لندن / عدنان حسين أحمدنظَّم المركز الثقافي بلندن حفل تأبين لفقيد الثقافة العراقية قاسم مطرود الذي غادرنا إلى جوار ربّه يوم الجمعة المصادف 07 / 09 / 2012 بعد رحلة طويلة وشاقة مع المرض الذي لم يمنحه سانحة الحظ لإكمال مشروعه المسرحي على وجه التحديد. وفي خضم هذه الصدمة التي هزّت الأهل والأصدقاء
rnوالمعارف أقام المركز الثقافي العراقي بلندن حفل التأبين الذي لم يأخذ طابع العزاءات العابرة التي تمرّ مرور الكرام، وإنما اقترح الدكتور عبد الرحمن ذياب، مدير المركز الثقافي على كاتب هذه السطور "أن لا نودعة كما تودِّع العجائز والرجال الطاعنون في السن فلاذّ أكبادهم في القرى النائيات"، وإنما نؤبِّنهُ تأبيناً ثقافياً يليق به، ويحتفي بمنجزه الإبداعي، ويسلِّط الضوء على مسرحياته الأربع عشرة مسرحية سواء الخمس المنشورة منها أو التسع التي تنتظر النشر، لكن هذا التأبين الثقافي لا يمنع بطبيعة الحال الحضور من أن يعزّوا نجل الراحل البار أنمار قاسم الموجود بيننا غِّبّ انتهاء هذه الأمسية التأبينية الثقافية المباركة، وأن يشدّوا من أزره وأزرِ عائلته الكريمة التي نسأل الله جلَّ في علاه أن يُلهمهم الصبر والسُلوان، وأن يعينهم على هذا المُصاب الجلل الذي ألمّ بهم وبنا، نحن الأسرة الثانية للفقيد الراحل قاسم مطرود الذي رحل جسده عنّا لكن صورته الجميلة، وقَسَماته الآسرة لا تزال تسكن في مُقِل العيون، ومُهَج القلوب، مثلما تسكن مؤلفاته المسرحية في أذهاننا وذاكرتنا الجمعية، نحن القرّاء العراقيين على وجه التحديد، والقرّاء العرب الذين محضوه حُباً من نوع خاص، ومثّلوا بعض نتاجاته الإبداعية على خشبات المسارح العربية. rnلقد كان التأبين الثقافي لمسة إنسانية وحضارية سلّطنا فيها الضوء، نحن المعنيين بتجربة الفقيد الراحل قاسم مطرود الإبداعية والمُطلّينَ على مؤلفاته المسرحية، والعارفينَ بآرائه الفنية والثقافية والنقدية، وعلى وفق هذا السياق قررتُ أن أقرأ بين الحضور السيرة الذاتية والإبداعية للفقيد الراحل التي لم تخفَ على الكثير من الحاضرين، كما شكرتهم جميعاً على تلبيتهم هذه الدعوة التأبينية الثقافية الخالصة وتمنيت من الأعماق أن تتفعّل بآرائهم ، وأن تكتمل بأفكارهم النيّرة ووجهات نظرهم السديدة.rnاتصلتُ بعدد من أصدقاء الراحل قاسم مطرود لكي يساهموا في تأبينه وقد اعتذر بعضهم عن الحديث لأنه كان مصدوماً أو متأثراً أو غير مصدق بأن قاسماً قد شدّ الرحال إلى أبديته وحتى الزملاء الذين وافقوا غصوا بالعبرات جميعهم في أثناء كلماتهم وربما أكون الشخص الوحيد الذي بكى لوحده قبل ساعتين من بدء التأبين ولهذا فقد حافظتُ على رباطة جأشي، وضبطت نفسي من الغصة المفاجئة أو الانخراط في بكاء ساخن ساعة التقديم! كان أول المتحدثين الأستاذ غانم جواد، مستشار مؤسسة الحوار الإنساني بلندن حيث قال: rn"لم يخطر ببالي أبداً أن أقوم بتأبين صديقنا العزيز وأخينا الكريم الفقيد قاسم مطرود. هذه لحظات صعبة لا أجد كلمات مناسبة تعبِّر عن الخسارة الفادحة التي مُنينا بها. التقيت بقاسم مطرود هنا بلندن وكان من الداعمين الأساسيين والمشاركين الدائمين في بيت السلام التابع لمؤسسة الحوار الإنساني. كان يحضر في كل الجلسات الثقافية ويقدِّم لنا المَشُورة والخبرة في تقديم وإدارة هذه الأماسي الثقافية التي كنا نضطلع بها سوية. في الواقع أنَّ مُصابنا أليم ويصعب عليَّ في هذه اللحظات أن أقوم بتأبين أخينا الكريم قاسم مطرود الذي رحل عنا في غفلة من الزمن، بل لم نكن نتوقع هذا الرحيل السريع، فقبل ثلاثة أيام من رحيلة اتصل بي هاتفياً وذكر لي بأنه مشتاق إليَّ فوعدته بزيارة قريبة وكان موعد زيارتي صباح أمس حيث شددت الرحال كي أتوجه إلى المستشفى فنادتني زوجتي قائلة إنَّ محطة "الفرات" الفضائية تعرض فلماً عن قاسم مطرود وكان ذلك في الساعة الثامنة صباحاً. وبعد أن أنهيت مشاهدة الفلم شكرت فضائية "الفرات" وطاقمها في نفسي لأنهم قاموا بتصوير إحدى ندواته في مؤسسة الحوار الإنساني. ثم هممت بالذهاب إلى المستشفى وقبل أن ألِج السيارة وأشغِّل محرِّكها لكي أتوجه إلى المكان المطلوب تلقيت رسالة من ابنه أنمار العزيز يفيد بها بأن والده قد انتقل إلى الرفيق الأعلى. حزني إليك يا أبا أنمار كبير. rnالقاصة ورود الموسوي قالت:rn"أقول الآن فقط عَرفَتْ جرّافاتك الحزن بطقوس وحشية كان بطلها الفقد. الآن فقط غلبَ الصمت على الصدى وصدى صمتك لم يبرد بعد حين أجهش كل شيء بالغياب. كيف لي أن أقف مكاني هذا وأنا أخشاه منذ التفاف حبل المرض حولك، لكنّ ما يشفع وقفتي أنكَ كنت تعشق اللغة الجميلة، وتفتنك العبارة لهذا أتيتَ لتسمع ما تُحب؟ كيف لي أن أقول كانَ وأنتَ حاضر لا ينتهي، وماضٍ متجدد اللحظة؟ كيف يمكن أن أمرّ على اسمكَ من دون أن أبتسم وأقول قولي المعتاد "هذا الرجل حكاية النار حين تمس الروح فيستحيل كل ما فيها إلى ذهب وشعلة. كيف لي أن أودعكَ ومازال حديثاً عالقاً بيننا، وعملاً مشتركاً كنت تصر دوماً عليه وأنت تشير عليَّ أن لابد أن تكتبي للمسرح؟ أي روح هذي التي أرهقتك يا قاسم؟ يا أبا أنمار لا يمكن لي أن أتخيل ال
كان شعلة من نشاط ويرى في المسرح كلَّ شيء
نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 06:47 م