حازم مبيضين لم نصب بخيبة الأمل بعد النتائج البائسة لمؤتمر وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران, والذي كان مخصصاً لتفعيل مبادرة الرئيس المصري بشأن الأزمة السورية, فقد انتهى الاجتماع الذي غابت عنه السعودية وهي طرف فاعل في الأزمة دون التوصل لأي نتائج ملموسة, لكن المجتمعين أكدوا أنهم سيعقدون اجتماعا في نيويورك,
rn على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الشهر, وكان واضحاً مدى الاهتمام بنزيف الدم المتواصل في بلاد الشام, من إعلانهم في مؤتمر صحفي أرادوه مقتضباً, منعاً لأي إحراج, بأن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن حلول، وأنهم اكتفوا في اجتماعهم بمناقشة أفكار ومبادئ لحل الأزمة، واتفقوا على استمرار التشاور، لأن من المبكر الحديث عن حلول موضوعية.rnالمؤتمرون في قاهرة المعز, معنيون اليوم بالحفاظ على إقليمية الحل ومواصلة المشاورات، وهم مقتنعون بأن توقع حل سريع للأزمة أمر غير واقعي، ويعتقدون وهذا خطأ بالتأكيد أن نقاط التشارك بينهم أكثر من نقاط الخلاف, وأن المطلوب اليوم هو الاستمرار في التواصل، والتنسيق مع لخضر الإبراهيمي, وبعضهم يخلط الأوراق بطريقة متساذجة حين يطالب الحكومة السورية أن تلبي مطالب شعبها، من خلال إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف الأطياف, بهدف الوصول لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديمقراطية والحرية والكرامة, وفي نظام سياسي ديمقراطي وتعددي، وكأن كل ذلك يغني عن السعي أولاً وبكل الوسائل لوقف نزيف الدم اليومي في شوارع وحارات المدن السورية كافةً دون استثناء.rnالحديث المجاني عن الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والإبادة, ليس أكثر من رخصة لمزيد العنف والقتل, وإذا كان المجتمعون في القاهرة, استكثروا على ذواتهم عقد أكثر من اجتماع بروتوكولي, لبحث أزمة تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها, فقد كان أجدى لو تم الحوار بينهم بالهاتف, لأنه في النهاية لايبحث عن حلول عملية واقعية, واجتماعهم يصح وصفه بإعلان العجز عن التعاطي مع ما يجري في بلاد الشام, ولن تكون هناك أي فائدة مرتجاة من تكراره, فالحلال بين والحرام بين, وقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر, وإن كانوا في غيهم سادرين.rnلم ينتظر السوريون من مؤتمر القاهرة المعجزات, فهم أدرى بتفاصيل الخلافات بين المجتمعين, رغم التصريحات المنطلقة من شفاه مترافقة مع ابتسامات صفراء عن التوافق, ولم ننتظر نحن أي نتائج إيجابية من مؤتمر لم يتمكن أن يبدأ مكتمل العدد, والذين كانوا يتباكون على دم الشعب السوري في ظلال الأهرامات, كانوا في الواقع يواصلون تزويد أطراف الأزمة بالسلاح, وليس سراً أن السلاح لايطلق الورد, وأن وظيفته الأساس هي صناعة الموت, حتى لو كان موتاً مجانياً, ونحن وهم نعرف أنهم لايملكون القوة ولا الإرادة للخروج من النفق المظلم الذي دخلت سوريا فيه, وأن الحل متوفر فقط على الأرض السورية أو في عواصم القرار وليس في مؤتمرات الكلام.rn
في الحدث :مؤتمر القاهرة..أي نتائج بائسة؟
نشر في: 21 سبتمبر, 2012: 09:05 م