إياد الصالحي بالرغم من الخسارة المؤلمة التي تعرض لها منتخبنا الوطني لكرة الصالات امام نظيره اللبناني في اللقاء الختامي لتحديد بطل غرب آسيا في صالة نادي الغرافة الرياضي إلا إن ما قدمه لاعبوه أثناء منافسات التصفيات يستحق الإشادة حقاً لما مرّ به المنتخب من تحولات كثيرة شابتها الانتكاسات
وضعف المستويات والمزاجية في تسمية الملاكات التدريبية واللاعبين قبل ان يتمكن الدكتور اسعد لازم من تحديد هوية المنتخب الفنية ودفعه للمنافسة بقوة للعب في نهائي الدوحة.لا يمكن التقليل من شأن المنتخبات التي واجهها العراق في التصفيات سيما انها اعدت صفوفها منذ فترة طويلة ودخلت معسكرات كثيرة ، وزادت من خبرة لاعبيها لاسيما ان اللعبة تمتاز بالحركة السريعة وتبادل الكرات في مساحة ضيقة وسط تكتل دفاعي لا يتيح التسديد بسهولة على المرمى الا في غفلة من المدافعين ، وعليه فان التحضير للتصفيات كان في اعلى مراحله بالنسبة لقطر والكويت ولبنان ، فضلا عن استعانة هذه الفرق بلاعبين محترفين في دورياتهم ما أعانهم كثيراً على تسجيل نتائج تنسجم مع مستوى الإعداد ومبالغ الإنفاق على المعسكرات ولوازم تأهيل اللاعبين.حقيقة ان كرة الصالات في العراق بحاجة الى دعم كبير ليس من اتحاد الكرة كونه الجهة المسؤولة عن تطوير المنتخبات وتوفير سبل مقومات نجاحها في البطولات الآسيوية فحسب ، بل من اللجنة الاولمبية الوطنية وبشخص رئيسها رعد حمودي الذي يعي اهمية تبؤّ العراق المراكز الأولى آسيويا وما ينعكس ذلك على ضرورة توسيع القاعدة وإطلاق دوري الفئات العمرية يبدأ من سن العاشرة مثلما تهتم دول اسبانيا والمانيا والصين اليوم في صناعة عشرات النجوم الكبار بعد سنوات قليلة من اطلاقهم في دوري الناشئين .والمناشدة موصولة الى وزارة الشباب والرياضة أيضا للتخطيط في كيفية استثمار بعض الابنية التابعة لمديرات الشباب لإنشاء صالات خماسي الكرة وتشجيع الموهوبين على ممارسة اللعبة عبر مسابقات تخصص لها جوائز مشجعة تشرف عليها لجنة متخصصة باللعبة من اتحاد الكرة في بغداد والمحافظات تنتقي العناصر المؤهلة للعب في المنتخبات الوطنية .ولا ننسى دور الأندية الرياضية التي تهتم بالعاب الطائرة واليد والسلة ، لابد من رعايتها هذه اللعبة ايضا بتشكيل فرق جديدة بأعمار صغيرة ليتسنى لها المنافسة في البطولات المحلية واكتشاف لاعبين مميزين من الممكن ان يأخذوا طريقهم الى المنتخب الاول ، ويكون دعمهم للفريق موازياً لما يناله الاول في بطولة الدوري الممتاز.اما على صعيد المنتخب فالاستحقاق القاري الصعب الذي سيجري في اوزبكستان منتصف نيسان المقبل يحتم على المعنيين توفير افضل المعسكرات له مع تذليل المعوقات التي تواجه المدرب واللاعبين ولا ننسى دور الدكتور اسعد لازم في استثمار الوعاء الزمني المتبقي لمضاعفة جهوده مع اللاعبين ، لان تصفيات الدوحة أكدت بما لا يقبل الشك وجود ضعف في الشكل التكتيكي العام للمنتخب بسبب قلة اللياقة البدنية والخبرة وسوء تعامل بعض اللاعبين مع الوقت لاسيما عندما يتقدم المنتخب على منافسه في الشوط الاول نلاحظ تراجعاً غير مبرر واستسلام غريب كشف عنه لازم أثناء توجيه لاعبيه في المباراة النهائية وارتفع صوته بانفعال قائلا : ماذا جرى لكم .. هل تلعبون الكرة أول مرة .. لماذا لا تضغطوا على المنافس في ملعبه ؟ تساؤلات مريرة بآهات كثيرة تشكل عبئاً ثقيلاً على طموحات اللاعبين في مجاراة الفرق والفوز عليها باعتبارهم يشعرون بالعجز على ايقاف مفاتيح سيطرة الهجوم المقابل وصعوبة تدوير الكرة وسط القاعة الأمر الذي يدفع البعض لارتكاب الأخطاء نتيجة نرفزته وارتكابه في التعامل المنطقي مع المناولة او التسديد.واذا كان هناك من يستحق لقب ( رجل التصفيات) فانه حارس منتخبنا البطل عطيل خليل الذي واصل عطاءه للمنتخب منذ عام 1999 وما زال باندفاع وشجاعة وندية قلّ نظيرها من نجوم العرب الآخرين ، واستحق كلمات الإطراء التي ادلى بها الاشقاء عبر قناة الدوري والكأس ، واثبت انه امتداد لجيل العمالقة بين الخشبات الثلاث وإن اختلفت مساحة الملعب ، فالأيدي العراقية الأمينة تحرس سمعة الوطن وتقطف ثمرة النصر برغم تكالب المعاناة وآلام القهر!.Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: آهات كرة الصالات!
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 06:08 م