TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس :توازن قلق

قرطاس :توازن قلق

نشر في: 22 سبتمبر, 2012: 07:12 م

 أحمد عبد الحسين يبدو أن قضية الطائرات الإيرانية المحملة بالأسلحة إلى سوريا تتفاعل بصمت بين أمريكا والحكومة العراقية، يقال إن رئيس الوزراء ألغى زيارته لأمريكا بعد أن أُبلغ بأن أوباما لن يستقبله، وأول من أمس قال المالكي في اتصال هاتفي مع بايدن إن على الإدارة الأمريكية أن لا تصغي لتقوّلات غير الرسميين "ربما يقصد الصحفيين والخبراء" عن سماح حكومة المالكي بعبور طائرات جارتنا الشرقية القوية إلى جارتنا الغربية الضعيفة عبر أجوائنا.
rnويبدو أن الحكومة مستنفرة لدرء الاتهام عنها، فبعد أن أعلنت اشتباهها بالطائرة التي تقلّ وزير الخارجية السورية إلى طهران "رغم أن اشتباها كهذا غريب مستغرب باعتبار أن الأسلحة تأتي من إيران إلى سوريا وليس بالعكس"، اشتبهتْ مرة أخرى بطائرة من كوريا الشمالية فمنعتها من الوصول إلى سوريا.rnفي حملتها لمنع وصول الأسلحة الإيرانية إلى نظام الأسد اشتبهتْ الحكومة العراقية حتى الآن بطائرتين، سورية وكورية، ولم تشتبه مطلقاً بالطائرات الإيرانية، إذ من المستحيل أن تنقل طائرة إيرانية أسلحة إيرانية، ناهيك عن عبقرية أجهزة الأمن العراقية التي تفتش الطائرات القادمة من سوريا التي ربما تكون  قد أفرغتْ حمولتها وعادت سالمة غانمة.rnوالآن .. كيف عرفت الأجهزة المختصة أن الطائرة الكورية تنقل أسلحة؟ قال علي الموسوي إن خط سير الرحلة كان يدعو للشكّ، الجواب كما ترون غير مقنع، كعادة أجوبة مستشاري المالكي الذين يأتون بالعجائب، لكن الرجل مكلف هذه الأيام بملف درء اتهام أمريكا للحكومة بتسهيلها عبور أسلحة إلى آل الأسد، بدليل أن الناطق الرسمي علي الدباغ لم ينبس ببنت شفة حول هذه المسألة حتى الآن، وترك الأمر برمته للسيد الموسويّ.rnأخشى أن قواتنا الأمنية لا تملك أجهزة لتفتيش الطائرات "المشكوك بها" سوى أجهزة كشف المتفجرات التي جلبها مسؤولون مقربون لرئيس الحكومة وسرقوا فيها ملايين الدولارات وساهمت بشكل فعال في قتل آلاف العراقيين في مذبحة صامتة لا أحد يتذكرها أو يتحدث عنها، ربما لكثرة مذابحنا التي يتحملها مسؤولون كبار سيفطسون مع الأسف قبل أن يحاكموا.rnالحكومة تريد بصدق وإخلاص وبكل جدية أن تقنع أوباما وربعه بأننا بذلنا جهداً في منع وصول السلاح الإيراني لجزار دمشق، بدليل أننا اشتبهنا بطائرتين، لكن الحكومة أذكى من أن تسير بهذا الجهد والجدية إلى حدّ أن تفتش فعلاً طائرة إيرانية، والأفضل لها أن تستمرّ في سياسة التوازن القلق التي تنتهجها: إرضاء أمريكا وإيران معاً، تريدنا أمريكا أن نفتش، ففتشنا، وتريدنا إيران أن لا نفتش طائرة إيرانية فلنفتش إذن طائرة كورية.rnطائرات كثيرة سوف تشتبه فيها الحكومة "طبعاً لن تكون إحداها من إيران" وسيظهر أن الطائرة التي أنزلتْ وفتشت كان على متنها راكب يضع حشوة لسنّه، طائرة أخرى فيها علبة شامبو، طائرة من سريلانكا كانت إحدى المضيفات تضع قطعة بلاتين إثر كسر عظم لها في مشاجرة بحفلة عرس في كولومبو، طائرة بنغالية فيها شابّ "بنغالي طبعاً" أغرق روحه بالعطر.rnلكن الجيد في الأمر أننا لا نؤخر الطائرة التي نشتبه فيها، ننزلها ونسأل قبطانها السؤال الخالد: منين جاي؟ وين رايح؟ شايل سلاح لو لا؟rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram