TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة : أرمينيا

على هامش الصراحة : أرمينيا

نشر في: 9 سبتمبر, 2012: 09:04 م

إحسان شمران الياسري في ركن من أركان الدنيا، تقبع جمهورية أرمينيا التي اُقتُطعت من أراضيها تسعة أعشارها ولم يتبق الا عُشرٌ يعيش فيه نحو ثلاثة ملايين مواطن. وهذهِ الجمهورية واحدة من ورشة الإمبراطورية السوفيتية التي استقلت عقب تفتيت الاتحاد السوفيتي.. غير ان رائحة الاتحاد السوفيتي لم تزل تفوح من كل الإرجاء.. فاللغة الروسية هي اللغة الثانية في الدولة، وسيارات الفولكا واللادا لها نصيب في شوارع الجمهورية النظيفة جداً.. والأبنية التي بُنيت في الحقبة السوفيتية لم تزل تشمخ في العاصمة وبقية المدن والأرياف..
rn لأرمينيا سواحل، فهي بلد تغلب الجبال على تضاريسه ضمن منطقة القوقاز في الركن الغربي من آسيا.. ويقال ان اسم أرمينيا مستمد من اسم (آرام) وهو سليل (هايك) البطريرك الأسطوري للأرمن، والذي هو حفيد نبي الله نوح (عليه السلام). وقد أنشأ هذا الرجل دولته في منطقة (آرارات) وفيها الجبل الذي تقول بعض الروايات ان سفينة نوح (عليه السلام) رست عليه.rnولم يعُد جبل آرارات جزءا من الجمهورية الأرمينية الحالية، فقد أصبح الآن ضمن الأراضي التركية، غير ان هذا الجبل واسمه وصورته مُخلّدٌ في كل شيء، ابتداءاً من الملابس الى الأواني الى العملة الوطنية.rnموازنة أرمينيا ليست كبيرة، فهي بين مليار الى مليارين دولار، غير إنها مستخدمة استخداماً فائق الكفاءة كما يبدو فالشوارع مُعبدّة والكهرباء لا تنطفئ.. ولديهم فائض من الكهرباء ربما يسعى العراق لاستيرادها اذا ما توفرت وسائل نقلها. ولديهم بُحيرة عذبة تزود العاصمة بالمياه العذبة التي يمكن تناول ماءها من صنابير موزعة في العاصمة (يريفان).rnولأن الرجال على مقادير أفعالها، فان الدول على مقادير أفعالها ايضاً.. فقد زرنا معملاً للسجاد اليدوي.. وهم يفخرون بهذا المعمل الذي تعمل فيه عشرات الحسناوات (لدينا في العراق عشرات المعامل اليدوية للنسيج، ولكننا لم نفخر يوماً بأي من هذه المعامل).rnوزرنا معملاً لإنتاج العصائر، فألبسونا ملابس بيضاء، وفي العراق لدينا مئات المعامل لإنتاج العصائر والأطعمة، التي لم نفرح أو نفاخر بها. وزرنا معملاً لإنتاج المياه.. وهو معمل جميل يقع على نُهير صغير تتدفق  منه المياه العذبة.. rnوزرنا محطة إنتاج الكهرباء. وهي محطة تم بناؤها في الحقبة السوفيتية وتم تجديدها من قبل شركة سيمنس الألمانية العملاقة. وبمثل هذهِ المحطة، يمكن ان تنتهي مشاكل العراق من الكهرباء لو إننا أنشأنا ثلاث محطات في وسط وجنوب وشمال العراق، باعتبار ان كردستان حلّت مشكلة الكهرباء بواسطة مواطن كردي أنشأ محطة كهرباء جعلت كردستان تكتفي وتغذي كركوك معها..rnزرنا الكنيسة والتقينا بنيافة الكاردينال الذي اكد انه يصلي من اجل رفعة العراق وسلامة اهله.. ودعونا نحن لارمينيا واهلها بالتقدم والرفعة.. rnليت القارئ يرى الجمال الذي مسحته عيوننا واجهزة التصوير للجبال الجميلة والارياف.. وللبحيرة التي تعبّر عن الحياة وتنبض بها.. ليتنا نرى جمال الناس.. جمال الوجوه وجمال السرائر.. ونرى بساطتهم وحريتهم وانعتاقهم..rnليت القارئ يرى ما رأيناه في متحف الكنيسة من كنوز المعرفة والتاريخ، وجمال المخطوطات التي يمتد بعضها لألوف السنين..rnان ارمينيا امة خرجت من عباءة الاتحاد السوفيتي شاقة طريقها نحو المستقبل، مع انني اعتقد ان الاتحاد السوفيتي شيّد أشياء كثيرة في جمهوريته الارمينية وقتذاك.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram