محمد مزيد صفعة قوية وجهت أمس الى الرئيس الافغاني حامد كرزاي بإعلان لجنة مراقبة الانتخابات المدعومة من جانب الامم المتحدة باكتشافها ادلة " لا يرقى اليها الشك بوقوع تزوير واسع النطاق في الانتخابات التي جرت في شهر آب الماضي".
وقالت تقارير اللجنة ان ثلث الأصوات التي حصل عليها كانت باطلة.هذه الصفعة جاءت نتيجة إمعان فريق كرزاي في التلاعب بأصوات الناخبين ضد المرشح الرئاسي المنافس عبد الله عبد الله الذي حصل على نسبة أقل من 30%، فيما حصل كرزاي على نسبة 55%، ووفق هذا الاعلان، سيبطل من نتيجة الرئيس نسبة معينة ما يجعله أقل من 50% وهذا يعني احتمال إعادة جولة الانتخابات بين الرجلين حصراً.نعتقد أن أفغانستان في ظل أوضاع سياسية وامنية شديدة التعقيد تمر بها الآن، ستكون مقبلة على أحداث دراماتيكية، فالمتربصون بالعملية السياسية من القاعدة وطالبان يتحينون الفرص كي تفشل الانتخابات. وبالتالي تمر البلاد بالركود أو الفراغ السياسي ليقوموا باستغلالها بطرقهم الخاصة المعروفة لكي يثبتوا وجودهم.كما ان البلاد مقبلة على شتاء "ساخن" لا يساعد الناس في الإقبال ثانية على صناديق الاقتراع بالهمة نفسها التي دفعتهم أول مرة، وهذه المسألة كما يقول محللون يجب أن يأخذها ساسة كابل بعين الاعتبار.هذا بالاضافة الى ما إذا أخذنا أقوال كرزاي بأنه المدافع القوي عن أفغانستان وسط اتهامات بارتمائه في أحضان الغرب سنجدها محاولة لاستمالة الشارع الأفغاني الذي يرفض أن يسير التحالف الدولي بلاده.ان التحالفات التي عقدها كرزاي مع القبائل والأحزاب والقوى السياسية التي ترفض الوجود الغربي في البلاد دفعت به الى الاطمئنان على نتيجة الانتخابات غير ان الذي حصل بعد الضغط الدولي بضرورة فرز الأصوات وما تبعه من التزوير الذي أعلنته المنظمة الأممية، يكشف عن جانب مهم من السلوك السياسي الذي يعتنقه كرزاي أو فريقه، وهو سلوك كان قد جلب له، كما يقول المحللون، ومن حيث لا يدري تلك الصفعة.
نافذة على العالم: تزوير انتخابات أفغانستان
نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 07:02 م