كوبنهاغن / رعد العراقي لا يختلف احد على ان عملية تنظيم عقود اللاعبين والمدربين مع الاندية قد اصبحت وسيلة قانونية لضمان حقوق الطرفين وهي تدخل ضمن اللوائح الخاصة التي تم تشريعها واقرارها من اجل ان تسير العملية وفق نص القانون متى ما تم التوقيع عليها بين الطرفين وتم تصديقها بشكل نهائي.
وكما هي الحال في الكثير من الوثائق الرسمية التي تصاغ وتعد في مرحلة زمنية معينة تظهر بها بعض الثغرات التي يمكن ان تسبب ضرراً لطرف وتمنح مبدأ الافادة والتحايل للطرف الآخر،* لذلك اخذت تلك الاجراءات تناط الى اشخاص متخصصين ورجال قانون لديهم الاطلاع والخبرة في صياغتها وتدقيقها بشكل يتوافق مع الشروط التي يضعها ويراها مناسبة كل طرف ومتى ما ظهر خلاف او تنصل بالشروط فان الطرف المتضرر له الحق في اقامة دعوة قضائية تأخذ طرقاً متسلسلة الى الجهة التي لها الحق في الحكم على القضية ، وانصاف الطرف المتضرر وتعويضه عن كل مبالغ العقد المتفق عليه وحتى الخسائر التي لحقت به والشرط الجزائي تلك هي السياقات التي تطبق في كل انحاء العالم الا في الساحة الكروية العراقية التي لازالت العملية تشوبها الضبابية والعشوائية وتسقط حقوق وتقطع ارزاق من دون ان يكون هناك مَن ينصف المظلوم ويضع حداً لظاهرة التحايل والتمسك بالاساليب البدائية التي يجري على ضوئها تنظيم العقود! **أزمات تظهر بين بعض المدربين او اللاعبين والاندية تأخذ صدى واسعاً من دون ان نسمع بالكيفية التي ستنتهي إليها.قبل فترة كانت هناك مطالبات من لاعبي نادي الزوراء الذين اعلنوا اضرابا بسبب عدم تسديد مستحقاتهم المالية واليوم جاءت الاخبار عن مطالبة المدرب السابق للنادي نفسه يحيى علوان بمبالغ بقية العقد! وهناك لاعبون احترفوا في دوريات دول مجاورة حدثت لهم اشكالات مشابهة ومنهم من تستر على الموضوع خوفاً من الفضيحة او فقدان فرصة الاحتراف مثلما حصل لعلاء عبد الزهرة وجاسم محمد غلام وباسم عباس ونور صبري ، سيما ان الاتحاد الاسيوي ارسل اشعاراً الى جميع الاتحادات المنضوية اليه بضرورة ارسال نسخ من العقود المبرمة مع لاعبيها المحترفين خارج بلدانها .الغريب في الامر ان كل تلك الاشكالات التي تحدث لم نلمس منها اي اجراء قانوني او حكم قد صدر او حتى الجهة التي تأخذ على عاتقها البت بالامر، وكأن ما يربط بين تلك الاطراف اوراق عادية لا تحمل اي صفة قانونية او انها اشبه بروتين ووعود شفوية تلجأ الى الفصل العشائري عند حصول خلاف بينهم.إن النظر الى تلك القضية التي لابد أن تأخذ مساحة واسعة من الاهتمام من الاتحاد العراقي الذي عليه مسؤولية وضع الخطوط العريضة لتنظيم العقود والكيفية التي يصار اليها في حالة حصول اي خلاف..كما ان من المفيد جداً ان تجري عملية توعية واسعة للاطراف المتعاقدة للتأكيد على الجانب القانوني في حفظ حقوقها وفق الشروط المتفق عليها كما ستوفر خلفية قانونية تساعدهم على ضمان حقوقهم في حالة الاحتراف الخارجي ولا تجعلهم ضحية مافيا الابتزاز.. والا فأن بقاء الحال على ما هي عليه يسبب حدوث فوضى ونزاعات وضياع حقوق تحت شعار(عقود الدعاية والاعلان) يمنع استخدامها حال التوقيع عليها! ***قبل ايام كنت اتابع احدى القنوات الرياضية الخليجية وكان الحديث ياخذ نسقا متصاعدا من الحدة والاراء والانتقاد بين الحاضرين ..ولكوني لم اكن حاضرا منذ بداية البرنامج فان ما تردد من كلام ساخن واتهامات بالتقصير وايحاءات قد اغرت فضولي في متابعته ومعرفة اصل القضية! باختصار شديد كان الاخوة يتحدثون عن امر خطير قد حصل مع بعض الاندية المتنافسة في دوريها للمحترفين حين ارتدت تلك الاندية الملابس الخاصة بالتمرين وهي بلون واسم نادٍ اخر! واعتبر ذلك خطأ وتجاوزاً غير مقبول.. واستمر الحديث لأكتشف ان سبب هذا الخطأ كان من الشركة الاجنبية المتعاقد معها الاتحاد المحلي لغرض تجهيز جميع الاندية بكل لوازم التدريب والملابس الرياضية حسب الوان وشعار كل نادٍ، وهي عملية مستمرة يوميا وطوال الموسم وربما لا تستخدم الملابس سواء للتمرين او المباريات سوى مرة واحدة..وطالب المتحدثون ان يجري تغيير تلك الشركة وفسخ العقد معها فورا حتى لا يتكرر ذلك الخطأ لان سمعة الاندية لا تسمح ان يرتدي لاعبوها قمصان نادٍ آخر ليس بالمباريات، بل اثناء التمرين!انتهى البرنامج لكن شعوري بالحزن والأسى على حال انديتنا وواقعنا الكروي قد أخذ الكثير من تفكيري ..وظهر امامي الفارق الواسع بيننا وبين دول تنشد التطورفتبحث عن كل ماهو يليق ويساعد انديتها على الشعور بقيمة ما تقدمه من خلال مساعدتها على رفع كل الحواجزالتي تعيق تركيزها في تقديم مستوى عالٍ بالأداء والمنافسة.اما نحن فنعيش في صراعات المناصب والفوضى ونتوسع في انشاء اندية على اسس متهاوية لا تتوفر بها اي مقومات النجاح او حتى الاستمرار طويلا..ثم يزج بها في اتون نيران دوري 43 المثير للجدل يرهق اقوى الفرق العالمية ونطلب منها الصمود والتطور في حين انها في حيرة من امرها بكيفية توفير قمصان للاعبيها تتحمل كل الظروف الجوية طوال الموسم ولا تضطر لتغيرها في الموسم القادم! انظروا كيف يفكر الآخرون الى عملية الارتقاء والنهضة الكروية عندها ستدركون سر تراجعنا وإخفاقاتنا المتلاحقة!
المحترف العراقي ضحية مافيا الابتزاز..وانديتنا المتهاوية لن تصمد في المحرقة 43ّ!
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 05:47 م