TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:حاروكة

نص ردن:حاروكة

نشر في: 14 سبتمبر, 2012: 09:22 م

 علاء حسن العراقيون  اعتادوا ومنذ زمن بعيد على تعليق خيباتهم وفشل تحقيق تمنياتهم على الاخرين ، فاحدهم يقول فلان حركني ، ومن شفت "الحاروكة " ضاع الامل والعمل ، ويعبرون عن القضايا المستعصية الصعبة  بالقول ،  التفت عليها الحية،  وحينما يسمع الشخص صوت طائر الططوة يردد "سجينة وملح " وللغراب الحصة الاكبر في اثارة مشاعر الخوف والقلق ، وعند سماع نعيقه ترتفع الاصوات "فال الله ولا فالك ".
rnاعضاء الفرقة القومية للتمثيل في عقد السبعينات كانوا يطلقون على احد زملائهم لقب "حاروكة " لاعتقادهم بانه وراء كل  حدث سيىء، فالعمل المسرحي الذي يشترك فيه ربما يمنع من قبل الرقيب في ليلة العرض ، وهذا ما حصل في مسرحية دائرة الفحم البغدادية لمؤلفها عادل كاظم ومخرجها الراحل ابراهيم جلال ، وعندما كانت الفرقة داخل الطائرة للسفر الى الكويت للمشاركة في فعاليات الاسبوع الثقافي العراقي هناك ، وقبل دقائق من اقلاع الطائرة ، الغيت السفرة بسبب موت امير  الكويت مطلع عام 1978 ، فتوجهت الانظار الى زميلهم "الحاروكة " وتلقى  تعليقات من العيار الثقيل وكأنه السبب في موت الامير ، واعتاد الممثل الراحل كامل القيسي  متابعة مباريات فريقه القوة  الجوية في ملعب الشعب ، واثناء حضوره احدى المباريات مصطحبا معه "الحاروكة " خرجت الكرة من حارس مرمى القوة الجوية انذاك كاظم شبيب فدخلت مرماه ، وحينها نظر الراحل القيسي الى زميله ، وعاتبه بنظرات معناها انه السبب في خسارة الفريق ، وليس حارس المرمي الذي "كول على روحه " وما يذكره اعضاء الفرقة عن زميلهم انه اثناء تصوير فلم القادسية بموقع التصوير في مدينة الحبانية  تمكنت اللبوة من الخروج من قفصها وكادت تفترس الممثل جواد الشكرجي .rnومثل هذا "الحاروكة" موجود في كل الاوساط ، وخصوصا  السياسي،  ولكن لا احد يستطيع الاشارة اليه ، خشية اندلاع ازمة سياسية قد تجر البلاد نحو منحدر خطير ، وواقع الحال وفي ظل الاوضاع الراهنة في البلاد ،  يؤكد ان"  الحاروكة " موجود في كل حزب وتنظيم ، وغالبا ما تثير تصريحاته الخلافات ، وتهدد النظام الديمقراطي ، وحينما يسافر الى الخارج يأتي بازمة اقليمية ، فيجعل علاقات بلاده متوترة مع دول الجوار على الدوام ، ومن فضائله على العراقيين انه كثير التحذير من تدهور الاوضاع الامنية ، وهذا "الحاروكة السياسي " يصر دائما على اجراء التعديلات الدستورية ، ويتطلع ليكون الرئيس المقبل للبلاد ، وحينذاك سيقرأ العراقيون سورة الفاتحة على الديمقراطية،  لان "الحاروكة" اصبح رئيسهم ، وجعل صوت الططوة نشيدهم الوطني ، الانتخابات المحلية مقبلة والتشريعية  هي الاخرى موعدها يقترب  ولاشك ان المشهد السياسي  السياسي سيستقبل  وجوها جديدة ستاخذ مواقعها في الجهاز التنفيذي ، وليس من المستبعد ان يكون احدهم "حاروكة "rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram