اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > كلمة وداع للسينمائي الذي رحل عبد الهادي مبارك..

كلمة وداع للسينمائي الذي رحل عبد الهادي مبارك..

نشر في: 19 سبتمبر, 2012: 06:46 م

يوسف العانييوم الأحد المصادف 2/9/2012.. ارتسم سطر واحد على شاشة التلفزيون يعلن عن وفاة المخرج السينمائي هادي مبارك..حاولت وأنا أقرأ الخبر أن استعيد افلام هذا المخرج القليلة العدد.. وبعد تذكر برز لي فيلمه الأول (عروس الفرات).. وكان بطل الفيلم – عبد الوهاب الدايني في بداية شبابه، وهو يضع قدمه بثقة ممثلاً.. 
 rnولم يكن قد درس بعد فن السيناريو وصار من أهم كتابه وأجدرهم.. وكان هذا الفيلم الأول الذي يخرجه ويكتب قصته.. وكذلك السيناريو والحوار..  الفيلم محاولة تحسب في حساب ((النوع)) للأفلام العراقية.. خير من كثير مما عرض آنذاك ويكفي أن فكرة الفيلم تحمل رؤية جريئة في حرية المرأة في التعلم واختيار مستقبلها، أما الفيلم الثاني فكان (بديعة) الذي عرض في شباط 1989.. وساهم في كتابة القصة والسيناريو والحوار الكاتب المعروف معاذ يوسف وهو واحد من أكفأ كتب الدراما التلفزيونية وبعض أعمال سينمائية رحمه الله..rnأما فيلمه الثالث فهو: (الحب كان السبب) الذي عرض في 22 تموز عام 1991.. وكانت القصة والسيناريو والحوار للقاص علي خيون..rnهادي مبارك.. كان إنساناً لا تستطيع الا أن تحبه وتقدر فيه تقبله للنقد.. لاسيما حين يكون ذلك النقد صريحاً لا من أجل التجريح وعدم المعرفة التي كانت شائعة آنذاك.. كنت أتحدث عن فيلمه الأول معه بصراحة.. فأشير إلى جمعه المقصود للإخراج والقصة والسيناريو.. مرة واحدة.. وهو بعد في أول الدرب.. فيبتسم ويأخذ الملاحظة برحابة صدر.. وظل في الوسط السينمائي عاملاً.. متابعاً ما يجري فيه ويسهم في مناقشة المشكلات التي يعاني منها السينمائيون العراقيون.rnوأعيد مقالي الذي كتبته عن فيلم بديعة.. رحمه الله عليه..rn rn"بديعة" (1989)rnبين السطحية والجودةrnاعترف بأنني لم اشهد فيلم "بديعة" في بداية عرضه، فقد كنت منشغلاً بأمور حالت دون هذه المشاهدة وكتب الكثيرون عن الفيلم وقرأت كل ما كتب.. وكان لي موقف من بعضها على الرغم من عدم مشاهدتي الفيلم، لافتقار تلك التعليقات وليس النقد إلى الموضوعية والعلمية في الطرح سواء كانت هذه التعليقات مع الفيلم أو ضده، فأنا انطلق في مسار العمل السينمائي ليضيف شيئاً أو يعمق تجربة او يفتح مجالاً لإبداع العراقي، أو مسار الجهد السينمائي العراقي- ان جاز لي هذا التعبير- وأعني بالجهد ذلك الإخلاص الواعي الذي يحققه أو يؤيده السينمائي، جديد في أي عنصر من عناصر الفيلم السينمائي.rnلقد احترمت كثيراً من الآراء التي قرأتها بعد مشاهدتي فيلم "بديعة"، احترمتها لحماستها الايجابية أولاً، واختلفت معها لمغالاتها في الحماسة إلى الحد الذي يضيع بعضا من ايجابيات لمعت في الفيلم دون الإشارة اليها بعين الحماسة!rnفيلم "بديعة" في رأيي وقياساً لما شاهدت من أفلام عراقية عبر هاتين السنتين، فيلم عراقي قدم بالصيغة المصرية الشائعة، لكن هذه الصيغة حملت في بعض جوانبها جذوة يمكن لنا أن نشير اليها بحب وفرح وانها في ذات الوقت سقطت في سطحيات هذه السينما التي راح الكثيرون من صانعيها يحجمون عنها الان لأنها لم تعد تحقق لهم أي مكسب فني او مادي او جماهيري.. ففيلم بديعة ومنذ بدايات المشكلة أوقعنا في افتعال قبلناه، لأنه افتعال له ما يبرره الى حد ما.. وراحت سياقات الأحداث تجري بإجادة إخراجية ذات حكرفة "متمكنة" استطاعت ان تأخذنا الى هذه السياقات لولا أن القدرة قد توقفت لتسقط في السطحيات وتظل تتعامل مع الرقصة هنا والرصة هناك، والغجر هنا والقصة الحديثة هناك، بفجاجة مسحت كل ما كان يمكن أن يتألق عبر التمثيل الجيد جداًً للسيدة الفنانة فوزية عارف، والتي أعطت الصورة المريحة لامرأة مجروحة تعيش معاناتها فكيف بحق مقنعة ومؤثرة حتى في الافتعال الذي أشارت اليه.rnالتمثيل الجيد كان السمة الفيلم البارزة والمؤثرة، وهذا ما لم نجده في عدد من الأفلام الأخرى التي أنتجت خلال الموسم.rnفمع فوزية كانت سناء عبد الرحمن حبيبة إلى النفس في أدائها، حلوة حتى في عدم منطقية الشخصية وهنا يكمن الجانب السلبي في قدرة الممثل أو الممثلة على ان تقنعك بـ"اللا واقع!" سناء أدت دورها برهافة حميمة أحببناها في أزمتها ولم نكرهها مقابل حبنا لبديعة التي تنافسها في سعادتها..rnوكان طعمة التميمي كالعادة جديراً بالإعجاب نفسه.. وكذلك الشخصيات الأخرى التي لمعت بعجالة لتترك اثراً له جدواه على الرغم من رفضي لإشغال ممثلين معروفين ادواراً تكاد تكون موقعاً لهواة يحلمون بالظهور على الشاشة.rnبديعة إذن فيلم قادني إليه مخرجه هادي المبارك، بعد صمت سينمائي طويل ليضعني أمام الممثل العراقي حين يحسن اختياره ويحسن التعامل معه وتحسن الاستفادة منه.. فشكراً له، ولنا معه حساب آخر في أعماله المقبلة.. مع تقديرناrn(رحمة الله عليه..)rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram