((الحلقة الثانية)) البصرة/ ريسان الفهدعند تجوالك في مدينة البصرة، تجلب انتباهك لافتات كبيرة منتشرة في معظم الشوارع والساحات العامة، تروج للمدارس الأهلية، خطت عليها عبارات عن المزايا التي تقدمها المدارس الأهلية للطلبة.
حتى صارت ظاهرة شكلت هاجسا بين عوائل الطلبة وذويهم وخصوصا بين الفقراء منهم، الذين تميز أقرانهم عنهم بوجودهم في مدارس خاصة ، حتى تحولت إلى ظاهرة للتباهي بين الطلاب وأولياء أمورهم..انتشار ظاهرة المدارس الأهلية وبجميع المراحل من الروضة إلى الثانوية وتفاوتت الأسعار من مليون ونصف المليون إلى أربعة ملايين  وحسب موقع المدرسة  والخدمات التي توفرها للطلبة ،وإن السبب الرئيس وراء انتشار هذه الظاهرة هو انخفاض مستوى التعليم في المدارس الحكومية، وضعف أداء المدرسين فيها بسبب كثرة عدد الطلاب في الصف الواحد، إذ يبلغ عددهم في كثير من الأحيان أكثر من خمسين طالبا، الأمر الذي يصعب على المدرس إيصال مادة الدرس إلى أذهان الطلاب، مما يؤدي إلى عدم استيعابهم للمادة، وبالنتيجة تدني مستواهم العلمي. في حين لا يتجاوز عددهم خمسة وعشرين طالبا في المدارس الأهلية، مما يتيح للمدرس والمعلم  إيصال مادة الدرس إلى ذهن الطالب بكل سهولة ويسر.وهناك سبب آخر وهو انعدام المستلزمات التعليمية ووسائل الإيضاح والمختبرات، وافتقار معظم المدارس الحكومية إلى برادات المياه الصالحة للشرب، وتدني مستوى نظافة المرافق الصحية، خاصة في المدارس التي تقع ضمن جغرافية المناطق الشعبية، وكذلك استمرار التيار الكهربائي في المدارس الأهلية لتوفر المولدات الكهربائية، التي  ينعدم وجودها في المدارس الحكومية.رأي مجلس المحافظةرئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة البصرة غانم عبد الأمير قال للمدى: من خلال عملنا في لجنة التربية والتعليم استطعنا الاحتكاك مباشرة مع كثير من القضايا التربوية ومنها المدارس الأهلية.. والتي هي الأعلى عددا بين محافظات العراق حتى أعلى من العاصمة بغداد، الأكثر نفوسا ، ويضيف: هذه الظاهرة فيها السلبي والايجابي أما السلبي فهو التدهور الحاصل  في الواقع التعليمي في المحافظة مما ساهم بانتشار المدارس الأهلية كبديل لما عجزت عن حله الحكومة، والايجابي هو مؤشر على ارتفاع الدخل لدى الكثيرين حيث بلغ عدد الذين استوعبتهم المدارس الأهلية خلال العام الماضي 23 ألف طلب وطالبة على مختلف المراحل الدراسية، ومن المتوقع ان يتجاوز العدد هذا العام الأربعين ألفاً ما يساهم بتخفيف الزخم من المدارس الحكومية، الذي تعاني منه معظمها إن لم نقل كلها ، ولكن ما تم تأشيره من ملاحظات على المدارس الأهلية التي أصبحت ظاهرة في محافظة البصرة هو استقطابها للكفاءات التعليمية من المدارس الحكومية، حيث أصبح المدرس يستهلك كل وقته وجهده في خدمة المدارس الأهلية، ما اثر سلبا على التدريس في المدارس الحكومية، وان إدارات المدارس الأهلية التي تدار  بالخفاء من مسؤولين متنفذين في القطاع التربوي، جعلها تكون بمنأى عن المتابعة والمراقبة ما دفع بعض المدارس الى خرق الضوابط التربوية، وقيام المدرسين في المدارس الحكومية بابتزاز الطلبة لدفعهم الى التسجيل بالمدارس الأهلية كونهم مدرسين فيها، من خلال الضغط والإغراء بالنجاح .وبين عبد الأمير أن الضوابط الخاصة بمنح الإجازات تعاني كثيرا من الضعف بسبب وجود ثغرات كثيرة في القوانين والتعليمات جعلت إدارات المدارس استغلالها بشكل اثر سلبا في سير العملية التربوية حتى في المدارس الأهلية نفسها، وهناك ظاهرة استخدمتها المدارس الأهلية وهي استخدام أسيجة المدارس الحكومية كلوحات إعلانية ترويجاً للمدارس الأهلية، ما أدى إلى تشويه منظر المدارس الحكومية.ورأي مديرية التربية وقال مدير عام تربية البصرة مكي محسن مهوس:  إن "انتشار المدارس الأهلية يعد ظاهرة ايجابية تسهم في تقليل الأعباء عن المدارس الحكومية؛ لأنها تجذب إليها الكثير من الطلبة في الوقت الذي تبذل فيه وزارة التربية ومديرية تربية محافظة البصرة وحكومة البصرة المحلية الجهود الاستثنائية لبناء مدارس جديدة والحرص على أن تكون المدارس الحكومية بمستوى يواكب التطور الحاصل في القطاع التربوي.ويضيف مهوس: شخصنا الكثير من المدارس الأهلية التي لم تكن بالمستوى المطلوب، واعددنا تقويمات للوصول إلى إعطاء المدارس الجيدة الفرصة في الاستمرار على عكس المدارس غير الجيدة، مبيناً : الآن لدينا أكثر من 50 طلب إجازة لفتح مدارس أهلية في مختلف المراحل من الروضة إلى الثانوية، اضافة الى المدارس التي يقدر عددها الآن بـ 195 مدرسة أهلية، في مختلف المراحل مسجلة لدينا رسميا. ولدينا ضوابط شديدة  ضمن تعليمات صدرت عن وزارة التربية - تعليمات رقم واحد لسنة 2012، الخاصة بمنح إجازات المدارس الأهلية والأجنبية فيها شروط ومعايير الأبنية المدرسية النموذجية، وتم تحديد رسوم الإجازة بمليوني دينار للمدرسة الابتدائية، والمدرسة الأساسية الإجازة تكون بخمسة ملايين، والمتوسطة  ثلاثة ملايين دينار، والثانوية سبعة ملايين دينار، والإعدادية