TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل:أحلام عصافير يا سيد كوبلر!

شناشيل:أحلام عصافير يا سيد كوبلر!

نشر في: 14 سبتمبر, 2012: 09:38 م

 عدنان حسينفي اليوم العالمي للديمقراطية الذي يصادف اليوم، أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في البلاد مارتن كوبلر عن حلم شخصي نبيل له في أن يكون بوسعه بعد ستة أشهر من الآن عند تصفّح الإنترنت قراءة تعليقات للشباب العراقيين يتبادلونها مع بعضهم البعض حول أفضل المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي التي لم يزل أمرها على كف عفريت.
rnوقد جمح الخيال بالسيد كوبلر إلى الحد الذي قال فيه في مقال له بالمناسبة (منشور في ص 18 من "المدى" هذا اليوم) انه يريد أن يرى "صوراً للنساء في نشرات الأخبار جنباً إلى جنب مع أفراد عائلاتهن وهن متلهفات للإدلاء بأصواتهن في الانتخابات. أريدهم جميعاً أن يشعروا بالثقة في العملية الديمقراطية في العراق، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يصبح بها العراقيون قادرين على بناء مستقبل أفضل لأنفسهم".rnجزيل الشكر أيها السيد المحترم على هذه الأحلام الجميلة التي يشاطرك فيها 99.9 بالمئة من العراقيات والعراقيين، لكنني سأخبرك بأسف بأنها أقرب إلى أن تكون أحلام عصافير، ذلك أن النسبة المتبقية من العراقيين (0.01) لا تشاطرك وإيانا الأحلام نفسها والمطامح عينها، وهؤلاء هم أفراد الطبقة السياسية المتنفذة في السلطة، على اختلاف كتلهم وائتلافاتهم وأحزابهم وميليشياتهم. rnهؤلاء لا يريدون لنا أن نثق بالعملية الديمقراطية كما تريد، ولا أن نكون قادرين على بناء مستقبل أفضل لأنفسنا كما تتمنى. أنهم غير ديمقراطيين، بل هم معادون للديمقراطية، فلا يريدون قيام نظام ديمقراطي في البلاد. وهذا لأن الديمقراطية تعني عدم دوامهم في كراسي السلطة. وهذا أيضاً لأن الديمقراطية تعني قيام دولة القانون وتطبيق مبادئ الحرية والمساواة، ما يقضي على نظام المحاصصة الطائفية والقومية والتوافق الحزبي والعشائري والشخصي. وهي (الديمقراطية) تجعل القضاء مستقلاً وتُرغم السلطة التنفيذية على الشفافية، ما يعني بدوره عدم القدرة على الفساد والإفساد المالي والإداري والسياسي، وهذا كله لا تريده طبقتنا السياسية المتنفذة، وبخاصة أكثرها رفعاً للصوت عن الدين وقيمه وعن حميد الأخلاق. rnأفترض أيها السيد كوبلر انك تعرف هذا وتُدركه جيداً كما نحن، فعمر ممثليتكم في بلادنا بعمر العملية السياسية العرجاء العوراء الشوهاء التي أقامتها الولايات المتحدة، وكانت منظمتكم الدولية شاهداً عليها.. شاهداً من النوع الذي ليس في وسعه أن يضع النقاط على الحروف وينطق بالحقيقة كما هي، فيلجأ الى التعبير عن أحلامه وأمنياته ورغباته وطموحاته، كما تفعلون أنتم الآن في المناسبة الجليلة التي تصادف اليوم، مناسبة اليوم العالمي للديمقراطية.rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram