TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس :شخير وتصفيق

قرطاس :شخير وتصفيق

نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 06:38 م

 أحمد عبد الحسين هناك أنباء ـ وأتمنى أن تكون كاذبة ـ عن إعادة محاكمة الهاشمي، في محاولة لإبرام صفقة بين كتلتين سياسيتين، من أجل تمرير قانون البنى التحتية الذي يراد له أن يمرّ قسراً حتى لو انقلبت الخارطة عاليها سافلها.
rnrnالأمر أكبر من كونه شائعة، لأن نائباً في البرلمان هو السيّد طلال الزوبعي قال لنا ذلك أمس، وزاد السيد النائب أن إعادة محاكمة الهاشمي أدرجت من ضمن بنود ورقة الإصلاح الدولتقانونجي التي صدعوا بها رؤوسنا.rnعظيم، أولى بوادر الإصلاح ربما تكون تبرئة الهاشمي من التهم المنسوبة إليه ظلماً وعدواناً، هل يعقل هذا؟ طبعاً ننسى أحياناً أننا في العراق ونندهش، بل نفتعل الدهشة لنوحي لأنفسنا أننا لم نزلْ بعدُ بشراً أسوياء يكترثون إذا مرت عليهم الكارثة، نندهش مما وصل إليه حالنا، نستغرب أن القضاء يمكن أن يكون تحت إمرة صاحب الأمر، رغم أننا نعرف مع أنفسنا أنْ لا سبب للدهشة، ثم نندهش أكثر من قدرة القائد الألعبان على أن يفعل أيّ شيء، أيّ شيء ليبقى وما ينطيها، ونندهش حقاً وصدقاً ونفغر أفواهنا لأن الناس كلما زادت ألعبانية القائد أحبوه أكثر وأكثر.rnيقرّب البعثيين فنغرق في صمت عميق. يحكم الهاشمي "وهو مدان بلا شك" بالإعدام فنستيقظ لنصفق، يظل ست سنوات دون أن يضع طابوقة على طابوقة فنسكت، ثم يرغب في أن يقترض 40 مليار دولار بفائدة كبيرة ليعمر البلد في اليومين الأخيرين من ولايته الثانية من أجل ولاية ثالثة فينقطع شخيرنا ونستيقظ مرة أخرى لنصفق وننام.rnاليوم يريد إعادة محاكمةٍ لم يمض عليها سوى أسبوعين فقط، وسيغطّ محبوه في سبات عميق كالعادة إن صدق الزوبعي وحدث الأمر حقاً، وإنْ لم يحدث فسيستيقظ سدنة القائد ليصفقوا ثم يناموا.rnنرجو ألا يكون كلام طلال الزوبعي صحيحاً، نتمنى أن يكون الرجل قد تسلم معلومة خاطئة، أو استنتج الخبر، أن يكون متحاملاً على المالكيّ وأراد بثّ دعاية مغرضة ضده. كلّ ذلك أهون من رؤية القضاء كرة يتقاذفها الدولتقانونجيون في مباراة بمرمى واحد ضد حارس أعمى. كل ذلك أهون من رؤية البرلمان حشداً من جامعي أموال سحت بلا رأي ولا موقف، يأكلون ويوصوصون، نرجو أن يكون الزوبعي مخطئاً فهو أهون من رؤية رئيس وزرائنا يقفز بكرسيه النطاط من اليمين للشمال ومن الشرق للغرب إلى الوسط ومعه المبخرون والمطيبون ومنشدو المدائح.rnإعادة محاكمة الهاشمي صفقة. كما العفو المنتظر عن معتقلي وسجناء جيش المهدي ليوافق التيار على "البنى التحتية"، كما قانون النفط والغاز لاستمالة الكرد، كما إعادة البعثيين، كما بؤسنا وفقرنا وافتقارنا للخدمات، كما انتظارنا الإعمار بلا جدوى، كما يأسنا من الإصلاح، كما عيشنا في ظل انعدام الحريات الشخصية، كما احتمالنا خطاباً طائفياً أصبح شرعياً وله منظّروه، كما اسوداد أيامنا وليالينا، كما صبرنا على ثرثرة الساسة وهذرهم الفارغ وكذبهم وغشهم ولصوصيتهم واحتقارهم  لنا. rnكل ذلك صفقة كبرى الغرض منها بقاء السيّد الألعبان حاكماً يتربع على كرسيه النطاط ذات اليمين وذات الشمال.  rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram