TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل :شكراً لمن يجعلني ابتسم

شناشيل :شكراً لمن يجعلني ابتسم

نشر في: 9 سبتمبر, 2012: 09:08 م

 عدنان حسينيعتقد بعض محازبي رئيس الوزراء وأنصاره بأنهم يقدمون إليه خدمة جليلة بتوجيه السباب المقذع والاتهامات الباطلة والتجني على من ينتقد مواقف وسياسات وتصرفات خاطئة (من وجهة نظر المنتقد) لرئيس الوزراء وبعض مستشاريه ومساعديه، ولمجمل العمل الحكومي الذي من نوافل القول بأنه من مسؤولية رئيس الوزراء بالدرجة الأولى بوصفه رئيس السلطة التنفيذية.
rn المحازبون والأنصار المدافعون عن رئيس الوزراء، والحكومة كلها بعجرها وبجرها، وبعضهم من المعروفين بمنافحتهم في السابق عن غير السيد المالكي وحكومته، بل حتى عن النظام السابق ورئيسه، يتبارون في تصريحاتهم وكتاباتهم عبر وسائل الاعلام التقليدية ووسائطه الجديدة، في التفتيش في قاع اللغة عن أكثر الكلمات فساداً وعفونة وبذاءة، فرحين ببضاعتهم الرديئة المعروضة بلغة تبعث على القرف والغثيان.rnلا أظن ان رئيس الوزراء أو أي شخص سويّ سيقبل بأن يدافع عنه مَن هم بأخلاق مَن يُوصفون بانهم أبناء الشوارع، فلا بدّ انه يُدرك ان دفاعاً من هذا النوع هو كالشتيمة له، بل هو شتيمة حقيقية.rnمنذ بضعة أيام بعث إليّ مدير لأحد المواقع الإلكترونية العراقية برسالة سألني فيها عن رأيي في "مقال" كتبه من يبدو انه أحد هؤلاء المحازبين والأنصار رداً على ما كتبته الخميس الماضي بشأن "الغزوة الجهادية" للقوات الأمنية التابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) ضد النوادي الثقافية والاجتماعية. "المقال" كان مشحوناً بالوقائع المزورة عمداً وبالشتائم المقذعة، ولهذا السبب بعث مدير الموقع به إليّ لكي يكون، في ما يبدو، في مأمن من الملاحقة القضائية اذا ما نشره، باعتبار أن "المقال" ينطوي على سب وقذف وتشهير.rnما كان ردي؟ rnكتبت الى مدير الموقع الالكتروني الرسالة التالية:rn(( الأخ الأستاذ ...rnجزيل الشكر عن هذه المبادرة. بالطبع أنت صاحب القرار. أما بالنسبة لي فلو كان من كتب هذا الكلام قد أرسله إليّ لنشرته، في الأقل من أجل أن يقارن القراء بين الاسلوب الراقي في الكتابة الذي نعتمده وأسلوب أشباه الكتّاب مثل هذا الشخص الذي لم أسمع باسمه من قبل أو لم التفت اليه. تحياتي. عدنان)).rnواستناداً إلى إشارتي الخضراء هذه، نُشر "المقال" في الموقع، مثلما نُشر و"مقالات" أخرى بالمستوى الهابط نفسه في أكثر من موقع، بعضها يُوصف بأنه مقرب من رئيس الوزراء وحزبه وائتلافه السياسي أو متنطع لهم.rnما أرغب في أن يعرفه "الكتاب" من هذه الفصيلة والمواقع المقربة أو المتنطعة، أن "الكتابات" من هذا النوع تُفرحني أكثر من الكتابات والرسائل والاتصالات المادحة. فمثل هذه "الكتابات" تؤكد لي أن ما أكتبه يصل إلى من أريد إيصاله إليهم، وان مضمون ما أكتب يتجاوز الجلد ليصل إلى العظم، وهذا هو المطلوب.rnوهذا هو بالضبط كان موقفي وشعوري أيام نظام صدام حسين، فقد كنت أتلقى من محازبين وأنصار وعملاء ومرتزقة للنظام السابق شتائم وتهديدات مماثلة كلما ظهر لي مقال في الصحف والمجلات التي عملت فيها في المنفى ("الموقف العربي"،"الهدف"، "صوت الكويت"، "الشرق الأوسط"). وكنت دائماً أستقبل ذلك كله بابتسامات تعكس الشعور الداخلي بالرضا عما أكتب. وها هي تلك الابتسامات تتكرر اليوم أيضاً. rnفشكراً لمن يجعلني ابتسم.  rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram