ترجمة : عمار كاظم محمداستقل أحد الضباط العراقيين طائرة عراقية مليئة باللاجئين العراقيين المبعدين من بريطانيا في مطار بغداد وأمر مسؤولي الهجرة البريطانيين أن لا يرسلوا المبعدين بالقوة مرة أخرى طبقا لموظفي منظمة الهجرة الذين كانوا يراقبون الحادث.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد دانت عملية العودة الى بغداد وقد حدثت المجابهة حينما طارت أول طائرة لإبعاد اللاجئين من بريطانيا الى بغداد حيث هبطت الطائرة وهي تحمل على متنها 40 عراقيا وكان الضابط المحاط بسبعة من الحراس الذين يحملون بنادق الكلاشنكوف قد سأل طالبي اللجوء اذا ما كانوا يريدون العودة الى العراق أن ينزلوا من الطائرة بينما على الذين لا يريدون العودة أن يبقوا في أماكنهم طبقا لقول المفوضية العليا للاجئين العراقيين.وكان المسافرون الذين بقوا على متن الطائرة قد تمت إعادتهم إلى بريطانيا وتم وضعهم في معسكر الهجرة وقالت مفوضية الهجرة العراقية ان الضابط قد اخبر ضباط الهجرة البريطانيين ان عليهم أن يرحلوا وأن لا يحاولوا اعادة الناس بالقوة مرة ثانية. وقد طارت الطائرة في البداية متجهة الى ايطاليا وتم وضع بقية المسافرين على طائرة أخرى حيث رفض ثلاثة اشخاص العودة الى بغداد وقد تم ضربهم من قبل حراس الأمن كان من نتيجة ذلك اصابتهم بجروح وكانت المفوضية العراقية لشؤون اللاجئين قد أعلنت أن هناك ما يقرب من 130 حارس أمن على الطائرة متسائلة لماذا يضعون هذا العدد من الحراس ؟ وكان هناك بعض الجدال بين رجال الأمن البريطانيين والايطاليين.وكان المندوب السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد دان هذا الإبعاد ألقسري لطالبي اللجوء العراقيين الى بغداد وكان تغيير سياسة المملكة المتحدة في ما يتعلق بالهجرة يمثل خرقا واضحا لقوانين الامم المتحدة في العودة الآمنة للوطن. يقول لين هومير الرئيس التنفيذي لوكالة الحدود البريطانية « نحن نؤسس لطريق جديد في جنوب العراق وقد قمنا بنجاح بإعادة عشرة عراقيين الى بغداد وهذه تمثل خطوة اولى مهمة بالنسبة لنا ،فنحن نعمل مباشرة مع الحكومة العراقية لتقوية هذه الأواصر لعودة البعض من العراقيين ونتوقع تنفيذ رحلات أخرى في المستقبل».مضيفا « ان فرض العودة هو جزء مهم من نظرتنا العامة وعلى أية حال ، فإن الحكومة تفضل عودة اغلبية اللاجئين طوعا وخلال السنوات الثلاث الماضية هناك اكثر من 2500 شخص اختاروا العودة طوعا الى العراق تحت برنامج المساعدة للعودة الطوعية». وحتى الآن فالحكومة ترجع الفاشلين في طلب اللجوء إلى منطقة كردستان في شمال العراق وهي منطقة أمينة نسبيا وخالية تقريبا من التفجيرات الانتحارية التي تثير القلق في أجزاء أخرى من البلاد.المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تعارض عودة العراقيين الى وسط البلاد بسبب الأخطار التي يتعرض لها المدنيون لكن كلا من السويد والدنمارك على اية حال بدأتا بإعادة الفاشلين في طلب اللجوء الى بغداد. وقال الناطق الرسمي للمفوضية في لندن « لقد عقدنا عدة اجتماعات مع الحكومة يوم الاربعاء الماضي شرحنا فيها مخاوفنا حول عملية اعادة الناس الى المحافظات المركزية في العراق لكن معارضتنا لهذه العودة لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية حيث أنها يمكن أن ترسل اشارة خاطئة للبلدان الأخرى المجاورة للعراق مثل سوريا والأردن اللتين تحتويان على عدد كبير من اللاجئين العراقيين ما يسبب زعزعة الموجات العائدة من اللاجئين. وكانت المفوضية العليا لللاجئين العراقيين والتي تراقب عمليات الابعاد قد قالت انها تحدثت مع أحد طالبي اللجوء المبعدين وقد اخبر المنظمة قائلا» باننا لم نستطع حتى الحركة داخل الرحلة بسبب العدد الكبير من رجال الأمن وحتى الغذاء كان منتهي الصلاحية وقد اجبر عشرة منا على النزول في بغداد وقالوا لنا أن السفارة البريطانية سوف تساعدنا واعطونا مبلغ 100 دولار وتركونا وأنا الآن اشعر بالخوف الشديد من العودة الى حيث كنت أعيش، فكل شيء أخبرونا به كان كذبا». يقول سنداي بوشان الرئيس التنفيذي لمفوضية اللاجئين « اذا اعتبرنا بغداد آمنة الآن فماذا يمكن أن يعتبر خطرا ، ان وزارة الخارجية نفسها قد صرحت بأن وكالات الإغاثة السلمية وغير السياسية مثل الصليب الأحمر ليست آمنة من الهجمات ونحن نؤمن بأن الناس الذين يأتون من مناطق يكون فيها العنف وانتهاك حقوق الإنسان واسع الانتشار يجب أن يمنحوا حماية انسانية الى أن تتغير الأحوال في البلاد التي جاؤوا منها». وطبقا لأرقام وزارة الداخلية البريطانية فإن هناك 632 شخصا تم ابعادهم الى المنطقة الكردية شمال العراق فيما بين الأعوام 2005 الى 2008 وتخمن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين العراقيين أن العدد اصبح الآن ما يقارب الـ900 شخص وهناك طائرات تم استئجارها لتقوم بنقل حوالي 50 شخصا شهريا منذ بداية عام 2009. عن/ الغارديان
ضابط عراقي يتحدى مسؤولي الإبعاد البريطانيين
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 06:31 م