TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :الكأس والإرهاب

سلاما ياعراق :الكأس والإرهاب

نشر في: 12 سبتمبر, 2012: 06:49 م

 هاشم العقابيسنضحك على أنفسنا، قبل أن يضحك الآخرون علينا، إن نحن خجلنا فعلا، أو انشغلنا في دفع تهمة أن المثقف العراقي لا يثور، أو تأخذه الحمية، إلا عندما تهاجم البارات وتستباح حرمة "العرق". أنخجل ممن يريد أن يجرنا لعقليته؟ ويخاطبنا بمثل ذلك الذي خاطب بسطاء الناس: "أتتركون حمير الله وتركبون الشمندفر؟". أمعقول أن يستحي مثقف من قول غلام سلطة جاهل يرهب الناس بحجة  أن الله قال اجتنبوا الخمر؟ آمنا بقوله تعالى، لكنه  قال أيضا: "فاجتنبوا قول الزور" المائدة: 90، 
rnوكررها في سورة الحج: 30. وقال في سورة الحجرات: 12 "اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم".rnفإن كانت قوات أمننا "الباسلة" مأمورة بحمل السلاح بوجه من لم يجتنب ما أمر الله باجتنابه، فأين غلمانها، الذين قطعا يظنون أنهم من غلمان الجنة المخلدين، لفرط "إيمانهم، من حملة الشهادات المزورة الذين يتحكمون بثلاثة أرباع مصير العراق؟ rnلقد شهد الحاكم بأمره يوما بأن النظام السوري يتحمل وزر دماء العراقيين لأنه كان يصدر لنا القتلة. وعلى اثر تلك الشهادة صرح  ناطقه بأنه يسعى لإحالة النظام السوري إلى المحاكم الدولية. واليوم صار الحاكم ومقربوه والناطق وتابعوه يدعون بان سقوط بشار سيجلب الموت والدمار على العراق. فهل هناك شهادة أشد زورا من هذه؟ وها هم جميعا بالخضراء يسرحون ويمرحون فلماذا لم يهاجمهم "المؤمنون" الداعون" لتطبيق "شرع" الله؟ لكنه طبع الذئاب الجبانة التي تعدو دائما على من لا كلاب له. rnأما أمر الله باجتناب الظن والتجسس وأخذ غيبة الناس، فعلينا إن أردنا تطبيقه عنوة،، أن نأتي بقوات تفوق عدد قوات التحالف التي حررتنا من صدام، كي تطبقه وفقا "لشرع" الله.rnأمن مثل هؤلاء نستحي ونبرر لهم أننا لا ندافع عن شرب العرق؟ لا وحق الذي نفسي بيده، سأرفع كأسي ما حييت بوجه هؤلاء مدافعا عن الحريات الشخصية مناديا:rnإن يد عمو "جوري" التي كانت تسقينا العرق في جمعية الموسيقيين العراقيين أطهر من يد الذي يقتل الناس حتى وإن حج وصام وصلى 48 ساعة في اليوم. وان أغنية واحدة لفيروز اشرف وأنقى من دعاء ملتح يفتي بقتل الشيعة واستباحة أعراضهم، ومن وجه معم اسود القلب ينادي باستئصال السنة، بيضاء كانت عمامته أو سوداء.rnإن بغداد ما كان ليرتع بها الإرهابيون القتلة وينعمون بحرية الحركة اليوم، لو أن المقبور صدام لم يمهد لقدومهم بحملته الإيمانية السيئة الصيت التي قطع بها شريان الحياة عن كأسنا التي كانت مترعة بشارع أبي نؤاس. قلتها وأعيدها اليوم وغدا وبعد غد: أعيدوا الحياة لشارع أبي نؤاس وسيندحر الإرهاب ويموت كمدا. هاكم الدول التي تمنع شرب الخمور كالسعودية واليمن وإيران والكويت، وكذلك العراق "الجديد". انظروا كيف صارت مرتعا خصبا للمتطرفين القتلة من القاعدة وأشباههم. وكيف يكاد أن ينمحي وجودهم في البلدان التي تترك الإنسان حرا في علاقته مع ربه كدولة الإمارات العربية مثلا.rnإن الإرهاب والكأس لا يلتقيان.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram