TOP

جريدة المدى > الملاحق > "صواعيد" أعذاق النخيل يلجأون إلى المدن بحثاً عن فرص عمل

"صواعيد" أعذاق النخيل يلجأون إلى المدن بحثاً عن فرص عمل

نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 06:56 م

 بغداد/ غفران الحداد"صواعيد" أعذاق النَّخيل ينتظرون موسم الإنتاج، في ظل استمرار تدني إنتاج التمور في العراق، حيث أصبحت عوائل هؤلاء العمال تعاني   شظف العيش، وهم بلا مال يسد قوت يومهم.بساتين قضاء الطارمية وقرية المشاهدة شمال بغداد تعرضت إلى قصف عنيف من قبل الطائرات الأمريكية إبان سنوات برزت فيها المقاومة
rn تارةً والهجمات الإرهابية تارةً أخرى، حيث أدت صواريخ الطائرات إلى حرق الأشجار بما فيها أشجار النخيل، ما أثّر على تدني إنتاج النًّخيل ولجوء "الصواعيد" إلى  العاصمة والمدن القريبة منها بحثاً عن عمل يدر عليهم المال ويوفر لهم لقمة العيش.rnأمجد محمد صاحب بستان نخيل بمساحة أربعين دونماً في قرية المشاهدة شكا لـ"المدى برس"   تراجع إنتاج بستانه من التمر بقوله إن "أشجار النخيل احترقت بنيران المحتل في عام 2007، ولم يعوضني أحد عنها، وأنا الآن أملك أشجاراً منتجة تعد على أصابع اليد".ويضيف إن "تدهور زراعة التمور أثر كثيراً على الإنتاج والتسويق المحلي، حيث أصبح سعر كيلو التمر ألفي دينار، ولقلة النخيل لا نحتاج الآن إلى جلب "صواعيد" النخيل بل نحصد منتجنا بالاعتماد على أفراد العائلة". ودعا محمد وزارة الزراعة إلى "دعم الفلاحين والإنتاج المحلي الذي كان بالأمس مصدراً لدول العالم في إنتاج أجود أنوع التمور، ليصبح اليوم عاجزا عن سد الطلب المحلي".rnمن جهته، بين العامل وسام المشهداني من قضاء الطارمية شمال بغداد  "أعمل في مهنة "صواعيد" أشجار النّخيل منذ أن كان عمري سبعة عشر عاماً، حيث تعلمت هذه المهنة من والدي الذي تعلمها بدوره من جدي". واضاف "بحكم أننا نسكن في الريف لم تساعدني الظروف  في إكمال دراستي لكي أعيل منها نفسي وعائلتي بعد التخرج، لذلك لم أعرف مهنة سوى العناية بالنخيل".rnوتابع "لقد تدنى إنتاج التمور لهذا العام، ما أدى إلى أن يصبح عدد كبير من العمال عاطلين عن العمل، لذلك تركت مهنة "الصواعيد" وعملت "حمّالاً" في سوق الشورجة لتوفير لقمة العيش لي ولعائلتي".rnوأكد "رغم أن أجرة العمل زهيدة ولاتتناسب مع الحر اللاهب، حيث لا تتجاوز 15 ألف دينار". زراعة النخيل وإنتاج التمور في قضاء الطارمية كانت تشكل مصدر عمل للكثير من الأهالي وموردا للعيش بصورة مباشرة وغير مباشرة للفلاحين والملاكين وأصحاب المكابس والعاملين فيها والتجار وأصحاب وسائط النقل وغيرهم.rnالفلاحة نسمة أحمد من قرية النباعي قالت لـ"المدى برس" "أعمل  مع فلاحات القرية في قطع أعذاق التمور، وللأسف أصحاب البساتين لا ينصفوننا من ناحية الأجور، بحجة أن إنتاجهم قليل هذا العام".rnوأضافت "ماذا سأعمل وكيف سأعيش، فبرغم قساوة العمل أحتاج لأجرة عملي، فليس لدي بديل عن ذلك، وستزيد معاناتنا في البحث عن فرصة عمل في العاصمة أو في محيطها بأجور يومية عند انتهاء موسم التمور". وتابعت "الحياة صعبة وأنا مسؤولة عن عائلة كبيرة تتكون من سبع بنات وولدين، فبعد استشهاد زوجي على يد الميلشيات المتطرفة التي استهدفت كل العسكريين الذين كانوا يعملون في الجيش السابق، بمن فيهم الطيارون الحربيون إبان الحرب العراقية- الإيرانية".rnالمهندس الزراعي عبد الرحمن احمد قال لـ"المدى برس" إن "هجرة "الصواعيد" من الريف إلى المدينة بحثا عن عمل ليس بسبب انتهاء موسم التمر فقط، بل بسبب قساوة العمل نفسه أيضا".rnوأضاف إن "ارتقاء النخلة ما زال يتم بواسطة المرقاة التي تدعى "الفروند"، على الرغم من دعوة البعض إلى استخدام الماكنة في هذا المجال، إلا أن هذا الأمر يتطلب إعادة تنظيم البساتين، وهذا أمر في غاية الصعوبة".rnوأشار إلى أن "كل ذلك جعل العمل في البساتين مرهقا خاصة بالنسبة للأحداث والنساء وكبار السن الذين يشاركون في بعض مراحل العملية الإنتاجية ،ومع ذلك ورغم الإرهاق فإنهم يتمنونه لأنهم لا يجدون عملا غيره.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram