز بين الناقة والبعير كما هو حال القوات الخاصة لنظام صدام الدموي التي كانت تنفذ أوامر سيدهم حتى لو أدى ذلك التنفيذ إلى مقابر جماعية أو إبادة جماعية كما في مدينة حلبجة الشهيدة.قوات المالكي المؤدبة جدا ومعظمهم من خريجي جامعات حقوق الإنسان تعتدي على الأطباء والصيادلة والأدباء وشرفاء العراق بحجة الفضيلة وتعاليم الدين الإسلامي وهي مفردات مفقودة في عقر المقربين من المالكي من مستشارين ووزراء من الذين تغص جيوبهم بالمال الحرام نتيجة سرقة أموال الشعب ولا تعجب، والمالكي بسلوكه هذا يضرب الدستور العراقي بحذائه ومعه كل القوى التي أكدت على حقوق الإنسان في الدستور. هذه ليست هجمة على النوادي ومنتديات المواطنين وإنما هي الصفحة الجديدة من توجهات المالكي التي طالما تستر خلف ستائر حقوق الإنسان حتى اللحظة التي يراها مناسبة لإطلاق العنان لسفاهات الفضيلة المزعومة التي ستقود البلاد الى تدمير ما تبقى منه من السلم الاجتماعي الذي يترنح تحت ضربات الكواتم والمفخخات والتسقيطات السياسية.من يسكت الآن فهو شريك قوي لكل توجهات وسياسات تدمير العراق، لان العراق بلا حقوق إنسان هو نفسه عراق صدام حسين ولا فرق في الأسماء!!القوى السياسية الحيّة في المجتمع العراقي مدعوة اليوم لان تقول كلمتها بعيدا عن المصلح الخاصة والامتيازات، وينبغي أن تكون كلمتها قوية مؤثرة وليس دبلوماسية وبروتوكولية تنتهي بعشاء على مائدة المتنفذين. والعار كل العار في البقاء في فريق حكومي يركل الدستور ببساطيل العسكر لينفذ في العراق برامج الملالي!!من يسكت اليوم لن يجد من يدافع عنه غدا!!تلك هي الحقيقة التي على ما أظن يعرفها الجميع ومنهم من يغض الطرف عنها تحت وطأة الامتيازات ومنهم من لا يريد ان يراها، كما حال صالح المطلك  وأمثاله، الذي خفت صوته بل صمت تماما بعد صفقة عودته خلف طاولة الامتيازات التي يعشقها!!نقول بكل صراحة ووضوح للمرة المليون من يسكت عن انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد ليس إلا شريكا فعليا في هذه الجرائم.. والحليم منهم من الإشارة يفهم!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram