عامر القيسيلم يخدع أحداً رئيس وزرائنا عندما أعلن عن "نهاية" الحرب مع الإرهاب (خمسة عشر تفجيرا بعد عدة أيام من تصريحه) ،وهو الآن يتفرغ لمحاربة حواضنه الفكرية المتمثلة في شارعي أبو نؤاس والمتنبي ومؤسسة المدى وسبقهما بصولة الشجعان على الأندية الاجتماعية ومنها اتحاد الأدباء !!
rnبالنسبة لشارع أبو نؤاس فينبغي تغيير هوية بغداد التي تعوّد الناس قراءتها وشكّلت عمقا في الذاكرة العراقية ، لذلك ينبغي أن يتحول شارع الحياة أيام الستينات والسبعينات إلى مرآب للسيارات أو يتم توزيعه كقطع أراض سكنية للحبايب وما أكثرهم ، ثم تأتي مرحلة تغيير الاسم فلا يصح في بلد عربي وإسلامي من الدرجة الأولى أن يكون فيه مكان لشاعر مجوسي من طراز أبو نؤاس وبعد ذلك يمنع دخول السافرات إلى الشارع بفرمان أو فتوى لأنه يواجه المنطقة الخضراء بكل فضائحها ! rnشارع المتنبي هو الآخر دخل قائمة المالكي في الصفحة الثانية من محاربة الإرهاب الفكري ، ففيه نشأ بن لادن والظواهري والزرقاوي وبطانتهم ، وهو على حق في ذلك أيها السادة ، فالمتنبي هو الآخر يحتاج إلى الرجم حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة في عصر الجهلة والأفاقين ،وقضيته على درجة من العجلة بحيث لايحتاج إرهابيوه إلى إنذار كما قالت أمانة بغداد وان الغرض من الاعتداء على الشارع بهويته الخاصة التي شكّلت هي الأخرى واحدة من معالم الثقافة العراقية ببسطاتها وبائعي الشاي فيها والمتفرجين والهواة في عالم كرنفالي من الثقافة والفن والعلوم ، الغرض من الهجمة الهولاكوية هو جعله " أكثر هيبة " !!rnالمدى هي الصفحة الثالثة التي سيفتحها المالكي لمحاربة الإرهاب الفكري وتخليص قرائها ومحبيها من الفكر الظلامي الذي تبثه خبثا عن سابق عمد وتصميم ، المدى التي شكّلت منذ انطلاقتها بعد سقوط الدكتاتورية فضاءً رحباً للثقافة الرصينة والفكر الإبداعي واستماتت في الدفاع عن حقوق الناس بما في ذلك حرياتهم الشخصية والعامة هي الآن على جدول أولويات أجندات المالكي بسبب الصداع الذي تشكّله له صباح كل يوم .. المطلوب الآن بعد أن تفرغ المالكي من محاربة الإرهاب أن يقطع نسله المتمثل في المدى ، وهذا كلام ليس من عندنا ، فوراء الكواليس تحاك خطط محكمة لإلجام المدى وإخضاع خطابها الإعلامي والسياسي والثقافي والفكري التنويري الحضاري لأجندات غير التي قامت لأجلها ، ولأنهم لا يستطيعون ذلك فان نماذج سلوكهم مع الأندية الاجتماعية وشارعي أبو نؤاس والمتنبي خير نموذج للمخططين !!rnالعمى السياسي والجهل في قراءة التأريخ وأخذ العبر منه هو من يقود هؤلاء إلى ارتكاب حماقات ارتكبها قبلهم القائد الضرورة في محاربة الثقافة والمثقفين ورموز الهوية العراقية ،سابقا وحاضرا، لليّ عنق كل الحقائق على الأرض وفي التأريخ والجغرافيا والسيكولوجيا العراقية ،لأجل أهداف يعتقد مروجوها أنها آخر أدواتهم للتخلص من عار الفساد المالي الذي يغرق الدولة ومؤسساتها ، وهم قادتها ، ومن الفشل الذريع في الحفاظ على حياة المواطنين بانتشار الإرهاب وكواتمه ومفخخاته ، ومن عجزهم الفاضح في أن يكونوا رجال دولة مدنية متحضرة قادرة على أن تعطي نموذجا إيجابيا للتجربة العراقية الحاضرة بقوة في بؤسها الحالي ، الذي يشفق فيها علينا الأعداء قبل الأصدقاء !rnمحاربة أبو نؤاس والمتنبي والمدى تقدم لنا نموذجا لقادة لايصلحون إلا للروزخانات ومجالس الملالي .. نموذجا لفقرهم الحضاري وجهلهم الفاقع ورغبتهم في تدمير ماتبقى من معالم بغداد وهويتها لأنها بكل وضوح لاتنتمي إليهم ! rn
كتابة على الحيطان:أبو نؤاس والمتنبي والمدى ..
نشر في: 19 سبتمبر, 2012: 07:28 م