سرمد الطائيفي ذاكرتي ان السيد حميد مجيد موسى ردد مثلا يقول ان مكة لم يجر بناؤها في يومين، وذلك حين ترأس مجلس الحكم قبل 10 اعوام، وسأله صحفي باستنكار: لماذا فشل مجلسكم بعد مرور 3 شهور على تشكيله، في القضاء على البطالة والعنف وازمة السكن وملوحة مياه شط العرب واخراج العراق من البند السابع!
rn هذا وانا اشعر بالحنق على نفسي حين يبدو انني من صانعي اليأس في النفوس. بعض المواطنين لا يشعر باليأس حتى حين يدخل في مرمانا 20 جسم مفخخ في نصف ساعة رغم اننا ننفق 20 مليار دولار على الامن سنويا، اي ان كل مفخخة كانت تمر على واحد من ملياراتنا وتبصق في وجوهنا جميعا وتقتلنا بدم بارد. بعض الناس لا يصيبه هذا المشهد بالاحباط لكنه حين يقرأ لامثالي يشعر بالقنوط ويحملني مسؤوليته.rnواحيانا يصبح الكاتب مثل منشدي المراثي ينجح اكثر كلما ابكى اكبر عدد من الناس. الا اننا لا نحاول ابكاء احد لان الجميع يبكي دون حاجة الى سماع مرثية. كما ان كتاباتنا ليست نداء استغاثة اذ لا احد يمكنه اغاثة شعب ممتحن مثلنا بطريقة الانقاذ الشامل. كتابتنا نوع من الاهات غير الارادية التي يصدرها انسان سقط فوقه جبل. هو يعلم ان مليون آهة لن ترفع الجبل لكنه يتوجع بغير ارادة. وجعه ابدي وبلا اي يأس رجاء.rnلكن الامل موجود يا اصدقائي القانطين، "وخلو املكم بالله كبير" رغم اننا مجبرون على رؤية مهازل عظمى، من قبيل ان فريق السيد نوري يتهم السيد طارق بأنه وراء تفجيرات الاحد. بينما يرد الثاني بأنه اذكى من ان يمارس "لعبة مكشوفة بتوقيتاتها" وان الحكومة هي التي دبرت سلسلة الهجمات يوم صدور حكم الاعدام على نائب الرئيس كي تتهم السيد الهاشمي بها!rnاي مشهد هزلي نحتاج لنشعر باليأس اكثر من هذا؟ وهل كنا نتصور يوم الخلاص من سيد الدمار قبل 10 اعوام، ان كبار قادتنا سيتلاعنون ويتعادمون ويتفاخخون (اعداما وتفخيخا) بهذه الطريقة؟rnالامل موجود يا اصدقائي القانطين رغم ان مسؤولا كبيرا قال ان الحكومة اعتقلت وقتلت على مدى سنوات، نحو 300 وزير من دولة القاعدة، والعشرات من كبار قادة التنظيم الوحشي. ولولا نجاح الحكومة في كبح جماح المسلحين لهاجمتنا 200 مفخخة في اليوم بدل العشرين التي اكلها الضحايا الاحد. على كل ام ثكلى ان تتوقف عن بكاء ابنها فلولا منجزات الحكومة لاستشهد خمسة من ابنائها بدل الواحد. افرحي بالاربعة الباقين وخلي املك كبير يا امنا.rnالامل موجود نعم، رغم ان مسؤولينا ينتزعون المال من افواه ملايين الفقراء لضخها في مشاريع فاشلة ونحن مثل الموتى بلا اعتراض. وفي كل المدن نمر على الشوارع التي بلطتها الحكومة بالمليارات وعادت لتحفرها لانها فاشلة وتحتاج اعادة تبليط. ان الحكومة في الواقع تصحح اخطاءها مرارا وتكرارا وتعيد رصف الارصفة، ولا تتركها خربة. فلماذا اليأس اذن؟ لماذا الاستعجال، فعن طريق التجربة والخطأ تتطور البلدان. ضاعت علينا 30 سنة مع صدام و10 مع خلفائه ولم يبق شيء على النهاية، واقصى ما في الامر انه بعد 25 سنة سيظهر العراق بأبهى حلة، ومكة لم يجر بناؤها بيومين كما قال السيد حميد مجيد موسى حين ترأس مجلس الحكم قبل 10 اعوام وسأله صحفي باستنكار: لماذا فشل مجلس الحكم، في القضاء على الفقر والعنف وازمة الكهرباء وتلال الزبالة في الشوارع وتخلف البنى الزراعية والصناعية وسوء نظامنا الاداري!rnوفي النهاية يسألني الناس: لماذا تنتقدون فقط، هلا قدمتم الحل. انني ايها الناس مثل من سقط عليه جبل. اصرخ فيرد علي احدهم، لماذا تصرخ، حاول ان تقدم حلا يا هذا. انا المرضوض بركام الحجارة املك الحل؟ ام من يكنزون المليارات ويتفرجون على شعب يئن تحت الجبل الساقط من سديم اللعنة، ويجهلون كيف يرفعونه عن كاهل الشعب؟ ام انهم مترددون في انقاذنا؟ بعضهم يفكر، هل ننقذ الشعب ام نتركه تحت جبل مجرة اللعنة؟rnلكننا واثناء توجعنا وصراخنا نفكر في بعض الحلول. جيد اننا لا نزال نفكر. ايها السلطان حاول التخلص من شلة انصاف المتعلمين المحيطة بك واقنعنا بأنك قادر على التغيير وان الى جانبك رجال حكماء، يجنبونك اعلان العداوة مع 50 دولة وحزب في ساعة واحدة، ويجنبونك تلقي 50 هزيمة في يوم واحد، لان هزيمتك في النهاية خراب لكل بيوتنا باستثناء بيتك المصون.rnومع كل فشل السلاطين نحاول ان لا نتعامى عن بارقة امل هنا او هناك، عبر مبادرة محدودة لهذا الموظف النزيه او لرجل الاعمال الطموح ذاك، او تغييرا بسيطا يبدأ صغيرا وفي وسعه ان يكبر. لعل ازدياد فلوس النفط قريبا يجعل القتلة ينشغلون بالمال عن دمائنا. ويجهل الجهلة يتعلمون، او "الصغار" يكبرون. انه تقدم بطيء لكننا ونحن نقبع تحت سديم اللعنة الصخري، علينا ان نتعلم كيف نفرح بالقليل وان لا نقنط، لان اليأس يتناسل ويتحول الى فعل اجرامي واستقالة عديمة النفع. بلادنا تخرب دوما لكنها ترمم نفسها ببطء، والمشكلة تحصل لجيل يولد عشية لحظة الخراب وقد تتأخر عليه انفراجة التاريخ بضعة عقود. لا تقنطواrnrn
عالم آخر : اصدقائي القانطين وسقوط الجبل
نشر في: 11 سبتمبر, 2012: 09:45 م