سعد المشعلما زال الحظ العاثر يقف ضد الكرة العراقية لسنين طوال وسلسلة النكسات التي تعرضت لها ما بعد الوصول الى نهائيات كأس العالم في المكسيك عام 1986 وكيف لم تثنِ من العزيمة والإرادة والروح الوطنية العراقية وإصرارهم للعودة الى روح المنافسات لتعود منتخباتنا الوطنية في كل مرة أقوى من السابق ،
فالضربات التي لا تقتل تجعلك أقوى وهذا ما أظهره منتخبنا في كل منافسة وبالذات هذه المرة وبالتحديد في التصفيات الأسيوية المؤهلة لكاس العالم البرازيل 2014، إذ لم يتوقف إبداع منتخبنا الوطني وخصوصا أمام الكومبيوتر الياباني في أقوى مباراة واجهتها كتيبة الأسود حتى الآن ، نعم إنها جرأة المدرب البرازيلي زيكو التي كانت حاضرة وأثلج من خلالها كل الجماهير العراقية حين أطلق صرخته المدوية على أرض سايتاما وأمام الآلاف من الجماهير اليابانية المتواجدة ليعلن عن ولادة منتخب عراقي شاب وفاجأ فيه زاكيروني مدرب المنتخب الياباني ولاعبيه وجماهيره ، بل فاجأ كل محبي ومشجعي منتخب الرافدين وكان موضع احترام كبير أمام البعبع الآسيوي وأخطره مرات عدة ، ولكن أعود وأقول: إن الحظ لم يحالفه بتسجيل أي هدف من كل الفرص الخطيرة الثلاث التي سنحت للاعبينا وقدم مستوى كبيراً وعطاءً ملموساً وكان شبابنا في قمة عطائهم برغم ان البعض منهم يشاركون للمرة الأولى.نعم أدرك زيكو جيدا بأن الإرادة والغيرة الوطنية متخمة في نفوس لاعبي منتخبنا الوطني فملكته الجرأة وزج بكتيبة الشباب ولم يفرق بين الكبير والصغير ولا بين لاعبين الخبرة أو الوافدين الجدد في صفوف منتخبنا الوطني فزج بلاعبي الشباب وأثبتوا لزيكو بأن أرض الرافدين مليئة بالمواهب ، بل منجم ذهب وتستطيع أن تستخرج منتخبات من مناجمها لو أحسن التخطيط لها.السؤال هنا الذي يدور في خلد كل مَن تابع مباراتنا الثالثة في هذه المرحلة من التصفيات المونديالية : هل جرأة زيكو كانت تنقصها الحكمة أم كان في عين الصواب لو كان مدربنا الكبير قد عزز منذ البداية ببعض المحترفين كما فعلها في الشوط الثاني التي تعد التشكيلة المثالية بشرط إشراك علي رحيمة بدلا من كرار ووجود نشأت لاعب ارتكاز ومساند كبير وقادر بقوة على ربط خطوط الفريق الثلاثة أضافة الى مشاكسة يونس في قلب الهجوم الذي نتمنى إن يكون بذات الهمة التي ظهر بها لكان لمنتخبنا كلام آخر في هذه المباراة ولو أحسن لاعبونا الشباب في استغلال أية فرصة لصدمت اليابان برجال الرافدين وأنقلب تشجيع الجماهير اليابانية لهم ، والمعروف عنهم أنهم يساندون من الذي يقدم الأفضل بكل تأكيد ؟ مضت السنون ولم يتغير إصرار لاعبينا وثقتهم بأنفسهم ، بل بزغت نجوم جدد وأسماء متميزة عوّضت رحيل نجوم أخرى وأعلنت عن بداية جيل ذهبي آخر. إن الحظ العاثر طالما وقف بوجه منتخبنا في التأهل الى نهائيات كأس العالم مرات عدة ، فهل يا ترى سيتغلب الجيل الذهبي الذي صنعه زيكو على الحظ العاثر ويتوج مجهوداته في هذه التصفيات وأن يقدم لاعبونا مستوى طيباً في مبارياته الخمس المتبقية التي يستهلها في تشرين الاول المقبل أمام الكنغر الاسترالي ويتوجوا بنشوة الانتصار ليعيدوا رونق الكرة العراقية وتحقيق ذلك الحلم الكبير الذي ما زال يراودنا.بالطبع مناجاة وحس مدربنا الفني زيكو اتجاه اللاعبين الشباب قد منحت دفعة مهمة علاوة على كونها قيمة لحركة منتخبات الشباب بأسرها ليعتمد اتحاد كرتنا الاهتمام بالمدارس الكروية وتكوين منتخبات شباب لها قيمة حقيقية واختيار الأفضل ليكونوا خير نواة لمنتخبنا الأول ليلتحقوا بكتيبة الشباب التي زج بها زيكو في الخط الأول والذين قدموا العرض الكبير وكسبت الجميع الشجاعة والأمل.
رأيك وأنت حـر: بداية عصر ذهبي
نشر في: 18 سبتمبر, 2012: 06:55 م