اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > على الارجح: برلمان الكافتيريا

على الارجح: برلمان الكافتيريا

نشر في: 20 أكتوبر, 2009: 07:47 م

علي وجيه مسألة شائكة أن تفتح الباب على مصراعيه لتفكيرك ولكتابة ما يفرزه تفكيرك من غضب ، ففي حين تحدث اصابة لتلاميذ ثلاث مدارس ابتدائية بمنطقة العطيفية بانفلونزا الخنازير، وبعد عجائب العراق السبع (الأمن ، الكهرباء ، الماء ، الوقود ، المواصلات ، البطالة ، الجفاف) ،
 وبعد أن تلجأ آلاف العوائل الى العراء العراقي في بيوت من صفيح ، وبعد أن يعيش أكثر من ثلاثة أرباع الشعب تحت خط الفقر، أقول : بعد هذا كله  نسمع تصريحاً من أحد النوّاب داخل جلسة البرلمان يقول أن : «أغلب النوّاب جالسين في الكافتيريا» في وقت ينتظر الشعب فيه تصويتهم على اقرار قانون الانتخابات في جلسة أمس الأول الخاصة بالأمر المذكور.مؤمن أن الإنسان العراقي لا يرضى عن حكامه أبداً ، وأن حكامه لا يرضونه كذلك ، لكن ما يحصل من استباحة لإنسانية العراقيين بصنع أزمات تلو الأزمات وفي كل الأنحاء يجعل الكاتب او حتى (بارديْ الأعصاب) من فصيلة الغيلان الغاضبة ولك أن تجلس في أي سيّارة لنقل الركّاب لمدّة ربع ساعة حتى تعرف ما أقصده.السادة النوّاب الذين اتفقوا على ألاّ يتّفقوا ، والذين لم يجتمعوا على رأي أو كلمة ولم يكتمل نصاب جلساتهم إلا في مسألة الإمتيازات والرّاتب ، هؤلاء النوّاب الذين يستخفّون بأصوات منحت اليهم و رفعتهم الى ما هم فيه يحتاجون إلى حمولة سبع قارات من ضمائر الأنبياء لينظروا الى ما يحصل خارج منازلهم : فكيف يشعرون بالكهرباء وبيتهم نسخة عن الاسكيمو صيفاً؟ وكيف يعرفون شحّة الوقود بعد إيلاف مدافئهم في الشتاء وفي الصيف؟ وكيف يعرفون محنة شحّة الراتب ان كان راتب النائب منهم يعادل رواتب (416) مواطناً من فئة الرعاية الاجتماعية الذين لا يستلمون سوى (60) الف دينار في الشهر؟! وكيف يعرفون ازعاج المواصلات ان كانت قوافلهم المظللة التي ترعب المواطنين تمرّ بكل انسياب في شارع يغصّ بنا؟ ؛ هؤلاء السادة ينتظرون في كافتيريا البرلمان المبجّلة بينما ينتظر الشعب اجتماعهم وحلّ أزماته واكتمال نصابهم لمرّة أخرى على الأقل غير جلسة الامتيازات.والمضحك في الأمر هو السادة - المستجوبون والمستجوبون (بفتح الواو وكسرها) - : النوّاب يتّهمون بصفتهم هم أصحاب النزاهة والعين الحارسة لأوضاع الشعب ، والوزراء يرون انفسهم بأنهم هم أصحاب الفضل بنعمى الشعب ويبقى الشعب بينهما أشبه بالطفل الخائف من مستقبله بعد معركة بين ابويه!.لذا نرجو (بكامل اللطف والاحترام لضمان عدم ازعاج السادة النوّاب ) من السادة الجالسين تحت قبّة الكافتيريا أن يأخذوا راحتهم فالبلد مرتاح وليس هناك سوى بضعة مشاغبين كرهوا الراحة فوق المعتادة التي غُمروا بها الى رؤوسهم ، ونتمنى أن يزيدوا الملح بالطعام لأنهم (مصّخوها) وعسى أن (يغزّر) بهم كما يقال لأن الصورة السلبية منا نحن أبناء الشعب الذي لم يترجّل من صلبان سياسييه أبداً، فنحن الذين نسرق ونهرب الى الدول المجاورة ، ونحن الذين نفجّر بواسطة ميليشياتنا، ونحن الذين نملك ملفات في هيئة النزاهة ، ونحن ونحن ونحن: أما أنتم ايها السادة الخضر فلكم منا السلام نحن المذنبين!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram