بغداد/ المحرر السياسي تصوير/ مهدي الخالدي وايناس طارقضيفت مؤسسة (المدى للإعلام والثقافة والفنون) ضمن ورشة (نحاور) وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي تحدث عن سياسة العراق الخارجية وما تتعرض له من ضغوط وتداعيات، فضلاً عن النجاحات التي حققتها في تطوير علاقات العراق مع جميع دول العالم بما فيها دول الجوار الإقليمي.
وقد ألقى رئيس المؤسسة الأستاذ فخري كريم كلمة ترحيبية رحب بها باسم هيئة تحرير صحيفة (المدى) بالضيف لمشاركته في ورشة المدى ليستعرض المشهد السياسي على صعيد السياسة الخارجية للعراق، واضاف كريم: لا أريد ان أتحدث عن الوزارة ولا عن الوزير لسبب بسيط جداً، لأن مثل هذا الحديث سيفسر وكالعادة، وكما تفسر أشياء كثيرة لا على الصعيد الطائفي بل ربما على صعيد آخر، ولكن بودي أن أؤكد وبمسؤولية بأن هذه الوزارة حاولت ومنذ اللحظة الأولى لتسلم الوزير مهامه الرسمية أن تؤكد عراقيتها ولم تشذ عن هذه القاعدة ولا لحظة واحدة، بل على العكس فقد كان هذا التأكيد يجري بشكل يوحي أحياناً بالمبالغة في التأكيد على هذه الهوية ولربما قيل بأن الوزارة قصرت وبسبب الوزير في عدم إجراء التغييرات الجذرية في الوزارة على صعيد العاملين فيها وعلى صعيد بعض العلاقات، وبتقديري فإن هذا يحسب للوزير وللوزارة، فقد حاول والوزارة ان يبقيا على ما يمكن من الكفاءات غير الملوثة، وعلى أولئك الذين كانوا في هذا السلك ولكنهم لم تتلطخ أيديهم بجرائم النظام السابق، ولا تصرفوا بما يوحي بأنهم ضد التوجه الجديد لوزارة الخارجية.. ويسعدني أن أقول وحينما أتابع اجتماعات وزراء الخارجية العرب والفعاليات الأخرى التي يشارك فيها هوشيار زيباري واستمع الى بعض الأصدقاء من الوزراء العرب وبعض المسؤولين بأنه يتحدث بالعربية، كما لا يتحدث بعض الوزراء العرب الذين يعيبون على العراق بأن وزير خارجيته (كردي)، وأذكر أن أحد الرؤساء في مؤتمر القمة رد عليه الرئيس مصححاً له لفظة والفرق بين (القُمة) بضم القاف و(القِمة) بكسرها حينما قال بأن واحدة منها تعني القمامة والثانية تعطي المعنى المطلوب حقاً، فأجاب وبما معناه: "يبدو بأن الأكراد يريدون ان يصححوا لنا عربيتنا أيضاً ولا يكفينا صلاح الدين".بعد ذلك رحب نائب رئيس تحرير (المدى) الدكتور فائق بطي بمعالي الوزير معرباً عن شكره له لتلبيته دعوة المؤسسة وحضور ندوة ورشة (نحاور). فيما ابدى زيباري سعادته بـ (المدى) مؤكدا انها إحدى عيون الصحف التي ظهرت بعد التغيير الذي حصل في العراق، واضاف زيباري: لمست التطور والتقدم الذي حظيت به هذه المؤسسة وما كان يتحقق لولا جهود الأخ الأستاذ فخري كريم وبالتأكيد هو حلم كان يراوده منذ زمن بعيد، ونتمنى لها المزيد من الانتشار وان تكون لها فضائية خاصة بها لأن التوجه الديمقراطي الصادق والحر هو أحوج ما يكون الى الفضائية. ولأن العنوان هو(السياسة الخارجية العراقية.. الى أين؟) فسأركز في حديثي على المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية العراقية. العالم يتغير من حولناوقال زيباري: جميع المراقبين والمتابعين يقرون بالمتغيرات الكثيرة وهناك تغييرات عالمية وأخرى إقليمية، ومن المؤكد انها ستنعكس على الأوضاع العراقية، فيما اشار زيباري الى ان السياسة الخارجية في أي بلد من البلدان تهدف الى حماية الدولة وديمومتها وحماية مصالحها وسيادتها على أراضيها وحدودها، ومواطنيها وتحقيق الرفاهية لأبناء شعبها وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والإنسانية من خلال العلاقات والارتباطات والاستثمارات والمفردات التنموية التي تضعها الدولة، والسياسة الخارجية ليست معزولة عن السياسة الداخلية للبلد، ففي كثير من الأحيان نخطئ حينما نرغب بسياسة خارجية متماسكة ورصينة تدافع عن مصالح العراق في الوقت الذي يكون الوضع الداخلي مربك وشبه مضطرب، والتوافقات متباينة ومتضاربة ولا وجود لتضامن وطني حقيقي.. لا يمكن ان تؤسس لسياسة خارجية ناجحة ومؤثرة من دون سياسة داخلية متماسكة، وهذا الذي افتقدناه خلال السنوات التي كلفت فيها وتشرفت بتسنم حقيبة الخارجية بمعنى ان هذه هي المعادلة الأساسية، والنقطة المهمة الأخرى لا يمكن ان تؤسس أيضاً لسياسة خارجية مستقلة لأن تخصصنا سيادي محض، والواقع العراقي يشهد تواجد (180) ألف جندي أجنبي أي انه بلد محتل كما كان الحال في عامي 2003 و2004، فكيف يمكن لنا ان نعكس سياسة وطنية مستقلة في ظل وجود هذا العدد من القوات العسكرية؟. مخاوف غير مبررةواشر زيباري ردة الفعل التي حدثت بعد عام 2003 والمخاوف من ان العراق سيعزل عن محيطه العربي والاسلامي وبالتالي سيفقد هويته، قائلاً: لقد حدثت ردة فعل قوية جداً إزاء التغيير الذي حصل في 2003 بعد إسقاط النظام السابق بواسطة قوات دولية وأجنبية والمخاوف التي أثيرت من أن هوية العراق ستسلب وانه سيبتعد ويعزل عن عالميه العربي والإسلامي، وبالتالي سيتعرض الى التفكك والتمزق والتقسيم والتجزئة وسيصبح طوائف وأقاليم وسيكون عرضة للتدخلات الأجنبية، مشيرا الى ان الصورة برمتها كانت سلبية جداً لاسيما وان من يغذي هذه التصورات هو الإعلام المسموم الذي عبأ جميع إمكاناته لإضعاف العراق الجديد وكيان وبنية دولته الفتية. والسعي لدمق
زيباري: إخراج العراق من الفصل السابع مهمتنا الأبرز حالياً
نشر في: 19 أكتوبر, 2009: 11:20 م