اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > واقع وحقائق ومؤشرات

واقع وحقائق ومؤشرات

نشر في: 9 سبتمبر, 2012: 06:25 م

د. نجم عبد الله كاظمالقسم الثانيفي ضوء هذا كله، وعودةً إلى ملاحظات مَن نرد عليهم هنا التي أجملناها سابقاً، نسجل ملاحظاتنا في ما يأتي عن واقع الرواية العراقية خلال العقد الأول من هذا القرن، وهي ملاحظات تقوم غالباً على وقائع، مع بعض الاجتهاد الذي يحتمل الإصابة وعدمها، كما يحتمل، وفقاً لهذا، الأخذ والرد واختلاف الرأي.
 وتعلقاً بالمعايير التي اعتمدتها في ملاحظاتي، نعتقد أن العدد يبقى معياراً، ولكنه معيار أولي إلى جانب معايير عديدة أخرى هي بالتأكيد أهم. وهكذا كانت المعايير هي: العدد، والفن أو الجودة، والكتابة النقدية عن الرواية، والشيوع أو الانتشار وما قد يتعلق بذلك من تحقيق الإمتاع، ونيل الجوائز، والتجديد وتحقيق الجديد، وتحقيق الهوية المحلية والقومية، إضافة إلى معايير أخرى تفصح عن نفسها ضمن ملاحظاتنا.   ( 3 )    انطلاقاً من هذه المرجعيات والمعايير، نسجل عن رواية العقد الأول العراقية الآتي مما يتراوح، كما قلنا، ما بين حقائق، وهي الغالبة، وضمناً بعضَ وجهات نظر واجتهادات: بداية يجب أن نعرف أن عدد الروايات الصادرة خلال فترة عشر سنوات ممتدة من 2001 إلى 2010 هو 300 رواية تقريباً. ولكي يميز القارئ ما يعنيه هذا من ناحية الأهمية والدلالة، نشير إلى أن عدد الروايات الصادرة خلال السنوات العشر السابقة لها والممتدة من 1991 إلى 2000 هو حوالي 150 رواية فقط، وبما يعني أن ما صدر خلال العقد الأخير هو ضعف ما صدر في العقد السابق له تماماً.تعلقاً بالعدد السابق رصدنا ثلاث ظواهر، الأولى وقد أشرنا إليها، نعني أن ما صدر خلال العقد الأخير هو ضعف ما صدر خلال العقد السابق له. الظاهرة الثانية تتمثل في عدد الروايات النسوية، فقد شهدت الفترة المعنية صدور أكثر من 30 رواية للكاتبات العراقيات، مقابل صدور حوالي 40 رواية فقط خلال كل مسيرة الرواية العراقية قبل ذلك. الظاهرة الثالثة تتمثل بما نسميها رواية الخارج أو الغربة،  ونعني بها روايات العراقيين المقيمين في الخارج، فقد دخلت هذه الروايات على الخط، وهي ظاهرة واضحة حتى مع صعوبة أو تعذر رصد أعداد ما صدر منها خلال العقد المعني وقبله. لا أظن بإمكان أي منصف أن يشكك بالمكانة التي احتلتها الرواية العراقية، لاسيما خلال فترة العقد والنصف تقريباً الأخيرة، بين أنواع الإنتاج الأدبي الإبداعي. ويكفي أن نستذكر واقع ما كانت عليه خلال ما يقارب النصف قرن الأول من مسيرتها- من العشرينيات إلى السبعينيات تقريباً، لنعرف ما حققته من مكانة لاسيما إزاء الشعر. فمع أنها كانت قد بدأت تنهض بدءاً من منتصف الستينيات وعلى أيدي فرمان وآخرين لتؤسس لنفسها مثل هذه المكانة، إلا إن هيمنتها، على جزء ليس بالصغير من مساحة الإبداع الأدبي العراقي، بدأت تتحقق مع منتصف التسعينيات او نهايتها. ولعل ما أكد الذي صارت عليه هو واقع ما حاز عليه الكتّاب العراقيون وأعمالهم من جوائز عربية أو ترشيحات لها. وذلك يعني بالتأكيد أن هذه الرواية قد حققت مستويات ما كانت عليها من قبل، بما في ذلك ما يتعلق بالجديد والتجديد على مستويات الموضوع والمعالج والشكل الفني، بل حتى في مجال التجريب. ودون الدخول في تفاصيل أوجه هذا التجديد، للقارئ الناقد أن يعود إلى العديد من الروايات التي حققت شيئاً من هذا، مثل بعض روايات فؤاد التكرلي، ومحمود سعيد، وجنان جاسم حلاوي، وبرهان الخطيب، وميسلون هادي، وفاضل العزاوي، ونجم والي، ومهدي عيسى الصقر، وعالية ممدوح، ولطفية الدليمي، وعبد الخالق الركابي، وهدية حسين، واحمد خلف، وعلي بدر، وحسن مطلك، ولؤي حمزة عباس، وأنعام كججي، وآخرين.وبناءً على الملاحظة السابقة، ما كان للرواية العراقية أن تحقق هذا دون أن تكون، على الأقل بعضها، قد انطوت على مستوى فني ومعالجة فكرية وموضوعية وقدرة على الإمتاع. وعليه فواضح الإجحاف الذي نالها ممن وسمها بعدم الإمتاع. ولنا أن نذكر أمثلة على روايات تقف بوجه من يدعي بهذا، "المسرات والأوجاع" و"اللاسؤال واللاجواب" لفؤاد التكرلي، و"ذلك الصيف في إسكندرية" لبرهان الخطيب، و"العيون السود" و"شاي العروس" لميسلون هادي، و"بابا سارتر" و"شتاء العائلة" لعلي بدر، و"سفر السرمدية" لعبد الخالق الركابي، و"شوفوني شوفوني" لسميرة المانع، و"الأسلاف" لفاضل العزاوي"، و"المحبوبات" و"التشهي" لعالية ممدوح، و" زجاج الوقت" و"مطر الله" لهدية حسين، و"الحفيدة الأمريكية" لإنعام كججي.يجب أن نعترف بأن انتشار الرواية العراقية عموماً ليس بالمستوى الذي نتمناه، ولكنه بالتأكيد، ومهما كان حجمه، مُميَّز إذا قيس بما كانت عليه قبل عقود مثلاً. وهكذا لا نريد أن ندّعي أن انتشاراً مرضياً قد تحقق خلال العقد الأخير، بل هو أقل مما نتمنى، ونؤيد ما قال به البعض في هذا الشأن. ولكن لا يفوتنا ما يبدو أنه فاته من صعوبات واقع الثقافة والأدب والنشر في العراق خلال العقدين الأخيرين، بسبب ظروف الحصار والحرب وسقوط بغداد وما تلا ذلك من مآسٍ، مع أن هذا الواقع لم يمنع الا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram