بغداد/ وائل نعمة يوما ما كان العراق ينظر إلى سوريا على أنها تهديد مباشر بسبب دعمها للأعمال المسلحة إلا انه الآن يخشى مما قد يحدث إذا ما سقطت دمشق بأيدي نفس أولئك المسلحين. من 2003 – 2010 كانت سوريا القناة الرئيسية لدخول المقاتلين الأجانب إلى العراق، حيث ساعدت الحكومة السورية في نقلهم إلى البلاد وقامت باتصالات مع القاعدة في العراق وقدمت لهم الدعم اللوجستي.
في عام 2010 تحسنت العلاقات بين الطرفين مع بدء خروج القوات الأميركية من العراق، وحاولت حكومتا الأسد والمالكي تجديد العلاقات وزيادة التجارة بينهما. عندما ضرب الربيع العربي سوريا وبدأت حكومة دمشق بقمعه، بدأت حكومة بغداد بدورها بانتقاد العنف وفي الوقت نفسه راحت تقدم الدعم للأسد، ومع تصاعد القتال وانخراط المزيد من الجهاديين والبلدان المجاورة، ازداد قلق الكثير من الأطراف في العراق الذين يرون القتال في سوريا تهديدا مباشرا للاستقرار في بلدهم اذ انهم يخشون من سقوط الحكومة السورية و من انتشار الفوضى والعنف وتسربهما إلى داخل العراق. الكثير من العراقيين يرون ملامح الحرب الأهلية في سوريا وهم يريدون حماية أنفسهم منها. هذه هي القوة الدافعة وراء سياسة بغداد بعيدا عن أية تأثيرات من دولة أخرى. كانت حكومة المالكي شكت في العام 2009 من تهريب السلاح من سوريا وايران الى العراق ودعم الارهاب، ونشر العراق في ذلك العام تعزيزات إضافية من قوات الشرطة على الحدود مع سوريا لمنع ما أسماها عمليات التسلل، بعد اتهام حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لدمشق باستمرار إيواء المسؤولين عن تفجيرات 19 آب الدموية في بغداد. ووصف الرئيس السوري بشار الأسد حينها اتهامات الحكومة العراقية بأنها لا أخلاقية، وطالب بغداد بتقديم الدليل عليها.وكشف وزير الدفاع السابق عبد القادر العبيدي خلال مشاركته في الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب عن دخول أسلحة إيرانية للإرهابيين وأموال لتمويل هجماتهم كما كشف عن دخول أسلحة من دول أخرى.تقع بغداد اليوم في دائرة الشك الأميركي، وتتهمها الولايات المتحدة بالسماح للطائرات الايرانية بالمرور عبر اراضيها وهي محملة بالأسلحة لدعم "نظام الأسد". وحذر ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي رئيس الوزراء نوري المالكي من استغلال إيران الأجواء العراقية لنقل أسلحة ومعدات لدعم النظام السوري. وقال الأعضاء في مجلس الشيوخ جون ماكين وجو ليبرمان وليندسي غراهام للصحافيين خلال زيارة لبغداد، إن "طهران أخبرت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن طائرات تحمل مؤناً ومساعدات إنسانية، تعتقد الولايات المتحدة الأميركية بأنها تنقل معدات عسكرية".صحيفة نيويورك تايمز تقول "إن ثلاثة من كبار المسؤولين الاميركان -جوزيف ليبرمان المستقل من كونيكتيكت وجون ماكين الجمهوري من اريزونا ولندسي غراهام الجمهوري من كارولينا الجنوبية- يقومون بزيارة للعراق من اجل استيضاحات بشأن الرحلات الجوية الإيرانية عبر الأجواء العراقية والمشكوك بأنها تقوم بنقل أسلحة إلى الرئيس بشار الأسد الذي يهدد صراعه مع الثوار بجر دول الجوار إلى صراع إقليمي". تفاصيل ص2
أميركا تبحث عن جواب للأسلحة الآتية إلى دمشق عبر العراق
نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 09:12 م