ترجمة: عادل العاملالروائية الألمانية هيرتا مَيلر Herta Muller، التي كانت تتلقى تهديدات بالموت في موطنها الأصلي رومانيا بعد أن رفضت أن تُصبح مخبرة للشرطة السرية خلال حكم شاوشيسكو الشمولي، قد أصبحت الآن المرأة الثانية عشرة فقط خلال 108 أعوام التي تفوز بجائزة نوبل للأدب.
و لقد أثنى عليها حكّام نوبل لتصويرها " مشهد المجردين من المِلكية dispossessed " مع " التركيز على الشعر و صراحة النثر ". و مع هذا نجد ميلر تعود باستمرارٍ إلى القمع، و الدكتاتورية و منفى حياتها، في رواياتها، و مقالاتها و قصائدها. و قد صرحت مَيلر بشأن فوزها بنوبل قائلةً إنها " مسرورة بالجائزة ، و لا تزال لا تستطيع تصديق ذلك ". و وفقاً للسكرتير الدائم للأكاديمية السويدية، بيتَر إنغلَند، فإن " الزخم الأخلاقي " للروائية ميلَر يعني أنها تستوفي المعايير للجائزة " بشكل كامل ". فهي، كما قال " من ناحية مؤلفة ذات لغة فنتازية حقاً، و من ناحية أخرى، تمتلك القدرة على إعطائك في الواقع إحساساً بماذا يعني العيش في دكتاتورية، و كذلك ماذا يشبه أن تكون جزءاً من أقلية في بلد آخر و ماذا يكون المنفى ".كما امتدح أنغلند " الدقة الشديدة بالكلمات " لدى ميلر، قائلاً " إنها ظلت تعيش في دكتاتورية أساءت باستمرارٍ المعاملة و استخدام اللغة، و قد ركز هذا لديها نوعاً من الشكوكية في نظرتها إلى استخدام الكلمات، استخدام اللغة. إن لديها دقةً رائعة التنغيم fine -tuned  جداً، جداً ".و قد نصح القراء الجدد على أدب ميلر بالبدء بروايتها  Herztier( المنشورة بالانكليزية بعنوان " أرض الخوخ الأخضر " )، التي اعتبرها كثيرون، كما قال، أفضل رواياتها، مضيفاً أن آخر رواية لها، ( كل ما أملك أحمله معي )، كانت باهرةً كلياً.   ولدت ميلر في رومانيا في عام 1953، و رفضت أن تتعاون مع جهاز أمن شاوشيسكو، و فقدت عملها كمعلمة و كانت موضعاً للتهديدات المتكررة حتى هاجرت في عام 1987. و هي الآن تعيش في برلين، حيث تسلمت الكثير من الجوائز الأدبية، بما في ذلك الجائزة الأكثر احتراماً في ألمانيا، جائزة كليست، و جائزة فرانز كافكا، و جائزة إمباك ذات الـ 100 ألف يورو لروايتها Hertzier. . و قالت ميلر إنها كتبت هذه الرواية، و هي قصة خمسة شباب يعيشون تحت نظام شاوشيسكو الديكتاتوري، " في ذكرى أصدقائي الرومانيين الذين قُتلوا تحت حكم شاوشيسكو "، و إنها كانت تشعر بها واجباً عليها. و قد دعتها النيو يورك تايمس " رواية ذات تفصيل مراقَب تصويرياً تسعى فيه المؤلفة إلى خلق نوع من الشعر من القبح الروحي و المادي للحياة في رومانيا الشيوعية". و بالرغم من أن ميلر غادرت رومانيا قبل 20 عاماً، فإنها تعود دائماً إلى موضوعات القمع، و المنفى، و الدكتاتورية في رواياتها و قصائدها، التي تتضمن أيضاً ( التعيين The Appointment )، و هي حول امرأة شابة خلال حكم شاوشيسكو تعمل في معمل ملابس، و تخيط ملاحظات داخل بدلات رجال موجهة إلى إيطاليا تقول : " تزوَّجني ". أما روايتها المنشورة بالانكليزية بعنوان ( جواز السفر )، فتتتبَّع قصة صاحب طاحونة قروي في قرية رومانية تتكلم الألمانية، يتقدم بطلب الإذن بالهجرة إلى ألمانيا الغربية.  و تدور  Atemschaukeحول صبي بعمر 17 سنة يُرَحَّل إلى معسكر أشغال أوكراني. و تقول ميلر : " إن أشد تجربة علي هي العيش في ظل النظام الدكتاتوري في رومانيا. و ببساطة فإن العيش في ألمانيا، على بعد مئات الكيلومترات، لم يمحُ من ذهني تجربتي الماضية. فلقد حزمت ماضيِّي حين غادرت، و أنا أتذكر أن الطغاة موضوع سارٍ في ألمانيا ".و قد قال بيت أيرتون، الذي نشر ميلر بالانكليزية في سيربنت تيل، أن اخبار الجائزة قد أثارته تماماً، " شيءٌ رائع و أعتقد بأنه يبيّن أن المسؤولين عن جائزة نوبل يقومون بعملهم في تنبيهنا إلى الكتابات المدهشة، و الكتَّاب المهمَلين، الذين أُسيء تقدير قيمتهم في العالم الأنكلو ساكسوني ". و قال أيضاً : " إن ميلر من الأقلية الألمانية في رومانيا و من تلك التجربة، تكتب بيانات استثنائية عن كون جماعةٍ ما أقلية عرقية في نظام حكم شمولي. لكن هذا ليس بكتابة سياسية بشكلٍ صريح؛ إنه شعري و إيجازي جدا. و هي كاتبة استثنائية ".إن الفائز بجائزة نوبل يتم اختياره بواسطة 18 عضواً في الأكاديمية السويدية، يتسلمون حوالي 200 ترشيح في بداية العام، ليقوموا بتخفيض العدد إلى قائمة قصيرة سرية من خمسة أشخاص ثم يقومون باختيار فائزهم، الذي يجب أن يحصل على أكثر من نصف الأصوات. و تُصبح ميلر الآن الفائز الـ 106 بها؛ و كان الروائي الفرنسي لي كليزيو  هو الذي فاز بها في العام الماضي.عن Guardian