 كربلاء / رافد صباردعت أوساط كربلائية  إلى مناقشة واقع السياحة الدينية في المدينة كونها تمثل المصدر الرئيسي لدخل معظم العوائل بالمحافظة. وتعد السياحة الدينية بالبلاد الجزء النابض من القطاع السياحي الذي أصابه الإهمال طيلة العقود المنصرمة  ،على الرغم من سوء التنظيم فتمثل العصب الاقتصادي للمحافظات التي تحتضن المزارات المقدسة  ،وتزدهر نظراً لوجود عدد من المراقد المقدسة التي يؤمها المسلمون من كل بقاع العالم . وكان لـ (المدى ) جولة استطلاعية في الشارع الكربلائي الذي يحتضن أكثر من (25)مليون زائر سنوياً حسب أرقام خبراء في مجال السياحة ،لتسلط الضوء على تأثير السياحة على دخل العوائل الكربلائية الكادحة المعتمد على ما يدخل المدينة من زائرين طوال العام .
ويقول ضرغام محمد وهو صاحب محل لبيع الحلويات في منطقة مابين الحرمين وسط المدينة لـ (المدى ):إننا ننتظر الزيارات الكبيرة بلهفة ونقوم بالتحضير والعمل لاستقبالها على قدمٍ وساق وكون مثل هكذا زيارات يعتمد أحيانا عليها وارد العام كله بالرغم مما تسببه الزيارات إلى المدينة من اختناقات لمداخل ومخارج المدينة ووسطها أيضا ،مما يؤدي إلى استياء الكربلائيين من نوع وحجم الداخلين إلى المدينة ،إلا أننا نقوم بتحضير كل ما نحتاجه قبل مدة شهر تقريباً كون الطرق المؤدية إلى المدينة تقطع قبل ذروة الزيارة بـ(15)يوماً أو أكثر في بعض الأحيان كون الزيارات الكبيرة هي مصدر الرزق الأساس لنا.أما كاظم حسين صاحب محل بيع الأقمشة فيوضح لـ (المدى ) :نحن نعتمد بشكل رئيسي على مايدخل المدينة من زوار إيرانيين وغيرهم كون السلعة التي نبيعها تكون أكثر رواجاً عند الأوساط الإيرانية .ويدعو حسين الحكومة العراقية إلى تشجيع السياح وتقديم التسهيلات لهم. وكانت لنا وقفة مع الحكومة المحلية في المدينة وكيفية النهوض بواقع السياحة  متمثلة برئيسة لجنة السياحة في مجلس محافظة كربلاء افتخار عباس هادي حيث أكدت أن كربلاء من المدن السياحية المهمة التي نتطلع لها بأن تكون الأهم  في العالم  بالرغم من القوانين المعرقلة الخاصة في قطاع الاستثمار والسياحة وان كانت قد عدلت من مجلس النواب العراقي إلا أنها قوانين لا تعطي المدينة والحكومة المحلية الحرية في التعامل مع ملف السياحة  .وتقول هادي لـ (المدى ):إن السياحة تمثل الباب الثاني في الاقتصاد العراقي بعد النفط،مشيرة إلى  أن دعم السياحة في  كربلاء بصورة خاصة يؤدي إلى انتعاش اقتصاد البلد بصورة عامة.وكشفت رئيسة لجنة سياحة كربلاء عن أهم مشاكل سياحة كربلاء المتمثلة في صعوبة إعطاء الأراضي إلى المستثمرين  بسبب تطبيق القوانين بالقوة واعتمادها على الإجراءات الموحدة وتوزيع المسؤوليات بطريقة هرمية والعلاقات الشخصية. ولفتت " خطوتنا المقبلة هي دعوة رئاسة الوزراء لعقد جلسة مجلس الوزراء في المحافظة كخطوة تشجيعية للنهوض بالواقع السياحي في المدينة  ، وذلك  كان قرار  مجلس المحافظة في جلسته يوم الخميس الماضي . ويرى مختصون أن السياحة الدينية هي معيار السياحة في العالم كونها ذا عرض وطلب مستمر ولا تحتكم في موسم معين .ويقول الخبير السياحي والباحث في هيئة السياحة محسن العزاوي إن السياحة الدينية هي من أهم السياحة بالعالم كونها لاتخضع لموسم معين . وأوضح العزاوي أن هيئة السياحة ووزارتها  خارجة عن هذه المعايير الواجب توافرها كسبب أساس لانتعاش السياحة الدينية في البلد ،لافتاً إلى وجوب خضوعها لمعايير المنافسة أيضا والعرض والطلب .