ايوب العراقي بات الناس في حيرة كبيرة من امرهم وهم يشاهدون الكثير من الظواهر التي لايفسرها ابسط منطق ولا يصدقها ابسط عقل، وباتت من الالغاز العصية على الحل، وقد كتبنا هنا على هذه الصفحة وعلى غيرها من صفحات(المدى)
ان هنالك خللا متكررا سنظل نرصده ونلح على الاشارة اليه حتى تستجيب الجهات المسؤولة لعدم تكراره. وواحدة من تلك الظواهر التي تتنافى مع المنطق ويستنكرها العقل، ان وزارة التربية تقوم كل عام بحملة(أعمار) للابنية المدرسية.. تشمل أصلاح الاسيجة الخارجية وطلائها وكذا الجدران الداخلية والمشتملات الاخرى داخل وخارج تلك الابنية، وأضافت اليها مؤخرا القضاء على وجود الساحات المخصصة اصلا للنشاطات الرياضية والاحتفالية، من خلال اضافة ابنية جديدة من غرف الصفوف في محاولة منها لاستيعاب الاعداد المتضخمة من الطلبة.. ومن الطبيعي ان تصرف مليارات الدنانير لانجاز كل ذلك. وبمحاكمة عقلية بسيطة مستندة الى الوقائع والارقام، غالبا ما تتعرض معظم تلك الترميمات الى التلف السريع، لرداءة المواد المستخدمة في انجازها، كما ان المقارنة بين حجم النقص الحاصل في عدد الابنية المدرسية، في طول البلاد وعرضها، فضلا عن انتشار ابنية الطين المدرسية في معظم المحافظات العراقية،سيما الجنوبية منها، يجعلنا نتساءل عن (الحكمة) العظيمة وراء التخطيط والتنفيذ لتلك الانجازات ومن ثم استمرار الهدر في المال العام بسببها، في الوقت الذي - وببساطة متناهية- يمكن تخصيص اموال تنفيذ ترميمات عدة مدارس لبناء مدرسة جديدة وفي النتيجة سنجني عدة فوائد منها التخفيف من الاكتظاظ الطلابي الذي فاق الحدود، والمعالجة النسبية للنقص الكبير في الابنية المدرسية، والامتصاص النسبي لاعداد الكوادر التعليمية والتدريسية التي اسماؤها في الحصاد ومناجلها مكسورة.. وغيرها من الفوائد.