ترجمة: سلمى حربه/ ألمانيا تدور أحداث رواية ميرجيا كارتاريسكوس (العارف) حول المجتمع الروماني أيام حكم جاوشيسكو، في المقابلة تحدث الكاتب عن طفولته في عهد الدكتاتور، بوخارست في منتصف القرن العشرين ، ولأن الحقيقة تبقى غامضة يصبح العالم نوعا من الفانتازيا، و روايته هذه في جزئها الأول الذي صدر مترجما
rn إلى اللغة الألمانية، و هي ثلاثة أجزاء بـ 1500 صفحة ، قصيدة ملحمية للذكرى ، أسلوبها شعري محتدم بالصور العاصفة .rn كارتاريسكوس المولود في بوخارست عام 1959، درس الفلسفة في الجامعة وحصل على شهادة الدكتوراه في (ما بعد الحداثة الرومانية) ، قبل الرواية نشر مجموعات شعرية عدة (المصباح الأمامي) و(النوافذ) و(صور و ضوء) ، وهو معروف أيضا كناقد أدبي، و ساهم بشكل فعال في النقاش حول سبل تجديد الأدب الروماني، التقت معه جريدة دي تسايت (الوقت) في بوخارست عاصمة رومانيا حيث يقيم الآن.rnدي تسايت: روايتك (العارف) صدرت الآن مترجمة إلى الألمانية، هل من الصعب عليك أن تصف لنا موضوعها في كلمات قليلة؟ rnكارتاريسكوس: هي الجـزء الأول من ثلاثيــة عنوانها (الباهر) قال بورخيــس ذات مرة، لا rn جدوى من كتابة الروايات الكبيرة، لذلك لا يمكن تلخيصها في بضع صفحات، ممكن أن تقلل من الصفحات، لكن علينا أن لا ننسى أن هناك روايات كبيرة مهمة لجيمس جويس مثلا أو مارسيل بروست في بحثه عن الزمن الضائع. rnدي تسايت: وكيف كان ذلك بالنسبة لك؟rnكارتاريسكوس: أخذت هذه الرواية مني أربعة عشر عاما و1500 صفحة لكتابتها، الآن يمكنني أن أحدثك لكن ليس في بضع كلمات، فهناك الكثير مما لا يمكن تجاهله ، لكن معذرة لا مكان لديك يتسع لذلك.rnدي تسايت: هل كان زمن جاوشيسكو له اثر قوي عليك؟rnكارتاريسكوس: بحق الجحيم لا تذكر هذا الاسم أمامي، أنا كاتب أكتب عن الحب و الكراهية مثل الكتّاب الألمان ، الفرق بيني و بينهم هو أن من سوء حظي أني عشت في أسوأ زمان وأسوأ مكان، لذلك عليّ الآن أن أعوض ما فاتني في حياتي القادمة.rnدي تسايت : وهذا لا يتطلب منك الكثير .rn كارتاريسكوس: عندما كنت صبيا عانيت الجوع والبرد، لكن هذا لم يؤثر فيّ ، أنا أنس الجوع عندما أقرأ كافكا ومع توماس مان أنس البرد. بلدي الحقيقي ليس رومانيا بل كاستالين، ( ملاحظة المحرر: هي مدينة متخيلة دارت فيها أحداث رواية هرمان هسه (لعبة الكرات الزجاجية) هناك لا أثر لجاوشيسكو.rnدي تسايت: كيف تنظر إلى بلدك الآن ؟rnكارتاريسكوس: تحضرني كلمات أغنية لـ ليو ريد تقول: إن هناك شيئا واحدا جيدا في المدن الصغيرة هو أنها تشجعك على الخروج منها. أنت تعلم أن المرء في وقت ما بحاجة للخروج، هذا هو الجيد في رومانيا الآن، عندي أفكار جديدة والعاب على الكمبيوتر أهرب إليها، أنا أرتب أوضاعي.rnدي تسايت: إلى أين وجهتك؟rnكارتاريسكوس: إلى أي مكان خارج هذا العالم كما قال بودلير.rnدي تسايت: هناك بعض الكتاب اللامعين في رومانيا، لكنهـم غير معـروفين في أوربا الغربية، على سبيل المثال بليشر و الكساندرو فوتا ، ما السبب برأيك ؟rnكارتاريسكوس: عندنا دائما كتاب و فنانون رائعون، هم إزهار من الأحجار الكريمة تكمن في باطن الأرض، لكي يصل إليهم المرء عليه أن يحفر، الأدب يحتاج إلى بنية تحتية، ليس عندنا الوقت الكافي لذلك، لا مؤسسات ثقافية فعالة، ليس لدينا ناشرون و وكلاء ومترجمون جيدون، ولفترة طويلة ما كان باستطاعة الكتاب الرومان السفر إلى الخارج للتعريف بأعمالهم ونشرها .rnدي تسايت: لهذه الأسباب ظلت الأعمال مغمورة؟rnكارتاريسكوس: في السنوات الأخيرة قمنا بتطوير أسلحة سرية، لكن في هدوء وعزلة، رومانيا بلد يشبه بلد من بلدان أمريكا اللاتينية المنسية، إنها بلد منسي في أوربا، يستطيع كتابنا مع قليل من الحظ أن يعملوا لهم طفرة مماثلة لما حصـل هناك مع كتاب مثل ماركيز وفاركاس لوسّا في الستينات، وكما الفيلم الروماني في السنتين الماضيتين شهد طفرة كبيرة، الرواية ستتبعه لاحقا.rnدي تسايت: هل يوجد مسرح في رومانيا؟rnكارتاريسكوس: لا أعرف، توجد لدينا مجلات أدبية لكن محدودة العدد ، لا مناقشات فكرية فيها ، هناك جوائز أدبية تمنح، عندنا كتاب كبار خمسة أو ستة لكنهم يعيشون في عزلة .rnدي تسايت: الروايات الرومانية غالبا مدهشة و ساحرة ، روايتك بدت كما لو أنها حلم من أحلام اليقظة، هل هذه سمة الكتابة الروائية عندكم؟rn كارتاريسكوس: ما يزال الاتجاه الواقعي مسيطرا ، و أنا شخصيا اعتبره خالياً من الشعرية، ما يهمني ليس فقط وصف العلاقات الاجتماعية و السياسية ، أنا أبحث عما هو شعري في كل كتاب ، عن نظرة جديدة للعالم ، عن تعبير جديد للعواطف و الأحاسيس الكونية ، هذه الأشياء أضعها أمامي قبل أن أشرع بكتابة أي عمل لي جديد . إنه الحب والمودّة والثقة، الغضب، الفرح، اليأس، الجنون، الكتاب الحقيقي هو تعبير عن الروح الجميلة.rnدي تسايت: في مدخل روايتك أخذت من بورخيس تعبيره: &qu
جوعا مع كافكا، بردا مع توماس مان
نشر في: 12 سبتمبر, 2012: 07:00 م