اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > اقطعوا أعناقهم.. ليسوا مسلمين

اقطعوا أعناقهم.. ليسوا مسلمين

نشر في: 8 سبتمبر, 2012: 07:14 م

أحمد حسينعندما تقطع مصدر رزق الإنسان فأنت لا تختلف عن مسوخ صدام التي كانت تنهش أجساد المعتقلين بقسوة ووحشية، أنت تعذبه بالجوع والحرمان والعوز والتعايش مع عائلة تشاركه هذا التعذيب، وقد تضطره أيضا إلى الانسلاخ عن جذوره والهرب خارج بلاده التي ولد فيها وترعرع، وهذا ما كانت الأجهزة تنتهجه ضد العراقيين.
rnما قام به مكتب القائد العام للقوات المسلحة الأسبوع الماضي من غلق النوادي الليلية والحانات ومحال بيع المشروبات الكحولية في مناطق وسط بغداد وتحديدا شارعي السعدون وأبو نؤاس والكرادة، دون غيرها من المناطق أمر محير حقا، قبل ذلك قام محافظ بغداد بغلق النوادي ومحال الخمور لكن الأمر شمل بغداد بأسرها ولم يقتصر على مناطق محددة، وفي كلا الحملتين لا نعرف غير أن البعثيين الجدد يعيدون إنتاج النظام المباد بمسميات مختلفة ليس إلا.rnما القضية، ما بال هؤلاء قادة الحملات الإيمانية، هل استرخت الأمة العراقية سياسيا واقتصاديا وأمنيا ولم يعد أمامنا سوى مشكلة الخمر والأخلاق، الأخلاق هذه الشبكة المطاطية التي نوسعها ونضيقها كيفما نشاء لنصطاد ضحايانا، هذه الأخلاق التي ليس لها معيار محدد يركن إليها الناس أو الساسة؟!، لذلك باتت تتلون وتتغير كالحرباء وما عدنا نعرفها ولا نفهمها، أصبحت غريبة عنّا وكأنها أخلاق لأمة أخرى لا تمت لنا بصلة.rnالشائع أن بيع المشروبات الكحولية مهنة تخصص بها العراقيون غير المسلمين كالمسيحيين والصابئة والإيزيدية واليهود، لكن الحقيقة غير ذلك، الحقيقة أن الدولة وسلطاتها التنفيذية والتشريعية منعت منح إجازات ممارسة هذه المهنة للمسلمين، أما نحن المسلمين فلم يسألنا إن كنّا نريد بيع الخمور وفتح النوادي الليلية أم لا، نحن ممنوعون من ذلك لكننا كمسلمين أكثر العراقيين استهلاكا للخمور وارتيادا للحانات والنوادي الليلية، بل لم نكتف بذلك وراح عدد ليس بالقليل منّا يفتتح النوادي الليلية – أحدهم ضابط برتبة مقدم في الشرطة الاتحادية - والحانات ومحال بيع الخمور وأنا أحتفظ بأسماء أشخاص وأماكن ولا أتكهّن.rnتُغلق نوادٍ ومحال المسيحيين والصابئة والإيزيدية وتُهشم ويعتدى على أصحابها لأن ضابطا أو سياسيا يتوهم أن العراق إيران أو سعودية أخرى، أو لأن شهر رمضان هلّ هلاله وبدلا من أن تصفد الشياطين تغلق أسباب الرزق لثلاثين يوما، أو تأسيا على واقعة الطف وغير ذلك من المناسبات الدينية، لكن المفارقة المخجلة أن أصفاد الشياطين وأقفال شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تغلق حانات المسلمين، كل عام يقطع رزق عشرات الآلاف من المسيحيين والصابئة والإيزيديين لأكثر من شهر باسم الإسلام في حين أتباع هذا الدين أبواب حاناتهم مفتوحة طوال أيام شهر رمضان وعاشوراء ووفيات الأنبياء والأئمة وعلى مرأى بل بحماية ومباركة أحد ألوية الجيش المتمركز في إحدى مناطق الرصافة، ما أتحدث عنه ليس بخافٍ على رواد تلك الحانات وأهالي المنطقة التي تقع فيها والكثير من (المارقين الفاسقين شاربي الخمر) الذي يؤمون هذه الحانات في رمضان وفي العاشر من محرم للانتشاء بما وعدنا به القرآن في الجنة.rnما الذي لا نفهمه في هذه الجملة (ديني أو ثقافتي لا تحرم الخمر، ودينك يحرم عليك أن تقطع رزقي)، هل هي كلمات واضحة أم أنها طلسم يستحيل فك رموزه، أم ربما أحجية اخترعها أحدهم دون أن يضع لها حلا، بل قد تكون معادلة رياضية تستعصي على الفهم، أفتونا  يا قادة وجنود قندهار أثابكم الله؟! rnأما خجلتم وأنتم تهشمون صورة، وصورة من، الكردينال عمانوئيل دلي، زعيم الطائفة الكلدانية في العالم أجمع، رئيس كنيسة بابل أو الكنيسة المشرقية كما تسمى، أي بتوضيح يتناسب مع جهل ومحدودية عقول من هشموا الصورة، منزلته توازي منزلة السيد السيستاني، إن إنكم لم تعتدوا فقط على أشخاص بل على طائفة بأكلمها؟! rnلماذا بدلا من أن نلم شتاتا نبتر أجزاء من جسد الأمة العراقية إرضاء لسوء فهم عقائدي، العراق لا يمكن أن يشوه بطرد مكوناته، في منتصف القرن الماضي شنت حملة شعواء لتهجير العراقيين اليهود وقلع نحو 100 ألف مواطن عراقي من جذوره واستمرت الحملة لعقود تالية، وفي تسعينات القرن نفسه حين قاد المقبور حملته الإيمانية اضطر الآلاف من المسيحيين إلى الهجرة، ثم جاءت القاعدة وخفافيش تورا بورا وميليشيات المقدس لتقود حملت تهجير أخرى بعد العام 2003 اجتثت المسيحيين والصابئة والإيزيديين، وها هم قادة ما بعد السقوط يعيدون إحياء حملات التهجير على نطاق أوسع لتشمل غير المسلمين والمسلمين أيضا، المكونات الدينية والقومية هي ملامح وجه الأمة العراقية وتهجير أي مكون منها سيترك ندبة وتشوهاً في هذا الوجه الجميل.rnيقال أن الأمثال تضرب ولا تقاس، لكن في العراق أصبح هذا المثل قاعدة وقانوناً (يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه)، الهجمة البربرية التي قادتها قوات الحملة الإيمانية لو أنها صدرت عن عاقل لما كانت بهذه الهمجية ولما انقلبت وبالا عليه، هناك شيء اسمه قانون يا من تدعون أنكم تؤسسون لدولة القانون، وعن طريق هذا الشيء الذي على ما يبدو يمثل لغزا لقادتنا الجدد، كان بالإمكان غلق النوادي الليلية والحانات ومحال بيع الخمور دون ضجة.rnفي الولايات المتحدة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram