TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل:خورخي سيمبرون: الأدب أو الحياة

قناديل:خورخي سيمبرون: الأدب أو الحياة

نشر في: 22 سبتمبر, 2012: 07:00 م

 لطفية الدليمي  في حوار مع خورخي سيمبرون سئل لماذا لم تكتب الرواية إلا بعد عمر الأربعين بعد أن بددت عمرك في العمل السياسي؟رد سيمبرون: هناك سببان، الأول انه مرت 15 عاما على خروجي من معسكر بوخنوالد النازي وشعرت بأن  هناك مدى زمنيا  كافيا  يفصلني عن تجربتي  المريرة في المعسكر،
rn كي استطيع التحدث عنها  دون  أن تستحوذ علي فكرة الموت، لقد أصبحت شخصا آخر وبدا الأمر كما لو انني اروي قصة شخص ما غريب عني، والسبب الثاني أنني كنت أعيش واعمل باسم مستعار في اسبانيا الفرانكوية مع شخص اسمه مانولو وقد روى لي قصة اعتقاله في معسكر ماوثاوزن النازي في النمسا واكتشفت انه لم يشأ سرد القصة على حقيقتها  وأحبطني  ذلك  لكنه منحني جرعة من شجاعة لألتفت إلى الوراء وأدون تجربتي الشخصية عن الاعتقال في كتاب (الرحلة الطويلة) وكأنني أردت قول ما أخفق  مانولو في سرده. rn  هناك منعطفات حاسمة في حياة كل كاتب توقظ فيه شرارة الإبداع، فيشرع في الكتابة عن الذكريات الحلوة والمريرة، فالكتابة عن المعاناة تتطلب مسافة زمنية  ليتعامل المرء معها بحيادية بعيدا عن الوجع العاطفي والمبالغات. rn    اتسمت  حياة سيمبرون بالتنوع والتحولات ما بين النفي ومقاومة النازية مع الفرنسيين وعمله في الحزب الشيوعي  باسم مستعار ضد استبداد فرانكو ثم عمله مع اليونسكو وتسلمه منصب وزير الثقافة الاسباني في حكومة الاشتراكي فيلبي غونزاليس 1988 ليترك الوزارة بعد ثلاث سنوات وفي باريس كتب كتابه الأبرز   (الأدب  والحياة)  وعدّ النقاد  سيمبرون  شاهدا أساسيا على القرن العشرين.rn اختار  سيمبرون  ما يسميه (فقدان الذاكرة الطوعي من اجل مواصلة الحياة) بعد تحريره من معتقل بوخنوالد في 1945 لأنه كان عاجزا عن تحمل  ما خلفته عذابات  سنيّ المعتقل النازي في روحه وجسده ولم يفارق حالة الصمت الطوعي إلا عام 1951 حين عاود  نشاطه  السياسي ودخل سرا إلى اسبانيا تحت اسم مستعار.  rnوعرف خورخي النفي منذ طفولته عندما غادر والده المحامي الجمهوري اسبانيا  سنة 1936، مع أسرته متوجها إلى هولندا وبعدها فرنسا وحين سقطت مدريد بيد فرانكو 1939 التحق خورخي سيمبرون بصفوف المقاومة ضد النازية وهو في سن التاسعة عشرة واعتقله النازيون وأرسل إلى معسكر بوخنوالد وعاد الى اسبانيا أوائل الخمسينيات ليعمل متخفيا نحو عشر سنوات ضد نظام فرانكو وكتب عن هذه الفترة كتابه الشهير (السيرة الذاتية لفيدريكو سانشيز) التي صدرت في 1977، ونالت جائزة بلانيتا أرفع جائزة اسبانية وسانشيز هو الاسم الحركي الذي اتخذه خورخي أثناء عمله  ضد فرانكو وعرف خلال هذه التجربة حقيقة القمع الذي تمارسه النظم الشمولية فترك الحزب 1964 وتحول إلى ناقد جريء للإرهاب الستاليني ثم تفرغ  للأدب. كتب معظم  رواياته  بالفرنسية وظهرت روايته الأولى (الرحلة الطويلة) سنة 1963 وفازت بجائزة فورمينتو ومنعت من النشر في اسبانيا  لتنشر أواخر السبعينيات بعد رحيل فرانكو حين سمحت الحكومة الملكية بعودة المثقفين الأسبان إلى الوطن ومن بينهم خورخي سيمبرون، سلفادور دي مادريكا، رفائيل البيرتي، سانشيث البرنوس، خوان غويتسولو وغيرهم وعرف عن سيمبرون بأنه كاتب متعدد الاهتمامات فقد كتب سيناريوهات كثيرة للسينما   أبرزها فلم (زد) الشهير الذي أخرجه  صديقه المخرج اليوناني كوستا غافراس كما عمل مع ألان رينيه ومخرجين آخرين وركزت رواياته ومسرحياته وسيناريوهاته  على آثار الحرب وفقدان الحرية وبقي في باريس  حتى وفاته  سنة 2011، عن  87 عاما .rn rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram