TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > أبو يوسف فقد اخاه ويخشى أن يفقد حياته هذه المرة

أبو يوسف فقد اخاه ويخشى أن يفقد حياته هذه المرة

نشر في: 19 أكتوبر, 2009: 09:27 م

ترجمة / المدى يعود ابو يوسف الى بغداد حيث قتل شقيقه واذ يعتقد انه سيجد المصير نفسه بانتظاره على ايدي القتلة الحاقدين. يمضي كل يوم عليه وهو يعاني الخوف من القتل. انهم لم يبتعدوا عني واخشى مما سيحدث ، انام قليلاً وأصحو لافكر من جديد، هل انه سيكون يومي الاخير، حائراً فيما سيحصل لاسرتي بعد ذلك. ان المكان هنا ما يزال محفوفاً بالخطر، وعلى الناس في انكلترا ان يفهموا ذلك.
ابو يوسف مهندس في الـ (39) من عمره ، كان واحداً من (40) عراقياً اخرجوا من انكلترا اذ طلبوا اللجوء، ذلك ان وزارة الداخلية قررت ان وطنهم قد اصبح آمناً يمكن العيش فيه، وهي المرة الاولى التي يعود فيها الى بغداد منذ عام 2003. ومن الامور التي اثارت دهشة الحكومة البريطانية ان (30) شخصاً من المرّحلين قد رفضت الحكومة  العراقية السماح لهم بالدخول واعادتهم الى حيث كانوا. اما العشرة الآخرين ، فقد غادروا الطائرة مع المسؤولين البريطانيين الذين قدموا لهم الوعود بأن السفارة المحلية ستهتم بأمرهم ، وما حدث حقاً،  كما يقول ابو يوسف انه تم منح مبلغ (100) دولار لكل واحد منهم وقيل لهم ، ان يدبّروا شؤونهم. اما في بريطانيا، فقد استنكرت منظمات حقوق الانسان والكنائس والمؤسسات الخيرية للاجئين القرار البريطاني في تأكيدها على الترحيل الى مكان غير آمن. وقال متحدث عن العفو الدولية، ان التقارير التي تردنا تقول ان اعمال القتل والعنف المنافية لحقوق الانسان ما تزال تجري في بغداد وتتواصل ، من الصعب التفكير من ان المملكة المتحدة تعتقد حقاً انه مكان آمن يعود الناس اليه.".وابو يوسف الذي وصل بغداد قبل ايام معدودات، يقول: لا استطيع العودة للعيش في المنزل، انا الان اسكن لدى صديق، ان المنزل مراقب كما اضاف في حديثه للاندبندت ، لا اريد حتى مغادرة الغرفة التي اسكنها عند صديقي، انني متوتر  باستمرار سأكون في خطر بسبب اولئك الذين قتلوا شقيقي، لا اعرف كم سأمضي مع صديقي - سيكون في خطر ايضاً، احتفظ بحقيبة جاهزة من اجل الحركة السريعة ان حدث شيء ما". وقال ايضاً، ان كل واحد من الذين تم ترحيلهم كان محاطاً بحارسين خلال الرحلة الى العراق، كان الجو مشحوناً وبعد عودته تسلم ابو يوسف وآخرون مبلغ (45) دولاراً من مسؤولي الهجرة الذين لم يتحدثوا بشيء آخر، لانهم كما قالوا لايستطيعون القيام بأي عمل. ومنذ عودته لم ير ابو يوسف زوجته وطفليه او والديه الذين لم يلتق بهم منذ ثلاثة اعوام اذ انهم وبعد مقتل شقيقه انتقلوا الى مكان آخر غير معلوم، اكثر أمناً، وأحسّ أن من الافضل ان لايذهب اليهم وسلسلة احداث العنف التي ادت الى مقتل شقيقه صباح، والى مغادرة ابو يوسف العراق بدأت لما تسلم عملاً في شركة عالمية تتولى حماية الجنود الاميركيين والوزراء العراقيين."كان ذلك عام 2004، مع شهادتي الجامعية وجدت صعوبة في ايجاد وظيفة ما، العمل مع الاجانب يجعلك هدفاً، ولكنني كنت في حاجة الى المال لأعالة اسرتي، عملت مع تلك الشركة عامين، ثم علم الارهابيون بأمري ، ارسلوا لي مظروفاً فيه رصاصة وتحذير بأني سأقتل إن لم اتوقف عن  العمل مع الشركة. "وقررت عدم المخاطرة بأسرتي ، وصممت على ترك العمل، ولكنهم قتلوا شقيقي ومثلوا بجثته".  غادر ابو يوسف بغداد عن طريق الشمال الى تركيا ثم الى دوفر ، وفي نيسان 2006 طلب اللجوء ونقل الى مركز للحجز في كيمبردج الى حين النظر في طلبه الذي رفض بعدئذ.لقد أخبرت ان العراق بلد حر، وانني سأرسل عائداً الى هناك لانه آمن ، وفي الاسبوع نفسه حدثت انفجارات في بغداد وقتل العديد من الافراد". في ذلك العام منح ابو يوسف ، اقامة وقتية وعاش مع عائلة عراقية لمدة ثلاثة اعوام ونصف، وفي نهاية الشهر الماضي، اعلم بأمر ترحيله الى العراق. عن الاندبندنت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram