TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :حكومة سبيعية

نص ردن :حكومة سبيعية

نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 07:37 م

 علاء حسن بعد عجز الأطراف المشاركة في الحكومة عن حلحلة الأزمة السياسية، سواء عن طريق ورقة الإصلاح أو حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، ونظرا لتراجع الملفالأمني وارتفاع وتيرة أعمال العنف، وسقوط المزيد من الضحايا واستمرار سفك الدم،  لم يبق أمام مجلس النواب إلا استجواب عدد من العراقيين من ممثلي مكوناتهم في البرلمان، لأنهم  يتحملون مسؤولية تشكيل حكومة منتخبة، ولدت قبل إكمال الشهر التاسع في رحم الأم، أي أنها سبيعية، وأمامها الكثير من الوقت لحين اكتساب وضعها الطبيعي .
rnأكملت الحكومة عامين من عمرها المحدد بأربع سنوات ، ولم تستطع  التخلص من متاعبها الصحية ، بسبب اندفاع الناخب لصناديق الاقتراع لاختيار من يمثله في البرلمان ، ثم تشكيل حكومة قوية  قادرة على تلبية مطالبه ، لكنه وبعد إعلان النتائج أصيب بخيبة أمل عندما ارتفعت أصوات تطالب بإجراء العد والفرز اليدوي ثم الدخول في إشكالية الكتلة الأكبر، الناخب العراقي  وقع تحت طائلة في العجالة الندامة ، فسلم "لحيته" بيد الأخيار فخاب أمله  بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، لان حياته أصبحت عبارة عن أزمات متتالية واجبر على الدخول في نفق مظلم جعل حياته سودة مصخمة، لان الحكومة السبيعية لم تنجز بعد النظام الداخلي لمجلس الوزراء ، والوزارات الأمنية ما زالت شاغرة ، وبرلمانه مشغول على الدوام بعقد المؤتمرات الصحفية لأغراض التنديد والاستنكار ، وتبادل الاتهامات  عبر وسائل الإعلام ، من دون أن يلتفت احد إلى مصير السبيعية .rnتشير التوقعات إلى ان الأزمة الراهنة ستستمر حتى نهاية الدورة الحالية للحكومة ، وقبل الوصول الى هذا الموعد يجب إخضاع المسؤول وهو الناخب  للاستجواب،  لان الكتل النيابية الكبيرة لم تتوصل بعد إلى اتفاق على مشتركات في اقل تقدير،  تؤكد فيه احترامها لقواعدها الشعبية، ومن هنا وفي ضوء حقيقة التخلي عن الناخبين، يبدو أمر استجوابهم هو الأسلوب الأمثل لتجاوز الأزمة، وهذا التوجه فصل من مسرحية كوميدية اعتاد الكثير من  السياسيين لعب أدوارها، فاثبتوا أنهم رجال سيرك، تحت خيمة الحكومة السبيعية . rnالاستياء الشعبي من أداء الحكومة والسياسيين وصل إلى إعلان الرغبة في الامتناع عن المشاركة في الانتخابات المقبلة ، لكن تلك الرغبة وفي ساعة الحسم ، وحينما يستجيب البعض لدعوات ما يعرف بنصرة المذهب والطائفية والقومية ، سيتخلى الناخبون عن مواقفهم وأمام مراكز الاقتراع سيتدافعون لاختيار من يمثلهم في البرلمان المقبل وبهذا التدافع ستولد حكومة  سبيعية أخرى تعبر عن آمال وتطلعات الملايين القابعين تحت خط الفقر.rnفكرة استجواب الناخب، ولدت يوم أعلن احد النواب من أعضاء لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن المواطن هو المسؤول المباشر عن حوادث العنف في العراق، لأنه يرفض تزويد رجال الأمن بمعلومات قيمة للقبض على الإرهابيين من أعداء العملية السياسية والحكومة السبيعية المنتخبة.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram