هاشم العقابيتابعت حديث المالكي "الخاص جدا" على قناة العراقية مساء الخميس الفائت، وحتما سيكون لي فيه أكثر من عمود. ومن الآن أثني على صراحته التي أجاب فيها عن أسئلة كثيرة كانت تدور ببالي. أسئلة لم يطرحها عليه مقدم البرنامج، لكنه تبرع بالإجابة عنها مشكورا. وبما أن للقاء جزءا مكملا، كما أعلنت القناة، فعليه يكون من باب توخي الموضوعية، انتظار الجزء المكمل قبل إصدار أي حكم نقدي، سياسي أو نفسي، على الرجل. هذا لا يمنع من التوقف عند بعض الأحكام "الأخلاقية" التي وصف بها المالكي سلوك أطراف أخرى قبل أن يصبح موظفا لدى مجلس الوزراء بصفة رئيس، لنقارنها بمواقفه بعد توليه وظيفته الجديدة لست سنوات أو أكثر.
rnوصف المالكي، وهو محق تماما، البعثيين الذين اعتقلوا أباه وابن عمه واعتدوا عليهما بالضرب، بأنهم من حثالات المجتمع الساقطين. صدقت يا حاج. فما يضرب الناس العزّل الآمنين إلا حثالة الناس وأراذلهم. لا بل ويصبحون من أحثل الناس وأرذلهم وأخنثهم، إن هم تدججوا بالسلاح وهجموا على من ليس له ما يحميه من ضرباتهم غير يديه العاريتين وحفنة أضلاع خاوية طواها الخوف.rnوإن كان الذي ضرب أباك أحثل، فالأحثل منه من اختار أبناء الأقلية المسيحية، الذين صيرهم الزمن الأغبر أقلية بعدما كانوا هم أهل العراق، فاستباح نواديهم، مساء الثلاثاء الفائت، بعد أن استفرد بهم مستقويا بسلاحه عليهم، وضربهم وسرق أموالهم وطلب منهم أن يتركوا بلدهم له وحده. هذا الأحثل ومعه شلة من "الأحثلين" جاء باسم القوات المسلحة التي أنت قائدها يا حاج بيت الله. وأنت تعلم بأنه ما كان سيكون بذلك المنصب وتلك "الشجاعة" لولا الأمريكان الذين لولاهم لظل، حد اللحظة، فأرا لا يجرؤ أن يقف بوجه "بزونة".rn أظنك لا تختلف معنا، يا حاج بأن الحثالة، ليس من يضرب أباك وابن عمك، فقط، بل تشمل كل من يضرب أي إنسان في أي زمان ومكان. فالزوج الذي يضرب زوجته حثالة، مهما كان طول شاربيه، لأنه يذلها. والمعلمة التي تسجن طفلا في المرحاض حتى يموت في صباح اليوم التالي حثالة، حتى لو كان أبوها آية من آيات الله أو من العشرة المبشرة. ومدير القسم الداخلي الذي يصف آباء من يرسلون بناتهم للدراسة في النجف الأشرف بأنهم "قواويد"، حثالة من رأسه حتى قدميه وإن صلى وصام وحج العمر كله وعلت جبهته "طمغة" أقمش من "طغمة" النائب الشاعر. وكذلك العسكري، الذي يضرب عاملا أو فلاحا أو طالبا أو شاعرا أو فنانا مهما كبر حجم الصقر وعدد النجمات على كتفيه، يظل حثالة ومن أرذل أراذل القوم لأنه يذل إنسانا عراقيا.rnلا أظن، بل أجزم انك لن تختلف معنا بأنهم حثالة لسبب بسيط، وهو أنك لو فعلتها سترغمنا أن ننذرك بأنك خرجت عن ملتنا الوطنية والإنسانية مثلما أنذرت العقيلة زينب الطاغية يزيد، يوم أراد إذلال طفلة من أطفال الإمام الحسين، بأنه سيخرج عن ملة جدها وقومها العرب إن هو فعل.rnأسألك وأتمنى أن تجيب من دون أن تستعين بأي من المقربين، خاصة كبيرهم ذا "الكذلة المميشة"، حتى تظل على سجيتك التي نعرفها: إن كان من يضرب الناس حثالة ومن الساقطين، فهل يرضيك أو يليق بك أن تكون قائدا لتلك القوات "المحثّلة" التي داهمت نادي الأدباء والصيادلة والسينمائيين والمسيحيين؟rnأجبنا بحق جدك الفاضل أبي المحاسن كي نتبين أنك منّا أم علينا! rnrn
سلاما ياعراق : نعم يا حاج .. إنهم حثالة
نشر في: 7 سبتمبر, 2012: 09:09 م