بغداد/ نورا خالد يوم الجمعة من كل اسبوع، اذا ما مررت بسوق الغزل، تشعر وكأنك في عالم آخر، عالم كله جمال مليء بالحيوانات الأليفة، التي تثير النفس مثل العصافير والطيور بأنواعها، وكذلك الحيوانات المفترسة التي تجدها في السوق أكثر من أليفة، وهي تقبع قرب صاحبها وهو يعلن عن بيعها.
ففي يوم الجمعة الماضي كانت لنا جولة بين هذه الحيوانات في هذه السوق، لمعرفة المزيد عنها وكيف تتم عملية الشراء والبيع. زياد عمران كان يحمل قفصاً كبيراً فيه أنواع مختلفة من الدجاج، سألناه عن الذي يشتري هذه الأنواع من الدجاج فأجاب: سابقاً لم يكن لبيع الدجاج وجود في السوق، ولكن في السنوات العشر الأخيرة بات بيعه شيئاً طبيعياً، وله مريدوه. وعن كيفية الحصول على هذه الكمية من الدجاج اسبوعياً قال زياد وهو شاب في العقد الثالث من عمره: أجمع هذه الكمية من الدجاج اسبوعياً من الأسواق الشعبية في مدينة الصدر وباقي المناطق الأخرى، ومرات من البيوت. وفي منطقتي يعرفونني بزياد أبو الدجاج، لذلك كل من لديه دجاجة يأتي بها الي، وهكذا يتم جمع هذه الكمية. ولا يقتصر سوق الغزل فقط على الدجاج وانما هناك الطيور أيضاً التي لاحصر لها. وحدثنا عن انواع الطيور واسعارها كريم جعفر وهو من سكنة منطقة الصدرية اذ قال: هنالك انواع مختلفة من الطيور، فلكل منها لون وشكل وحجم يختلف عن النوع الآخر، وتتراوح أسعارها ما بين200- 400 الف دينار لكل زوج، حسب ندرة الطائر وجماله.فحمام الزاجل الذي كان يستخدم سابقا لنقل الرسائل بين المدن كما هو معروف، وحاليا اقتصر استخدامه على المتعة والتنافس بين مربي الطيور يصل سعر الزوج منه الى 700 الف دينار، فيما تتراوح أسعار أنواع الحمام الاخرى ما بين 25 - 300 الف دينار. وفي مكان آخر من السوق كان هناك شاب يحمل أفعى بيده، ولم يقترب منه ومن أفعاه أحد، خوفاً من ان يلدغ، نظرت اليه من بعيد وسألته عن نوع هذه الافعى ومن اين يحصل عليها ومن هم زبائنه؟ فأجابني: احصل على الافاعي من المزارع وفي بعض الاحيان من الحدائق العامة وأقوم بقلع أسنانها، لتكون جاهزة للبيع. وعن كيفية الامساك بها قال: لم أستخدم سوى يدي، اذ أخنق الأفعى وبعد ذلك أضعها في صندوق محكم وهكذا. *هل صادفك موقف وأنت تصطاد؟- صادفتني مواقف كثيرة وكادت تلدغني واحدة منها، لكني تداركت الموقف وقتها في الحال. اعرف ان هذه المهنة خطرة لكن هذا ما اعتدت على عمله منذ عشر سنوات او اكثر.في فسحة من السوق جذبتني أنواع مختلفة من الكلاب الصغيرة منها والكبيرة بألوان وأحجام مختلفة.تعرفت على أسماء تلك الكلاب من صاحبها (هادي علي) الذي قال: هناك (الدوبلير والوولف دوك)وغيرهما وتختلف اسعارها حسب انواعها اذ تصل الى حوالي مليون ديناروأحياناً أكثر. أما الأنواع الرديئة فلها أسعار اقل بكثير من هذا السعر. حينما تركت السوق شعرت أنني غادرت عالماً من الألفة.