TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حاجتنا للسلم العالمي

حاجتنا للسلم العالمي

نشر في: 8 سبتمبر, 2012: 07:13 م

علي عبيديوماً بعد آخر تتأكد حاجة العالم إلى السلم في ظل تغيرات متسارعة وهائلة تتعلق بالزيادة الكبيرة في سكان الأرض، وتعاظم قوة الردع النووي أو التقليدي لدى العديد من الدول، الأمر الذي يجعل الإنسان أكثر حاجة إلى التوازن واعتماد الحكمة في إدارة المصالح القومية للدول العظمى وسواها.
rnلقد أعلنت مصادر مطلعة أن الترسانة النووية التي تتواجد في كوكب الأرض تكفي لتدمير أكثر من سبعين مرة تدميرا كاملا بما عليها من كائنات أو مادة، هذا التوصيف المرعب ينبغي أن يدفع قادة العالم إلى وضع خطوات لاحياد عنها، تضبط بصورة محكمة استخدام السلاح وتوازن بين مصالح الدول كافة، وذلك من خلال نشر الفكر السلمي الذي يقبل الآخر، ويحترم الإنسان بغض النظر عن طبيعة آرائه ومعتقداته وانتماءاته أيضا، بمعنى أوضح يسعى المفكرون والمصلحون إلى بناء الإنسان المسالم والفاعل في آن، ولن يتم هذا من دون تهيئة وتطوير (العقل الأخلاقي) الذي يحترم الآخرين قبل نفسه ويحرص على مصالح الآخرين قبل مصالحه، ويدرِّب نفسه بإخلاص وجدية على احترام الجميع بغض النظر عن درجة التقارب أو الاختلاف معه. rnنعم إن عالمنا اليوم يحتاج لعقول قادرة على رسم وتنفيذ سياسات أكثر حكمة وعدالة، وبات البحث عن الوسائل الداعمة للسلم العالمي أمرا لا يقبل التأجيل أو التلكّؤ، والسبب أن الدلائل والمؤشرات الواقعية تشير إلى تراجع وتدني درجات السلم العالمي، بحسب منظمات دولية معنية بهذا الجانب، فالسلم العالمي يتراجع للسنة الثالثة على التوالي كما كشف ذلك مؤشر السلام العالمي (GPI)، وهذا ما يؤكد تراجع الاهتمام الدولي بتحقيق السلم نتيجة لازدياد الصراعات، وحماية المصالح بغض النظر عن الأضرار التي قد تلحقها بالآخرين.rnتوجد دول عظمى، وأخرى متقدمة في الاقتصاد والسياسة ونظم الحياة كافة، ويبدو أن هذه الدول بحكوماتها التي لا تعنيها سوى مصالحها القومية، لا يعنيها شأن الإنسان في دول وشعوب أخرى يأكلها الفقر ويسحقها الجهل والمرض، الأمر الذي يتسبب بظهور بؤر الاحتقان في أماكن متعددة من العالم، مما يؤدي إلى تدّني السلم على مستوى العالم، لهذا لابد أن يسعى العالم المتقدم أولا إلى صنع العقل الأخلاقي القادر على تحييد نزعات التفضيل الذاتي لدى قادة وحكومات الدول الكبرى والمتطورة لاسيما الغربية منها، من اجل التنبّه الجاد إلى الشعوب الفقيرة، ثم العمل الحقيقي على تقليص الفوارق الكبيرة بين الشعوب المرفّهة والشعوب القابعة في مستنقعات الجهل والفقر والمرض وتدنّي مستويات الوعي والتعليم وسوهما.rnلذا لايصح لقادة العالم سواء كان سياسيا أو مفكرا أو مصلحا أو حتى شخصا عاديا، أن يركن إلى الصمت على تراجع السلم العالمي لثلاث سنوات متتالية، ولا ينبغي التعامل مع هذه الظاهرة بالتغاضي، أو التجاهل، أو اللامبالاة، ولابد للمعنيين أن يبحثوا بجدية عن الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع، وهي معروفة على نحو عام، وجلّها يتركز في الصراعات الدولية والإقليمية، والصدامات التي تنتج عن حماية المصالح، مقابل الضمور المتواصل للدور الإنساني الفاعل في نشر ثقافة الاحترام المتبادل، وقبول الجميع بالجميع، والتمرّن المستمر على كبح نزعة التفضيل الذاتي ، وهذا أحد أهم الأسباب التي تضاعف من مخاطر التطرف وتوالد بؤر العنف  عالميا، ولابد أن نمر على العراق في سياق الحديث عن السلم والإرهاب والتطرف في العالم، فهذا البلد المتوتر على الدوام، ظل يقبع في أسفل قائمة الدول الأكثر عنفا لسنوات متتالية، حيث كان يحتل موقع الدولة الأخيرة (153) في مؤشر حالة السلم العالمي، تسبقه بدرجة واحدة الصومال (152) ثم السودان (151)، ولكنه يتقدم للمرة الأولى -   العام 2011 حسب المؤشر نفسه- بدرجة واحدة إلى أمام ليصبح في المرتبة (152) متقدما على الصومال التي انتقلت إلى الدرجة الأخيرة بدلا منه.rnوهذا ما يدعو الحكومة إلى مضاعفة جهودها الأمنية والعمل على معرفة الأسباب وتأشيرها ووضع السبل الكفيلة بمكافحتها، علما أننا نتفق جميعا بأن معالجة تراجع السلم العالمي تتطلب جهدا عالميا، لا ينحصر بدولة أو بعدة دول مهما كانت مكانتها السياسية أو الاقتصادية، أو درجة تطورها، بل ينبغي أن تكون هناك عقول وجهات دولية رسمية وأهلية، ذات توجهات إنسانية مخلصة، تتصدى لمهمة السلم العالمي وتدفع بالعالم أجمع نحو الانسجام، والتناقل الحضاري المعرفي، لكي يسود الحوار بدلا من التصادم، والتفاهم بدلا من العنف، والقبول بدلا من الإلغاء، والاحترام بدلا من التجاهل أو السخرية، ولن تتحقق مثل هذه الخطوات والأهداف من دون العقل الأخلاقي القادر على قيادة العالم إلى مرفأ السلام والتناغم المضطرد.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

لا حلول لـ"الشح".. العراق يلوح بـ"تدويل" أزمة المياه مع تركيا لزيادة حصصه

اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram