TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: الحلوة " حبانة "

نص ردن: الحلوة " حبانة "

نشر في: 7 سبتمبر, 2012: 09:23 م

 علاء حسن في إحدى الفضائيات العراقية  الحريصة على نشر استفسارات وتساؤلات وانطباعات مشاهديها ، وتبادل عبارات تبادل التهاني ،  عرض الشريط الإخباري شكوى   منتسبي  وحدة عسكرية في محافظة  ميسان ، تشير إلى منعهم من أداء طقوسهم وشعائرهم الدينية في  السيطرات المنتشرة على  الطرق الخارجية ،   واتهم  أصحاب الشكوى  ضباطهم من البعثيين  بمصادرة حرياتهم ،في التعبير عن مشاعرهم خلال المناسبات الدينية .
rnيمضي الشريط الإخباري ليكشف للمشاهدين عن قيام احد الضباط بكسر "حب الماء" المخصص للعطاشى ممن يسلكون الطريق العام ، مشيا على الأقدام متجهين  إلى أماكن شتى ، كسر "الحبانة " أثار جعل المشاهدين يعبرون عن  آرائهم  بمطالبة الحكومة ، ومجلس النواب ، باستنكار العمل الإجرامي ، وإحالة من كسر الحبانة للقضاء  وقبل ذلك  ، تجريده من رتبته العسكرية ، وتقديمه مذنبا أمام آمر الوحدة  ليكون عبرة لزملائه الآخرين المعروفين بانتهاج سياسية البعث الصدامي  في تكريس الطائفية .rnالفضائية بإصرارها  على نشر الشكوى والتعليق عليها جعلت " الحبانة" رمزا وطنيا وأضفت  عليه صفات التقديس ، وأثارت ملفا مازال موضع خلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة حول قضية  اجتثاث حزب البعث المنحل ، وتسلل عناصره  إلى الأجهزة الأمنية ،  فكانوا سببا في اندلاع أعمال العنف ، أما الطرف المعارض لهذا التوجه فأصبح متورطا بكسر "الحبانة "  وبجهود  تلك الفضائية ومثيلاتها ، ومع بدء الاستعدادات لخوض  انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي ، ستشهد الساحة السياسية  انقساما أو ربما اصطفافا جديدا،  بين أنصار الحبانة من جانب ، وفي الجانب الآخر من رفض التنديد بكسرها من قبل الضابط ذي الأصول البعثية.rn بعد  اتفاق الكتل النيابية  وتحقيق الإنجاز التاريخي في اختيار مفوضية جديدة للانتخابات ستلجأ القوائم إلى اختيار شعارات تعبر عن توجهاتها،  لتكون  علامة لها يستطيع الناخب تمييزها من بين المئات ،  وليس من المستبعد أن تختار قائمة معينة  " الحبانة " لكسب المزيد من الأصوات ، ولاسيما أن حملتها الدعائية تبنتها تلك الفضائية مجانا ،  ووفرت للقائمة قاعدة شعبية واسعة ، وخصوصا في مدن الوسط والجنوب،  لأنها محرومة من التيار الكهربائي منذ سنوات  وأغلب سكانها ، ولاسيما في القرى  غير الخاضعة لسلطة أصحاب المولدات مازالوا  يشربون ماء الحباب ،  وهؤلاء حولوا ثلاجاتهم إلى كناتير .rnفي قرية  بمحافظة ميسان عرفت السيدة " حبانة"  بمعالجة  التهاب اللوزتين عند الأطفال فاكتسبت شهرة واسعة امتدت إلى القرى الأخرى ، وكان يقصدها من يطلب  خدماتها،  فستقبلهم بكل حفاوة وترحاب ، وتقدم لهم أفخر أنواع الطعام ،  واعتزازا بكرمها أطلقوا عليها اسم حبابة وليس "حبانة"   تقديرا لجهودها الجبارة ، في رعاية الطفولة ،  في زمن كان يتطلب السير عشرات الكيلو مترات سيرا على الأقدام للوصول إلى أقرب مركز طبي .rn أبناء أحفاد "حبانة "  المرحومة حبابة وفي حال استمرار  الفضائيات بالإصرار على نقل مطالب شكاوى مشاهديها بإنزال القصاص العادل بحق الضابط  كاسر  الحب في العمارة ،   سيعلنون رفضهم استخدام حبابة شعارا  لأية قائمة انتخابية .rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram