TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > "أبــــــو الكَلــــــوب" والشبــــــاب العراقـــــي

"أبــــــو الكَلــــــوب" والشبــــــاب العراقـــــي

نشر في: 16 سبتمبر, 2012: 06:53 م

حسين رشيد1أثار موضوع غلق النوادي الاجتماعية، والبارات، ومحال بيع الخمور. الكثير من الآراء بكلا الاتجاهين، بالضد والمع. وهي حالة ديمقراطية كفلها الدستور، غير المطبق، في الكثير من مواده، والمختلف عليه في الكثير من تلك المواد أيضا. مثلما كفل هذا الدستور الحريات  العامة والخاصة التي تحاول بعض الجهات التضييق عليها، لأسباب وغايات عدة.
 طوال الأيام الماضية، تناقلت وسائل الإعلام ردود الفعل، فقد كتب عنه في أغلب الصحف العراقية، مثلما تناولت الفضائيات والإذاعات الخبر كلاً حسب ماتراه وما تنتهجه من خطاب إعلامي، أو سياسي، أو ديني. لكن بالنتيجة العامة، كانت ردود الفعل، من قبل النخبة المجتمعية من أدباء، ومثقفين، وفنانين، وإعلاميين، ومنظمات مجتمع مدني، ومنظمات حقوق إنسان، مُدينة وشاجبة ومستنكرة بشدة، لمثل هكذا قرار جائر، وأفعال غير منضبطة رافقته، أقدم عليها المنفذون للأمر خاصة في ما يتعلق بالنوادي الاجتماعية مثل :الأدباء والعلوية والمشرق وآشورلاتليق ببلد تدعي حكومته إنه ديمقراطي، وأنها جاءت بطريقة شرعية وديمقراطية عبر صناديق الانتخابات.ومن أغرب ماتابعته، هو مابثته قناة الاتجاه الفضائية حين ضيفت رئيس لجنة الشباب والتعليم في مجلس محافظة بغداد، في برنامج خاص بهذا الشأن. واللطيف في الأمر أن الضيف المسؤول كان ضيفا لحلقة سابقة، بثتها ذات القناة في الشأن ذاته، في الصولة الأولى لرجال القانون، حين أقدموا على غلق هذه النوادي ومهاجمة روادها قبل شهور. بالطبع موقف الفضائية معلوم كونها تمثل توجها ذات خطاب ديني، والمتصلون إن لم يكن متفقا معهم فهم من القريبين إلى القناة وخطابها. السيد المسؤول لم يبتعد عن هذا الخطاب كثيرا وحاول أن يكون في منطقة الوسط لكنه لم يستطع تدبر الأمر، لأسباب شتى منها عقائدية وشرعية ومصالحية. بالنتيجة فشلت القناة عبر هذا البرنامج في أن تكون مهنية ومنطقية بشكلٍ ولو من بعيد.       2السيد رئيس لجنة الشباب والتعليم في مجلس محافظة بغداد، قال عبر البرنامج، إن هناك معلومات تفيد ببيع المخدرات وحبوب الهلوسة في داخل هذه النوادي والبارات. مشيرا في ذات الوقت إلى أن نسبة تناول المخدرات ارتفعت بنسبة كبيرة عما كانت عليه قبل عام 2003. ولابد من المحافظة على الشباب العراقي، من هذه المخاطر والسموم، التي أخذت تفتك به. وهو شيء جميل أن يفكر السيد المسؤول بالشباب، في منامه ويقظته، ويشغل نفسه بهمومهم، ناسيا أن أكثرهم من غير عمل، وأن نسبا كبيرة منهم من خريجي الجامعات والمعاهد، وأنهم يقضون ساعات يوميا، بالتنقل بحثا عن عمل، ويحتملون ضوضاء سيارات المسؤول وهي تجول شوارع العاصمة، كيفما تشاء، تسير عكس السير، تستدير من أين ما تريد، وتقطع في الشارع حتى إذا كان ضوء الإشارة أحمر، لا لشيء فقط لأنه المسؤول وأحياناً موكب المسؤول. ياحضرة رئيس لجنة الشباب والتعليم البغدادية، وفروا فرص عمل ملائمة لهؤلاء الشباب من خلال مشاريع عمرانية، افتحوا النوادي الرياضية والاجتماعية والترفيهية، أقيموا دورات لتأهيلهم وتطويرقدراتهم وقابلياتهم في شتى المجالات والاختصاص من أجل أن يكونوا رجال وبناة المستقبل، أعيدوا الحياة إلى دور السينما، ادعموا حركة المسرح، أنشئوا حدائق ومتنزهات ومدناً ترفيهية. افتحوا منتديات ثقافية وفنية، وادعموا ما موجود منها الآن. وفروا ولو جزءاً بسيطاً من مستلزمات العيش الكريم والرغيد لهم ولعوائلهم، حينها  سيبتعد الشباب من تلقاء أنفسهم  عن هذه السموم، ولم يكونوا بحاجة لتوجيهاتكم ومشاعركم الأبوية، وحرصكم المسؤول ولا لصولات وجولات أمنية، لغايات سياسية وشرعية. 3ولأجل أن يعلم السيد المسؤول عضو مجلس محافظة بغداد، أن النسبة الأكبر من الشباب الذين يتناولون هذه السموم، هم من أبناء مناطق الجنوب ومناطق الفرات الأوسط، ومن بينها بالطبع محافظتا النجف وكربلاء المقدستان. و لمن يجهل السبب  نقول إن  منع الخمور، لأجل تنشط تجارة حبوب الهلوسة والمخدرات بأنواعها المختلفة، كي يبقى الشاب يدور في هذا الفلك، ولا شأن له بما يجري في البلد من تحولات وإشكالات، يكون له بها رأي وفعل. قبل فترة وجيزة دخلت بصحبة أحد الأصدقاء في مقهى شعبي في سوق الديوانية، في البدء تفاجأت بالهدوء في هذا المقهى، طلبنا الشاي ونحن نتمعن في وجوه مايقرب من أربعين إلى خمسين شابا، أغلبهم في بداية العقد الثاني جالسين في قمة الهدوء الاسترخاء، وكل واحد منهم يطلق عبر دخان أركيلته الهموم تلو الهموم. ولم يعكر ذلك الهدوء إلا صوت أحد هؤلاء المسطولين، وهو يشير إلينا: يبدو أنهم زبائن جدد. ليرد عليه زميله اسكت لا تتكلم. وعاد الثالث يهمس انتم لاتفهمون إنهم من التجار. واستمر الحديث بينهم. إلى هنا وانتهى المشهد في الديوانية، وهذا الحال يعم أغلب مدن وأحياء الجنوب والفرات الأوسط، حيث باتت المخدرات وحبوب الهلوسة، تجارة رائجة ومربحة يمارسها البعض بغطاء شرعي وسياسي. ومن بين ما يعرف الآن وشاع بشكل لافت في الآونة الأخيرة، نوع جديد من هذه الحبوب يسمى بـ(أبو الكَلوب)،و سبب تسميته أنه يسطل المتناول، لكنه يبقيه مفتوح العينين حتى إذا سطا عليه ملك النوم. إذن ياسيادة ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram