اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > غزو المسلسلات الأجنبية للفضائيات العربية

غزو المسلسلات الأجنبية للفضائيات العربية

نشر في: 19 سبتمبر, 2012: 06:44 م

محمد الكحط ليس غريبا ولا شيئا جديداً أن تعرض الفضائيات العربية مسلسلات أجنبية مدبلجة أو مترجمة، فهي ليست وليدة اليوم، بل كانت طيلة عقود خلت موجودة ضمن برامج عدة تلفزيونات وفضائيات عربية، كالمسلسلات الواردة من أمريكا اللاتينية ومن بعض الدول الآسيوية وغيرها، لكن في السنوات الأخيرة
rn غدت هذه المسلسلات وتواجدها تشكل ظاهرة واضحة وخصوصا التركية منها، ولهذه الظاهرة أسباب عدة، لا بد من دراستها والإمعان في مضامينها، كونها تعدت الحدود العادية، وشكلت مظهرا جديدا في الرقم الدرامي ضمن المعروض في البث التلفزيوني العربي وأخذت عدة فضائيات تحذو بهذا الاتجاه.rnفلا بد من تسليط الضوء على هذه المسألة وعكس أسباب متابعتها من قبل المشاهدين، كما لا بد من التوقف عند ما تحويه من مضامين وما هي النتائج المتوخاة منها، أي ما هو الهدف من الإكثار منها ومن يقف وراء كل ذلك.rnأسئلة عديدة تدور في الذهن، علما أنني من الأوائل الذين كتب حول المسلسلات التركية حين كانت في بداياتها ومنذ مسلسل "أكليل الورد" الذي عرض لأول مرة في الـ MBC ومن ثم عرضته الفضائية التونسية، وبحق يعتبر من أفضل المسلسلات التركية المعروضة حتى الآن في الفضائيات العربية، وقد تفاءلت حينها خيرا، لكن ما جاء بعد ذلك بدد الطموحات بهذه المسلسلات، كون الاختيارات لم تكن جميعها موفقة، والمشكلة المترافقة مع هذه الظاهرة هو تراجع الاهتمام الشعبي بالمنتج والمعروض العربي من مسلسلات الدراما التلفزيونية، بعد ان كانت هي الطاغية، ولها جمهورها الكبير وما زالت طبعا، كونها تعالج مشاكل واقعية، لكنه تراجع نسبيا لصالح المسلسلات التركية.rnإن الأبحاث التي أجريت عن الدراما في الثمانينات وبداية التسعينات، أشارت إلى وجود تقدم في جمهور الدراما العربية كونها من الواقع الاجتماعي لهذه الجماهير سواء المسلسلات المصرية أو السورية وحتى الخليجية، فقد رصدت هذه الدراما العديد من القضايا والمشكلات والظواهر الموجودة في المجتمع، لكن الدراسات الأخيرة خلال السنوات الأخيرة ومن خلال المتابعة المباشرة أيضا، أظهرت أغلب النتائج أن الواقع الاجتماعي الذي تقدمه الدراما يخالف الواقع الفعلي للمجتمعات التي تشاهد تلك الدراما إلا ما ندر مما تم عرضه، أو قد تعرض أمورا سطحية من ذلك الواقع. rnففي مرحلة الثمانينات ظهرت مواضيع في الدراما كمشاكل الأسرة في الدرجة الأولى، بينما في بداية التسعينات ظهرت قضايا المافيات ومشاكل الزواج وارتفاع تكاليفه ومسألة تعدد الزوجات ...الخ، وفي نهاية التسعينات وبداية القرن الحالي تم الاهتمام بمشاكل الإدمان والجريمة والعنف والانحلال الأخلاقي ومظاهر الجشع في المجتمع، كما طرحت بعضها وبشكل محدود قضايا حساسة اجتماعيا كالممارسات غير المشروعة بين الجنسين. rnولا نريد هنا التعرض لمدى تأثير ما يعرض من دراما على المشاهدين من صغار وكبار، فمشكلة هذه الإضاءة هي توضيح الحالة التي أصبحت ظاهرة، وكون الدراما بشكل عام تعتبر من أكثر البرامج التلفزيونية التي تخاطب وتؤثر في معظم فئات المجتمع من  المثقفين والناس العاديين على السواء. rnلنطرح أسئلة أساسية نحاول الإجابة عليها:rn- ما هي أسباب الاهتمام المتزايد بالمسلسلات التركية من قبل الجمهور...؟rn- ما هي سلبيات هذه المسلسلات..؟rn- من يقف وراء اختيار هذه المسلسلات وعرضها بهذه الكثافة في الفضائيات العربية؟ وما هي الأهداف والدوافع التي يصبو إليها القائم بالاتصال من تقديم هذه المسلسلات وما هي مضامينها؟rnلا شك أن ما يجمعنا مع تركيا عوامل وظروف عديدة بالإضافة الى الموقع الجغرافي، منها اجتماعية، سياسية، تاريخية، دينية، علاقات، عادات وتقاليد متشابهة إلى حد ما، ولنضع مبدأً مهما، أننا عندما ننتقد أو نقيّم عملا فنيا ما، لا ننظر إلى من أخرجه أو أية دولة أنتجته، ولا أية لغة تم تقديمه بها، بل نقيّم العمل أولا على أساس مضمونه هل كان إيجابيا أم سلبيا، ومن ثم العوامل والعناصر الفنية من أداء وتجسيد للشخصيات وديكور وتصوير وطبيعة إخراج وسائر الأمور الفنية الأخرى، وكذلك مهما معرفة هل نجح في طريقة عرضه ليوصل للمتلقي المضمون المطلوب إيصاله بشكل مقبول وسهل دون تعقيدات فنية أو غيرهاrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram