اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بــــــــــــلا ملـــــــل .. بـــــــــلا كلـــــــــل

بــــــــــــلا ملـــــــل .. بـــــــــلا كلـــــــــل

نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 06:36 م

rnقيس قاسم العجرشrnموسم تجاري لا ينتهي في العراق أبداً،إنه حصاد المناصب، يشبه إلى حد كبير مأتماً مستمراً يأكل فيه أصحاب البطون ودفانو الموتى ..باستمرار وبلا انقطاع..لا فسحة بين جنازة ميت وآخر ينتظر الغسل.المتغير هو الميّت فقط، لكنه ميّت بعنوان المنصب.rn
rnمرّة يموت(منصب)وزير الكهرباء فيظهر له ورثة كثيرون،ومرة يموت منصب وزير الدفاع فلا يعدو أن يكون حلقة من ضمن تواقيع لا تعني إلا تنفيذ الهامش الأول لدولة الرئيس،ومرّة يشارف (منصب)أمين بغداد،مثلاً،على الموت فيتذكر الكثيرون أن لديهم شهادة في الهندسة لعلها تطفو اليوم وتنفعهم في هذا المأتم الأسود الذي يستبطن كل الأفراح والمسرات ولذائذ المعدة وما بين الفخذين..كل سكان المناصب فانون،لم يبق منهم أحد ومعدلات التغيير فيهم هي الأعلى بين معدلات تغيير الوجوه في الديمقراطيات،إلا لذة المكان والجاه والتسلط تنتقل من المُدبر الخائف مما قد تكشفه أوراق أرشيف المنصب إلى المُقبل الذي يستأسد ليعب البطن أوراقا!.rnومرّة يكون الموت كريماً جداً فيدفع بتسعة مناصب دُفعة واحدة إلى رُواق المأتم الشاغر مثلما دفع اليوم بفريسته الجديدة،مفوضية الانتخابات، تسعة مقاعد وثيرة ذات حمايات ودفع رباعي وبلا مسؤولية سترضي الكثيرين، لكن عدد من ستثيرهم أرداف المنصب وانحناءاته أكثر.rnهنا أتذكر نائباً يقول إنه يمثل التركمان العراقيين: أن أتباعه المفترضين هم من (القومية الثالثة)...ياله من استصغار للمواطن أن يقول له ممثله في البرلمان :أنت من "ثالث" الخلق في هذا البلد، يهينه على شكل "حميـّة وعصبية" كاذبة فقط من أجل أن يستحصل وحده جباية المكون الثالث ،لم يستح أبداً أن يصم تركمان العراق(هم موجودون في العراق قبل أن يوجد شيء اسمه تركيا أو عراق) بهذا الوصم إلا لأنه فرش "شليله"ليملأه حصاداً.rnلكنه سيرضى أن يكون ثالثاً أوثالث عشر أو حتى في أعقاب الذيل الثالث بعد المئة،لا فرق لأن المعروض(أي المنصب) مستدير شهي،سيّل اللعاب وأثار الأعضاء وقلّب الخيال وداعب وحش السلطة الكامن في هؤلاء..كامن فيهم كلهم.rnتذكرت احتداداً تصنعياً أمام الكاميرا لعبه عدنان الباجه جي أيام الانتخابات فاجأ مقدم البرنامج ليصرخ في وجهه بلا مناسبة"..السنّة خط أحمر في العراق".rnبلا كلل أو ملل، ما يزال البرلمان ومن فيه يناقش مناصب الحكومة، لحكومة برهنت أكثر من مرّة أنها لا تعير له اهتماماً ولا احتراماً.rnمازال البرلمان،كل برلماني على انفراد،يستجيب لنداء طبيعته حين يرى مأتماً لمنصب حكومي شيّع صاحبه إلى مثوى التلاشي، لا يرى من المنصب إلا شغوره ويمني النفس أن يحوزه هو أو أحد حلفائه الذين حالفوه على الاقتسام أياً كانت الغنيمة.rnهذه العلائم كلها تدل،بلا مبالغة أو سوداوية على دولة لم تظهر بعد في ما ظهر منذ وقت طويل برلمانها وحكومتها.rnحين دخل رئيس الوزراء البرلمان يطرح عليهم ما رفضوه سابقاً من(قانون البـُنى التحتية)بالتمويل بالآجل دينٌ سيجعل العراق المديون الأعلى بالنسبة إلى دخله السنوي،دخل ومعه حقيبتان الأولى ملأى بالعقود الآجلة والثانية فيها ما يكفي من المناصب الشاغرة، التي لا يمكن أن يغفلها شطّار البرلمان وتجّاره.rnعرف أين ستتجه العيون وأين ستهفو القلوب rnالرجل خاطبهم بلغة يفهمونها وحدهم،احتكروها منذ زمن،حروفها مناصب وأصواتها ترن مثل المال فيما هم يخاطبون الناس بالألغاز وجمل "المسجات"الجاهزة، مخزونة في عقولهم التي لا تفكر بينما تنشغل عقولهم التي "تفكر"بقنص الطريق الأقرب لمزيد من الشفط.rnمعوقو البرلمان هؤلاء هم جزء من حائط العلة الذي يحيط بنا منذ سنوات ولا مخرج له، تجار بامتياز وناصبو أشراك متميزون،والغريب أن استبدال الوجوه جاء بمن يبزهم في الإمكانات ويتفوق عليهم بالمبررات.rnوليس لرئيس الوزراء من درجة تفوقهم سوى انه كان أفضل من أتقن ألسن هؤلاء كلهم،فكلمهم وتواصل معهم حتى خيل لهم أنه قدر يمكن"أن يعصر"ليحصدوه دون أن تكون لهم يد فوق يده، دون أن تكون لهم كلمة يكسرون بها كلمته، لأنهم طلاب مال وهو يتقن الحديث بالمال.rnلو أتيح لنا أن نبحث كيف استمر هؤلاء بلا تعب..بلا ملل ..لكن التاريخ لم يذكر لنا أن أحداً ما تعب من السلطة المفضية إلى مزيد من المال والمال المفضي إلى مزيد من السلطة.rnهؤلاء لم يتعبوا بعد ..فيما كلّ الناس منذ زمن بعيد ..تعبوا إلى حد أراهم سيغادرون فيه على شكل قوافل. rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram