ديرة اسماعيل خان / اف بفقد شراف خان الامل بعد ان عاش بائسا طيلة سنوات خاضعا تارة لسيطرة حركة طالبان وطورا للقوات الباكستانية التي انتهت عملياتها العسكرية السابقة بالفشل.وقال الراعي البالغ من العمر 45 عاما بعد ان جمع ممتلكات عائلته بالكامل في حافلة صغيرة "لا بوادر ان هذه العملية ستحقق نجاحا. انها مجرد استعراض".
واضاف "لقد امضينا السنوات الاربع او الخمس الاخيرة في بؤس. وبالنسبة الينا لا الجيش ولا طالبان صالحان".وكان خان المتزوج والاب لطفل عمره 18 شهرا، يتحدث بعد رحلة مضنية استمرت ثلاثة ايام مع عائلته اجتازوا خلالها طرقا جبلية لتفادي اي حواجز للجيش او طرقات مقطوعة او حظر التجول المفروض خلال الليل. وخان واحد من 110 آلاف و500 شخص على الاقل هربوا من وزيرستان الجنوبية حيث شن الجيش هجوما واسعا اعلن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني انه سيوجه "ضربة قاضية" للمتمردين الاسلاميين. الا ان الشك يعتري الذين شهدوا سابقا هجمات للجيش الباكستاني في المنطقة القبلية الخارجة عن سلطة الحكومة المباشرة.وقال امان الله مسعود وهو اب لستة اطفال "الامر اشبه برواية ابطالها عسكر وطالبان لكننا نحن من يعاني فعلا من الوضع".واضاف مسعود المزارع المتحدر من كانيغورام معقل حركة طالبان في وزيرستان الجنوبية انه فر مع افراد عائلته ال15. وتابع "لقد شهدت منطقتنا قصفا شديدا. وكان الاطفال يبكون لان الصوت كان هائلا".ويحاول الذين تمكنوا من بلوغ ديرة اسماعيل خان المجاورة لوزيرستان ان يحشروا ما امكن من مقتنياتهم في الشاحنات او الحافلات صغيرة التي نقلتهم الى بر الامان.وبالاضافة الى اسرة الاطفال الخشبية والمراتب وادوات الطهي، احضر البعض ماعزا ودجاجا.واكتظت كل عربة ب 12 الى 14 شخصا معظمهم من النساء والاطفال.واشتكى العديد من الالم والارهاق بعد ان اضطروا الى قطع قسم من الرحلة سيرا على الاقدام. واصيب البعض بامراض معوية بعد ان اضطروا الى شرب مياه موحلة.وتستغرق عادة الطريق بي بلدتي جاندولا وتانك ست ساعات الا ان الجيش قطع الطريق الرئيسية وفرض حظر تجول على تانك.وقال محمد ياسين وهو مزارع قدم الى ديرة اسماعيل خان من كانيغورام ان رحلته مع افراد عائلته ال14 من بينهم اطفاله الخمسة استغرقت ثلاثة ايام.واضاف ياسين الذي يعرج بعد اصابته في غارة في 2004 ان سكانا من قريته اصيبوا بجروح امام عينيه بسبب الغارات الجوية.وتابع "لقد استأجر اناس من قريتنا ست عربات وبدأت المقاتلات بالاغارة بمجرد ان غادرنا. ودمرت العربات امامنا بالكامل. لقد رأينا جرحى وقيل لنا ان 11 شخصا قتلوا".ومضى يقول "ان العمليات العسكرية لم تنجح ابدا في المنطقة. اذا ارادوا تحقيق نجاح عليهم ان يستعينوا بالسكان المحليين الا ان هؤلاء لا يدعمون الهجوم".وفي محاولة لزرع الشقاق، القت القوات الباكستانية منشورات من الجو لتحث قبيلة زعيم حركة طالبان حكيم الله محسود على التمرد عليه والانضمام الى صفوف الحكومة.وجاء في المنشورات ان "هدف الجيش تأمين فرصة لقبيلة محسود ان تعيش في سلام واطمئنان".لكن بدل البقاء للقتال، يهرب العديد من الناس من منطقة المعارك ويلجأون لدى اقارب او يستأجرون مساكن بشكل مؤقت.واشار مسؤولون باكستانيون ومن الامم المتحدة الى نزوح 110500 الف شخص من وزيرستان الجنوبية منذ اب الماضي. الا ان غول افضل افريدي ضابط شرطة ديرة اسماعيل خان يقدر ان الرقم اقرب الى 150 الفا.وهو يتوقع في الوقت الحاضر ان يعود النازحون الى قراهم بعد ان يهدأ القتال.وقال لوكالة فرانس برس "لا خطة لدينا لاقامة معسكرات لانهم لا يريدون ان يسكنوا في معسكرات".
تقرير اخباري: باكستانيون يفرون من هجوم القوات الحكومية بعد أن فقدوا الأمل
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 06:50 م