TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > اوراق اقتصادية:منتدى آيبك والأزمة الاقتصادية العالمية

اوراق اقتصادية:منتدى آيبك والأزمة الاقتصادية العالمية

نشر في: 12 سبتمبر, 2012: 07:10 م

 د.عامرة البلداويتقام حاليا قمة آيبك  في روسيا التي بدأت في  السادس من ايلول الحالي  وتستمر لمدة اسبوع في مرحلة مهمة وحرجة لاقتصاديات الدول الكبرى . (آيبك ) هو المختصر لـ (التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي ) لقد بدأ تشكيل هذه المجموعة  عام   1989 لتكون منتدىً اقتصاديا يضم  21 عضوا من اكبر الاقتصاديات  في منطقة آسيا والمحيط الهادي وهي (أستراليا , بروناي ، دار السلام , كندا , تشيلي , الصين , هونغ كونغ، اندونيسيا , اليابان , كوريا الجنوبية , 
 rnماليزيا , المكسيك , نيوزيلندا , بابوا غينيا الجديدة , بيرو , الفيليبين , روسيا , سنغافورة , تايوان , تايلاند , الولايات المتحدة , فيتنام)  لتحاول تجديد ودعم الاقتصاد العالمي بالجمع بين اقتصادات متباينة في تطورها ونموها فمنها الواعدة والصاعدة بما لا يقبل القياس كالصين واليابان ومنها ما بات يعاني من ازمة كالولايات المتحدة الامريكية ويبحث عن حلول جديدة من خلال استثمارات وفرص تخفف من حدة الازمات الاقتصادية المتلاحقة . وقد كان وما زال الهدف من هذه القمة الاقتصادية التعاون التجاري – الاقتصادي بين دول فاق عدد سكانها  2,5 مليار نسمة حيث ازمات نقص الغذاء ومشاكل التجارة .rnولكن السؤال الأهم هو الى اي مدى يمكن لمنتديات اقتصادية كبيرة كهذه ان تسهم في ايجاد الحلول للازمة الاقتصادية التي باتت تهدد دول امريكا واوروبا بالدرجة الاولى وكيف ستعمل من خلال ما تتيحه هذه القمم من لقاءات بين المدراء التنفيذيين لكبرى الشركات التي تعود لهذه الدول ان تشرك الاقتصاديات الجديدة الواعدة في اعادة الشباب الى الاقتصاد المهدد بأزمات جديدة للولايات المتحدة وحليفاتها.rnمنذ اواخر القرن الماضي بدأ التعويل على منطقة آسيا التي اثبتت اقتصاديات العديد من بلدانها انها الأكثر والأسرع نمواً والأكثر تطوراً  مثل الصين وسنغافورة واندونيسيا , وتعد منطقة آسيا والمحيط الهادي واحدة من أهم المناطق المقترحة للتغلب على آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث يتم فيها إصلاح 20٪ من النمو المالي العالمي  .                     rnوتأتي هذه القمة  في الوقت الذي تعانى الاقتصادات الكبرى من تباطؤ النمو فضلا عن أزمة الديون الخطيرة وما تعانيه التجارة العالمية من تباطؤ ملحوظ ، وارتفاع في معدلات البطالة  , ولهذا فأن واحدة من اهم المواضيع المدرجة على جدول اعمال هذه القمة هو (تحرير التجارة والاستثمار) فأن تحقيق هذا الهدف  سيخفف الحدود التجارية  بين هذه البلدان مع البحث عن استثمارات جديدة  مما يسهم بشكل كبير في تخفيف الازمة الاقتصادية الخانقة وعبور مرحلة الخطر. ويمكن القاء الضوء على الدور الذي تسعى روسيا القيام به في مجال تخفيف الازمة مع مراعاة المنافع الخاصة التي ستجنيها اذ تعد روسيا الدولة المضيفة التي تترأس هذه القمة الاقتصادية  (والتي بدأت بالمشاركة فيها منذ عام 1999) من اكثر المستفيدين من مخرجاتها  وما توفره هذه الفرصة من العلاقات والصفقات والشراكات بوجود العدد الهائل من اصحاب الاعمال والشركات الكبرى , كما يبدو انها تستعد للعب أدوار اقتصادية اكثر حيوية خاصة وانها انضمت مؤخرا الى منظمة التجارة العالمية . ففي الوقت الذي يمر الاتحاد الاوربي ومنطقة اليورو بأزمة اقتصادية خانقة سببت تخفيف حجم التبادل التجاري ما بينهما تجد روسيا الفرص مواتية لزيادة حجم التبادل التجاري مع الصين فضلا عن تشكيل الاتحاد الاوراسي (روسيا- بيلاروسيا- كازاخستان) لبناء سوق  أوروبية- آسيوية مشتركة تسهم في تحريك الاقتصاد في دول الاتحاد الاوروبي ,  كما انها باتت تحث الخطى من خلال بحثهاعن موارد جديدة  بالتركيزعلى منطقة  سيبريا والشرق الاقصى من الجزء الآسيوي من روسيا (التي تضم مدينة فلاديفستوك التي اقيمت فيها قمة آيبك لغرض لفت الانظار اليها ) اذ تمتلك منطقة الشرق الاقصى امكانيات هائلة من الثروات البكر التي لم تستكشف بعد في مجالات مختلفة كالطاقة والموارد الطبيعية  والتي تخطط روسيا للعمل مع دول مجاورة مثل الصين واليابان وكوريا لجلب استثمارات لهذه المناطق الواسعة بمساحتها والقليلة بسكانها , وتعمل موسكو على دعم وتحسين البنية التحتية فيها لجذب المستثمرين وتسعى لتأهيل المنطقة للعب دور الجسر بين منطقة آسيا والمحيط الهادي من جهة وأوروبا  من جهة ثانية , اما الولايات المتحدة الامريكية فهي تسعى للاستفادة من روسيا من خلال دخولها منظمة التجاره العالمية الى تحقيق نسب مرتفعة من التبادل التجاري بين البلدين ومن خلال هذا المنتدى يعمل المسؤولون الأميركيون والروس معاً لدفع مبادرات مُعينة تهم الاقتصادين، بما في ذلك تلك المتعلقة بتحرير المبادلات التجارية في السلع البيئية، ومكافحة الفساد والتجارة غير المشروعة، وتعزيز دور النساء في الاقتصاد . rnالجدير بالذكر أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت  أوروبا وأمريكا كانت لها آثار  على روسيا من جهة انخفاض المنافسة بين المؤسسات المالية العالمية في السوق الروسية ومع ذلك فقد عادت  المصارف الروسية لت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram