TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من داخل العراق: بـ"المقلوب "!

من داخل العراق: بـ"المقلوب "!

نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 08:16 م

 وائل نعمةيكفيك تجوال يوم واحد في بعض مناطق العاصمة لتكتشف العجائب وترى اوضاعا تسير بالمقلوب دون الحاجة الى مراسل صحفي ينقل لك مايحدث في الشارع من سوء الاوضاع الخدمية."المقلوب الأول "  في بغداد هو في عدد اللوحات التي ثبتت بعناية على بعض المشاريع في عدد من احياء العاصمة توضح زمن بداية المشروع والفترة اللازمة لانجازه
لكن الحقيقة ان الكثير من تلك المشاريع زمنها يعود الى العام  2008 والمشروع يستغرق ستة اشهر حسب ماجاء في اللوحة ولازال المشروع "حجر اساس "،بالمقابل الحكومة تتهم المقاولين المسؤولين بالهروب خارج البلد دون تنفيذ المشروع وتصف الشركات التي ترسو عليها مهمة التنفيذ بالوهمية، فما حاجتنا اذن الى 37 مليارا التي تطلبها الحكومة  للنهوض بالبنى التحتية اذا كان السبب بـ"اخلاق " المقاول والشركات؟! "المقلوب الثاني " منطقة مثل الحسينية في شمال بغداد تحصل على اسم حي الزهور وهي بدون ماء وكهرباء وخدمات صرف صحي. ولايعلم المسؤولون في المنطقة عن سبب التسمية."المقلوب الثالث " يترك شارع مليء بالحفر دون "تبليط " فيما تقوم الدوائر البلدية بحفر اخر سليم، او تختار رصيفا نظيفا لم يمر على وضعه عام واحد وتقلعه من جذوره لتضع اخر يشل حركة الشارع لاكثر من عامين!"المقلوب الرابع " في منطقة بغداد الجديدة التي تضم شارعا طويلا شمله التأهيل قبل عام يسمى شارع المسبح فيه عدد كبير من المحال التجارية يربو على المئة، الشارع مغلق منذ اربعة ايام لان احدى العشائر اختارت ان تقيم "جادر " العزاء في وسط الشارع مما سبب اغلاقه بالكامل وقطع ارزاق اكثر من 40 محلا تجاريا، المشكلة تكمن بان القوات الامنية وشرطة المرور بدلا من ان تمنعهم من غلق الطريق وقفت لتحميهم وتأكل من "ثواب الميت "!"المقلوب الخامس " قامت امانة بغداد والدوائر البلدية ومجلس المحافظة مشكورين بوضع اعلانات باحجام كبيرة في الشوارع تنصح المواطن بعدم رمي الاوساخ في الاماكن غير المخصصة ووضعها في الحاويات – التي سرقت في الكثير من المناطق وتحولت الى سلة مهملات منزلية – وقبل ان تكمل قراءة الاعلان تمر سيارة نوع "بيك اب " مكتوب عليها اسم احدى الدوائر البلدية ليرمي سائقها "قوطية الببسي " بقوة في الشارع فتصيب سلة المهملات المرسومة على اعلان البلدية!"المقلوب السادس " ان ترى سيارة شرطة مرور تشعل صفارة الانذار وتمر بعكس السير "رونك سايد " وتزاحم السيارات لينزل افرادها مقابل مطعم "باقلاء بالدهن "!و"المقلوب الاخير " ان تتحول من مريض في احد المستشفيات الى عداء تبحث عن الدواء والمغذي الذي نفد "الآن " من المستشفى، وتتحول الممرضة من "ملاك رحمة " الى سمسار قطن وشاش!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram