حازم مبيضينفيما نضع كمراقبين يدنا على قلوبنا, ونحن نتابع الأوضاع الأمنية في العراق, وهي تراوح ما بين هدوء حذر وانفجارات تحصد أرواح العشرات من الأبرياء, وتصل حد اقتحام بعض معاقل النظام الأمنية, ونتطلع بحذر إلى تصاعد حدة لهجة الحوار بين بغداد وأربيل واقتراب العلاقة بينهما من حدود لم يكن يخطر بالبال أن تصلها, وفيما نشعر ببعض الرضا عن محاولات العراق العودة إلى أخذ مكانته في المنظومة العربية والإقليمية,
rn وإن جانب الصواب تلك المحاولات, تأتينا أخبار الصولة التي نفذها صناديد حكومة السيد المالكي ضد بعض النوادي الاجتماعية ومن بينها نادي اتحاد الأدباء وآخر للسينمائيين, حيث غنم المهاجمون العديد من أجهزة الهواتف الخلوية, وكان من بين غنائمهم بعض زجاجات الخمر حملوها معهم من النوادي الليلية التي تعرضت للهجوم " للاستعمال الشخصي " كما يجب علينا أن نظن, وبعد الحملة المظفرة نام العراقيون وخصوصاً سكان بغداد الرشيد وألف ليلة وليلة بأمان وطمأنينة قبل أن يغادروا صباحاً إلى أعمالهم في أجواء تبعث على البهجة نتيجة قضاء الأشاوس على كل ما يعكر الصفو أو يبعث على الرعب.rnكأن العراق خلا من إرهابيي القاعدة, الذين يفجرون الناس ويقتلون على الهوية, وهم يشنون هجماتهم المنسقة في توقيت متزامن, في عدة مدن ليؤكدوا أن حضورهم مازال فاعلاً, ومن فلول أيتام صدام الطامحين للعودة إلى مواقعهم في السلطة, وهم يتسللون اليوم إلى مفاصلها تحت تسميات كثيرة ومراوغة, ومن اللصوص الذين يسرقون العراقيين في وضح النهار, محتمين بأحزابهم المبنية على الطائفية, التي تنخر اليوم المجتمع العراقي, وباتت عنوان الحكم والحكومة في بغداد, وكأن الناس ارتاحوا من عمليات الخطف للحصول على الفدية, وكأنه لاينام في العراق الثري, مئات آلاف الجياع, إن لم نقل الملايين, بينما يعاني سكنة المنطقة الخضراء من التخمة, وكأن الذين كانوا من داعمي الإرهاب, لا يتمتعون اليوم بحماية صناع العملية السياسية, الذين يتعاطون معها باعتبارها منجم ذهب يخصهم مع مقربيهم وأنصارهم وأصهارهم, ومن بعد كل هؤلاء يأتي دور المنافقين وهزازي الذنب.rnخلا العراق من كل أزماته ومشاكله, فالديمقراطية تسود, والحرية على قفا من يشيل, والرخاء يعم, والأمان نعمة اختص الله بها العراقيين, ودجلة والفرات يفيضان بالخيرات, ولم يعد على الحكومة الموقرة من مهام, غير شن الغزوات على النوادي الاجتماعية, باعتبارها أوكاراً للرذيلة وارتكاب الموبقات, وبات كأس البيرة هو العدو الأول, المحتاج إلى تشكيل لجنة اجتثاث, للقضاء على آثاره المدمرة, ولم يعد للبرلمان من مهام غير التشريع بمنع الخمر, لخلو البلاد من غير المسلمين, المؤمنين على هدى خطوات الحكومة, ولم يعد علينا غير انتظار الإعلان رسمياً عن حملة إيمانية متجددة, تذكرنا بالماضي الذي ثار عليه العراقيون للإتيان بحكومتهم الراهنة, التي يتفنن قادتها بانتهاك الدستور, في كل لحظة من عمر سلطتهم الذي نصلي أن لا يكون مديداً.rnلو تجاوزنا حقيقة انتهاك الدستور في صولة عسكر المالكي الأخيرة, على قبحها وخطورتها, فإن من الصعب تجاوز حقيقة أن تلك الهجمة تستهدف حرية العراقيين, التي ولدوا بها وتحفظها لهم كل الشرائع السماوية, من خلال استهدافها عقل العراقيين وضميرهم, عبر محاولتها إخضاع المثقفين منهم, وهم بالضرورة يؤمنون بالحرية, كما من الصعب تجاوز معرفتنا أن بيوت المنطقة الخضراء لاتكاد تخلو من أفخر وأغلى أنواع المشروبات الروحية, حتى وإن سبق أسماء ساكنيها المؤقتين لقب " حجي ", وحتى قبل أن نسمع أصوات المدافعين بشراسة, عن كل ارتكابات السيد المالكي وحكومته, لمعرفتنا ببعضهم حين كانوا في عمان ودمشق, يمارسون المعارضة ومعاقرة الخمر في الوقت عينه, ويفاخرون بالأمرين في آن معاً.rnكاسك ياعراق.rn
في الحدث: صولة النوادي تتويج لإنجازات المالكي
نشر في: 7 سبتمبر, 2012: 09:11 م