TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:سلمان صالنصة

نص ردن:سلمان صالنصة

نشر في: 12 سبتمبر, 2012: 07:25 م

 علاء حسن أصحاب السيارات القديمة حاملة  لوحات تسجيل من نوع الأبيض، وهنا تكمن قيمتها، يرتبطون بعلاقات متينة مع أصحاب الورش في أي حي صناعي سواء في بغداد او مدن أخرى،  ولا يبخلون في تقديم النصيحة لمن يطلب خدمات سلمان صالنصة أو جبار دبل، وستار كابريتر، وصابر صدر وسالم بلنص، وحامد ميزانية، وألقاب أصحاب الورش في بعض الأحيان تكون مكتوبة بلوحات تتصدر واجهات محالهم، تعبيرا عن اعتزازهم بمهنهم وتقديم خدمة للزبائن بأسعار منخفضة قياسا بما يطلبه زملاؤهم المتخصصون بالسيارات الحديثة.
rn "سلمان صالنصة" علاقتها بالحكومة والجهات الرسمية لا تتعدى دفع ضريبة المهنة والإكراميات لرجال البلدية لقاء التخلي عن  مطالبهم بتطبيق  إجراءات الحفاظ على البيئة، واهتمامها بالشأن السياسي يكاد يكون معدوما، ولكن في بعض الأحيان وعندما تفرض الأزمات والأحداث سطوتها على سلمان وزملائه، يطلق سالم بلنص عبارته الشهيرة "البلد مضروب بجم"  فيستقبل الآخرون التعليق باستحسان ثم ينصرف كل واحد منهم إلى عمله ليؤمن مبلغ الإيجار والعلاكة أي المصروف اليومي لأسرته.rnالمقاربة بين كتلة "سلمان صالنصة" والوضع السياسي السائد،  تتمثل في عدة مشتركات منها تشابه الأسماء والانتماء المذهبي والعشائري، والخلاف بين الطرفين يتجسد بالحرص على الأداء وثمن الخدمة  ومستوى الدخل الشهري،  فما يحصل عليه جبار دبل خلال شهر كامل يساوي نثرية المسؤول او النائب في اليوم الواحد، وتكاليف اتصالاته الهاتفية، وأسعار وقود سيارته وعناصر حمايته، وهي "على حساب الحكومة" كجزء من امتيازات تسهيل مهمات ممثلي الشعب، والخلاف الجوهري الآخر يكون في المظهر والهندام، فأعضاء كتلة "الصالنصة" بزعامة سلمان يرتدون بنطلونات قديمة، واحدهم لم يضع ربطة العنق إلا في يوم عرسه، وطعامهم في اغلب الأحيان خال من اللحوم الحمراء، بعضهم يتعاطى الكحول "أجلكم الله" ونظرته للحياة لا تنطوي على تحقيق مكاسب، بل تقتصر على تأمين حياة فوق مستوى خط الفقر بدرجة واحدة بحسب مقياس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.rnأعضاء كتلة "سلمان صالنصة " كانوا من ذوي الدخل المرتفع نسبيا، ولكنهم وبعد دخول سيارات المانفيست والأخرى الحديثة آخر موديل،  انخفض دخلهم نتيجة تراجع الإقبال على خدماتهم، وفي ظل هذه الأزمة طرح صابر صدر مقترحا  يتضمن جملة إصلاحات لتحسين أوضاعهم، ولوجود الثقة بينهم واحترام الرأي، وانطلاقا من فهمهم بطريقتهم الخاصة للديمقراطية، أنجزوا ورقتهم الإصلاحية بمدة خمس دقائق، وحددوا موعدا ثابتا لاجتماع موسع، لتطبيق ما ورد في الورقة، وهي تتمحور حول قضية واحدة، افتتاح مجمع جديد يكون متخصصا بتقديم الخدمات لأصحاب السيارات الحديثة، وتحقيق ذلك بتقديم طلب للحصول على قرض من مصارف حكومية مع استعداد لدفع نفقات تسهيل الأمر بمعنى الرشوة للوصول الى هدفهم، واختيار أدارة أمينة للإشراف على الوارد المالي،  وتوزيعه بين أصحاب الورش في داخل المجمع، استنادا للجهد المبذول، وليس على أساس الاستحقاق الانتخابي أو حجم التمثيل في البرلمان، كتلة "سلمان صالنصة" في الحي الصناعي في منطقة البياع، تجاوزت أزمتها بزمن قياسي، فبرهنت وأثبتت، بأنها قادرة على إنقاذ البلد "المضروب بجم ".rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram