TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > حرف علّة :حلم الملوك

حرف علّة :حلم الملوك

نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 06:25 م

 عواد ناصرطبعاً، هو فيلم معروف شاهدناه، أواخر الستينات، في سينما (سميراميس) في شارع السعدون، وفي طابقها الأرضي مطعم يعرض ألذ شاورما (كص) مع الطرشي المنقوع بالعمبة والزيتون، وكتابتي عن هذه الفيلم في عمود اليوم، بمناسبة عزيزة عليّ شخصياً، وأرجو المعذرة من القراء لأنني سأقحمهم في ما هو شخصي، وأعرف، مسبقاً، أن كثيرين منهم سيقولون: "شعلينه بمناسبتك الشخصية".
rnسأحكي، قليلاً، وربما أكثر من اللزوم "أثرثر" عن ذاك الفيلم، فمخرجه دانييل مان، والذي عرف بإسم آخر هو تشاغرمان (8 آب 1912 –21 تشرين الثاني  1991) مخرج سينمائي وتلفزيوني أمريكي، ولد في بروكلين أغلب أفلامه اقتبسها من المسرح مثل (ارجعي يا شيبا الصغيرة والوشم الوردي وبترفيلد 8 آخر رجل غاضب (هذا من الروايات) وغيرها.rnبطلا الفيلم هما أنتوني كوين وآيرينا باباس، وهما نجمان يكفي النظارة اسماهما لحضور فيلم يمثلانه، وأكثر من ذلك كان هذا ذريعة لدعوة فتاة عراقية أعرفها لحضور الفيلم على حسابي ومعه صحن من تلك الشاورما اللذيذة جداً، بعد أن حسبت نقودي فوجدتها تكفي، لحسن الحظ، مثل هذه الدعوة المكلفة جداً لطالب في الثانوية الجعفرية المسائية الأهلية – شارع الجمهورية.rnكوين المكسيكي الأصل ثم الأمريكي (21 نيسان1915  - 3 حزيران  2001)، ليس ممثلاً، حسب، إنما هو رسام وكاتب. ممثلا تألق في أشرطة عدة مثل "مدافع نافارون" و "زوربا العظيم" و "فيفا زاباتا" و "أسد الصحراء ولا سترادا" وغيرها.rnنال جائزة أفضل ممثل ثانوي في فيلمين (فيفا زاباتا وشهوة إلى الأبد).rnألم أقل لكم إنني سأثرثر، اليوم، فالمناسبة وهي ذكرى أول موعد غرامي مع تلك الفتاة العراقية ودعوتها إلى (حلم الملوك) الذي لم يرق إلى حلمي أبداً، في أن تقبل بي حبيباً، أو صديقاً حميماً أو زوجاً، أو في أي صيغة اجتماعية أو جنسية يتيحها مزاجها أو استعدادها أو ظروفها التي لا أعرف عنها الكثير.rnسألتني فتاتي/ المشروع بسخف: هل تعرف قصة الفيلم؟ rnرددت بصوت يتعثر على حنجرة مرتبكة: لا، طبعاً، فأنا لم أشاهد الفيلم من قبل.rnعلقت هي: أنا أحب الأفلام العربية. أفلام عبد الحليم مثلاً.rnرددت: أنا، أيضاً، أحب أفلام عبد الحليم لكن السينما فيها عبد الحليمون متنوعون وبلغات العالم كلها.rnالصالة تغرق في الظلمة ولا يرى المرء سوى همس، أو "مسحوق همس – يوسف إدريس" ينتثر في الجوار وعلى المقاعد الفارغة والمليئة وعلى جدران الصالة.rnفكرت (= تآمرت) بأن ألمس يدها ولو بافتعال مصادفة فلم أقدر.rnكانت بنتاً ممتلئة قليلاً، ذاك الامتلاء الذي نفضله، نحن العرب، على نحافة الموديلات الشهيرات، وترتدي قميص ساتان سكرياً يكاد يدحض نعومة زنديها المكشوفين في صيف البنات والسينمات.rnلكنني قلت: "البنات والصيف" فيلم من قصص عدة إحداها لعبد الحليم وسعاد حسني وزيزي البدراوي.rnلم تجبني.rnألم أقل لكم إنني سأتداعى من حلم الملوك إلى أقذر أحلامي وأشدها وطأة على مراهق في السابعة عشرة من عمره لم يجد من تقوض له عذريته حسب قول غابرييل غارسيا ماركيز في "قصة موت معلن" – هذه اكتشفتها بعد أكثر من عشرين عاماً-.rnآيرينا باباس ممثلة يونانية ( ؟- 3  أيلول  1926) ومغنية أيضاً، اكتشفها إيليا كازان وتألقت في حوالي سبعين شريطاً سينمائياً، وتعمل حالياً، ربما، في المسرح بالبرتغال.rnأما (حلم الملوك) الذي أنا بصدده، اليوم، فلم أفهم منه شيئاً، ولا أتذكر منه أي لقطة، تلك الأمسية الغرامية المثقلة بمؤامراتي الفاشلة، لأن فتاة عراقية جميلة، كانت بجانبي، تملأ الصالة المعتمة بضوء مبهر وعطر مهموس تحت قميص من الساتان السكري وتحب أفلام عبد الحليم حافظ.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram