غالب الشهبندركان ألبير كامو يؤكد أن قضية الانتحار هي القضية الفلسفية الأولى ، كان يكره الأسئلة الميتافيزية ،ويسخر من أجوبة الفلاسفة على الأسئلة التي تبحر في جذور الأشياء ، كان يريد أن يثبت بأن الحياة يمكن بل تستحق أن تُعاش حتى وإنْ كان الكون عبثا ..
بالنسبة لي ، أقول حتى إذا كان الكون حكمةُ فالحياة لا تُعاش ما دام هناك خبثاء جبناء منافقون ، ولم أجد أكثر نفاقا في هذه الدنيا من خلال مسح شخصي عادي مثل ( المتدينين)،أضع كلمة المتدينين بين هلالين حاصرين للغاية ،وفي روايتي التي صدرت مؤخرا بعنوان ( العودة إلى الرصيف ) ثمة قول لي ثبَّته في المتن ، وهو ( الدين حقيقة والتدين كذبة ) ، والأقوال في مثل هذه الإرسالات تُقال على ذمة النسبية وليس الإطلاق كما هو معلوم. كانت هناك مشاكل ( دعوتية ) في سوريا ، جاء وفد من الدعوة لحل هذه المشاكل ، وكان من بين القادة الدعاة صاحب المقولة العكسية التعسة النحسة ،( اليد التي تتوضأ لا تسرق ) أي خضيرالخزاعي ، نائب رئيس جمهورية العراق المسكين ، ولا أريد أن أطيل بما جرى ، حيث كان لخضير موقف ثوري رائع في نكران الذات،آتي عليه لاحقا بإذن الله تبارك وتعالى ...ولكن كان من بين المشاكل ، أن الحزب كان يتخوف أو يتوجس من محمد عبد الجبار الشبوط ، من أن يكون في نيته الانشقاق، وهو كان يدير جريدة البديل الإسلامي ، وكانت الدعوة تشك أن عزت الشابندر يدفع به بهذا الاتجاه ، والواقع كانت قيادة الدعوة بشكل عام تخشى محمد الشبوط ، ولم ترتح له ، خاصة وقد كان من جماعة سامي البدري، وسامي البدري على علاقة سيئة بالدعوة، ولهذا حديث يطول يأتي في وقته ، ولكن النقطة التي صعدت من شكوك حزب الدعوة بنوايا السيد محمد عبد الجبار الشبوط هو إشرافه على جريدة البديل الإسلامي التي كانت تابعة لعزت الشابندر بشكل وآخر ، ومهما يكن، كان كل ذلك من أسباب صراع عنيف شرس بين بعض قيادة الدعوة وبين الشبوط ، وكان ( بطل الصراع ) من طرف الدعوة الأستاذ عبد الزهرة البندر ، المشهور بـ ( أبو نبوغ ) ، وبحسب كل هذه المعطيات ، قرر الأستاذ خضير أن يسافر إلى لبنان للحديث مع السيد الشبوط ، لأن هذا الأخير قرر ترك سوريا والعيش في بيروت لأسباب ليس هنا مجال بيانها .... ما الذي حصل ؟حسب علمي كان هناك عتاب من خضير مع الشبوط ، وكان خضير واعظا من الطراز الرفيع ، والشبوط يسمع ، كان خضير يؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة الحزب ، وأن يلتزم الشبوط بقرارات الحزب ، وأن لا يعمل حسب اجتهاده ... ماذا قال الشبوط لخضير في نهاية المطاف حيث فشلت مواعظ خضير كما فشلت مع غير الشبوط ؟قال محمد الشبوط لخضير : لا يحق لك أن تتكلم معي ، لسبب بسيط ، أنك عثمان بن عفان وأنا أبو ذر ! ليس المهم هنا أن يصف الشبوط خضير بأنه عثمان ، ولكن هل حقا يستحق هذا الوصف الخطير ؟ جاء وقت ما أجلتُ الكلام عنه ...لقد اقترح الدعاة في سوريا على الحزب أن يتولى خضير قيادة العمل في سوريا ، وافق خضير مباشرة ولكن بثلاثة شروط ! الشرط الاول : أن يتقاضى راتبه بالدولار ، وحسب ما أتخطر ألف دولار . الشرط الثاني : أن يقتني جواز سفر سورياً . الشرط الثالث : أن يكون بيته في المزة أو مكان آخر يتمتع بنفس مواصفات بيته في شمال طهران .واليوم ، لست أدري ، هل ما زال خضير الخزاعي بمثابة عثمان بن عفان بتصور أخينا محمد عبد الجبار الشبوط ؟ وللحكاية تتمة ، بل تتمات !
خسرت حياتي 3..ماذا قال الشبوط لخضير الخزاعي في لبنان ؟
نشر في: 16 سبتمبر, 2012: 06:52 م