سلام خياطفي أوقات السلم والحرب، في سنوات العسر واليسر، وأيام الرخاء والشدة، وساعات الفرح والأحزان، تدفع المرأة الديّة (بتشديد الياء) مضاعفة ضعفين، سواء عن أخطاء رجال العائلة، الأب والزوج والإخوة والأبناء أو نزوات رجالات السلطة، الرئيس او الوزير او المدير او رجل الدين، أو مشرع القوانين.
تذكرني المحنة التي تمر بها المرأة السورية (اللاجئة، اللآئبة المشردة) ومحاولات ابتياعها -بالزواج القهري- بمحنة العراقيات إبان الحرب العراقية الإيرانية وما تلاها عبر سنوات الحصار الجائر- حيث راجت مقولات ظالمة بحق العراقيات، وحاجاتهن الإنسانية والمادية، وترددت كثيرا على ألسنة الأغيار من الغرباء والأشقاء معا: انتقاصا من قدرها وتعريضا بكبريائها:عراقية؟؟! هه، ههه: استطيع ابتياعها بوجبة طعام وثمن علبة ثقاب. يا للظلم الذي لم تملك العراقية ما تدفع به التهمة او تدافع عنه بعالي الصوت.أي إجحاف حاق بالعراقية نتيجة شطط رجال السلطة، وأي حيف يلحق بالسورية المهجرة جراء عبثية أعمدة النظام.انبرت الأقلام والحناجر دفاعا عن المرأة السورية بعد توارد الأخبار عن عمليات (تزويج) يقوم بها موسرون من دول عربية بداعي الستر!! محاولات الشراء تلك، والزواج بهذي الطريقة الا يوازي البغاء المقنع؟؟تعاريف شتى وضعت لتعريف البغاء وتوصيف البغي، اقربها للمنطق: المرأة – او الرجل – الذي او التي تبيع اللذة الجنسية لعدد غير محدود من طالبي المتعة، لقاء مبلغ مسمى، ووقت محدد، ويتخذ الفاعل من هذا البيع مهنة للتكسب.هل ينطبق تعريف البغاء –بصورته المبسطة أعلاه– على الزواج بالإكراه، او زواج الغصب؟ في شهر آذار من عام 1991، صدر قانون مستحدث، في بريطانيا، يقضي باعتبار الزوج مغتصبا لزوجته فيما إذا واقعها رغما عن إرادتها، وحكمه في المعاشرة، حكم الغريب المغتصب، والطريف إن زوجة أحدهم قدمت بلاغا ضد زوجها الذي واقعها غصبا عنها وضد رغبتها، والأطرف، إن المحكمة اقتنعت بدفوع الزوجة وقضت بسجن الزوج!!لا أرى في الهوجة المحتدمة ضد زواج السورية (اللاجئة) من عربي أي منقصة،إن ذلك يعزز روابط النسيج الاجتماعي، ويؤسس لمصاهرات وثيقة الأواصر، شرط أن يكون زواجا متكافئا في السن، والحالة الاجتماعية _ اليسر في النفقة، والعزوبية - كي نضمن إنه لن يضمها لجمهرة الحريم، وأن يتم الزواج بإرادة واعية من المرأة. غير مشوب بإكراه او تهديد او سلطة إذعان. زواج الغصب والإكراه والإذعان تحت سطوة الحاجة (ات) المادية والجسدية والاجتماعية، وعدم التكافؤ في السن، والثقافة – ولو بأبسط الصور – وجهل الزوجة عن ماهية الزوج وشكله وبواطن نزعاته، لا يعدو غير بغاء مقنع، سرعان ما ينفسخ عقده عند اول فرصة متاحة للهرب.
السطور الأخيرة: الرجال يزرعون الحنظل
نشر في: 12 سبتمبر, 2012: 08:25 م