خليل جليلمثلما هو الحال مع بداية كل موسم وقبل انطلاقه تقريباً تعلن بعض الاندية عن رغبتها مضطرة للانسحاب من دوري الكرة تحت طائلة المشاكل المالية والمصاعب التي تعترض عملية إعداد فرقها واستعداداتها للموسم الجديد وهي تجد نفسها عاجزة عن استقطاب لاعبين جيدين او حتى ان تقوم بتسديد مبالغ تعاقدات بسيطة ومتواضعة وذلك لخوائها مالياً.
وما بين العراقيل المالية التي تعانيها الاندية الفقيرة والمصاعب الاخرى التي تعترض طريقها وعدم اكتفائها بالمنح المالية المقدمة من وزارة الشباب والرياضة والتي أصبحت غير مجدية وليس لها اي تأثير ايجابي في ايجاد حلول لتلك المصاعب ، لم يجد قسم كبير من الاندية ما يمكنه من اتمام أبسط التعاقدات بعد ان أخذت المسابقة المحلية تشهد تحولات وطفرات أصبح أمر التعاقدات بالنسبة لها أمراً لا مفــرّ منه حتى أصبحت هذه الاندية الفقيرة أزاء اتجاهين اما الانسحاب والتلويح بذلك او المواصلة بأي شكل متواضع تصبح فيه عالة على نفسها.وفي مطالعة سريعة لمجمل مشهد الانتقالات وصفقات التعاقد هذا الموسم وما شهدته من جدل ما زال يُحيط بها ، نتلمس حجم المعاناة التي تواجهها هذه الاندية ومنها اندية كبيرة بجماهيريتها وتاريخها صارت عاجزة حتى عن التعاقد مع لاعب واحد.. ونعطيها بالطبع الحق كلـُّه في ان تلجأ الى فرقها الشبابية وتستعين بمواهب هي الاخرى تتطلع لتقديم نفسها محاولة الظهور ومنتظرة من يأخذ بيدها مثلما يحصل مع الزوراء والجوية صاحبي اكبر قلعتين كرويتين في العاصمة وحتى الشرطة مع الأخذ بنظر الحسبان ان الاخير ظفر بواحد من افضل المدربين على صعيد العمل مع مواهب الشباب هو ثائر جسام.وربما يتساءل البعض هنا عن أهمية منحة وزارة الرياضة والشباب في وقت أخذت فيه كرة القدم تعتمد في كل شيء على الأساس المالي ، وبخلافه لا تعني كرة القدم شيئاً مع وجوده يعني بامكانك ان تصنع كرة قدم .. فهل يُعقل أن وزارة الشباب والرياضة ما زالت تعتقد بان ما تقدمه بامكانه ان يُسعف الفرق المتهالكة أم اصبح عليها ان تجد حلولا أخرى؟فليس من المعقول ان تبقى فرق تعتاش على ما يُقدم لها من مال لا يسد ابسط احتياجاتها وتبقى في المقابل فرق اخرى تعاني من تخمة المال على الرغم من انها لم تجد نفسها في يوم من الايام تتبوأ مكانها على الخارطة الجماهيرية لكنها وجدت نفسها فجأة على خارطة مؤسسات رسمية ثرية لم يصعب عليها ان تقدم المال الى أنديتها .. صحيح ان هذا الدعم يأتي تحت سقف شرعي لعائدية هذه الفرق الى مؤسسات ترغب بأن تجد فرقها في لائحة المنافسة.. لكن من حق الأندية الأخرى البعيدة كل البعد عن المؤسسات الحكومية أن تحصل على دعم أفضل مما تقدمه الآن الوزارة. إذن هذه دعوة مجددة للوزارة في ان تعيد النظر بخططها الداعمة وان تنظر للأندية لاسيما الفقيرة ، بعين واحدة لا بعينين إحداهما لأندية هي أساساً لن تفكر او تنتظر في يوم من الايام منحتها وأن تجد حلولاً جذرية للأندية الفقيرة ، إما ان تجد لها ما يسمح بمواصلة مسيرتها أو أن تدعها تفكر بما هو أصوب لها وأفضل في اتخاذ أية خطوات من شأنها الإسهام في تخليصها من أزماتها المالية.
وجهة نظر: لننظر إليها بعيـن واحدة
نشر في: 21 سبتمبر, 2012: 07:05 م